طرابلس لبنان - سياسية مستقلة

التمثيل النيابي الأرثوذكسي في طرابلس: مِن المرشح المتموِّل المموِّل… إلى المرشح المثقف المسيَّس؟

د. زريق

على الرغم من أن المعركة الانتخابية في طرابلس هي بين أقطاب السنّة، ولتظهير المرجعية السياسية فيها، والتي كما تقول بعض المصادر الصحفية ستتوزّع على المرشحين: الرئيس نجيب ميقاتي، مقعد للمستقبل، النائب محمد الصفدي، الوزير فيصل كرامي، اللواء أشرف ريفي، يبدوان المعركة ستطال ايضاً المقاعد النيابية الاخرى: المقعد العلوي والماروني والأرثوذكسي.

من هنا يرى مراقبون أن تأليف اللوائح يتّجه إلى خمس لوائح أو أكثر،إلى جانب لائحة المجتمع المدني، ترأس كل واحدة منها شخصية سنية مؤمّن وصولها بالصوت التفضيلي، ما يجعل البحث عن شخصيات للمقاعد الثلاثة الباقية (العلوي والأرثوذكسي والماروني) تستطيع أن تدعم اللائحة بأصوات للحاصل الانتخابي وبالصوت التفضيلي للمرشح.

في تاريخية المقعد الأرثوذكسي

يورد صفوح منجد في كتابه عن الانتخابات النيابية في طرابلس والشمال لائحة بالنواب الذين فازوا بالتمثيل الأرثوذكسي والذين كانوا بأغلبيتهم من العائلات الأرثوذكسية الطرابلسية:

– يعقوب النحاس (1922-1925)

– جبران النحاس (1925- 1926 و1947- 1951)

– موريس فاضل (1972-1992 و1996-2009)

–  سليم حبيب (1992-1996)

–  روبيرالفاضل (2009-2016)،

ولم تنعم الميناء بالمقعد النيابي الأرثوذكسي إلا مع فؤاد البرط الذي امتدّت ولايته من (1951- 1972).

ترى مصادر صحفية أنّ المقعد الأرثوذكسي كان تاريخيا من نصيب المتمولين الأرثوذكس، ولربّما استطاع النائب الراحل فؤاد البرط أن يجمع بين التمويل وبين توفيره فرص عمل لأبناء الميناء في مؤسسساته المتنوّعة، التي كانت له أو كان مساهمًا فيها، على نطاق واسع. إلا أن هذا لم يمنع ترشّح مرشحين أرثوذكس خاضوا غمار المعركة الانتخابية سابقا وحاليا:

جبرائيل خلاط، أسعد البرط، وديع صراف، فؤاد خلاط، كميل خلاط، أمين نوفل، نقولا الشاوي، قيصر خلاط، الفريد حبيب، نديم حيدر، رفلة دياب، أنطوان حبيب وغيرهم.

بين المتموّلين والعاملين في الشأن العام

تتساءل مصادر صحافية هل سيبقى المقعد الأرثوذكسي حصرًا بالمتمولين الأرثوذكس، كما حصل تاريخيا؟

ربّما يكون نقيب المعلمين نعمة محفوض أول من اخترق هذه الحصرية وأعلن ترشيحه عن المقعد الأرثوذكسي في طرابلس انطلاقًا من مسيرته النقابية وحضوره المطلبي التربوي والسياسي، وأطلق أنطوان حبيب، من دون إعلان ترشيحه رسميا، ماكينته الانتخابية، فيما يبقى مرشحون آخرون في انتظار انقشاع أجواء تأليف اللوائح وفق التحالفات السياسية كالوزير السابق نقولا نحاس الذي لم يبد أي تحرك حتى الآن بانتظار ما ستؤول إليه اتصالات الرئيس نجيب ميقاتي حول التحالفات العتيدة، أما رفلة دياب فيلتزم الصمت بانتظار ما ستستفر عنه الاتصالات الجارية بين الكتل السياسية على مستوى دوائر الشمال.

هذا وبرز اسم الدكتور في الحقوق سابا زريق الذي تعمل مجموعة من مثقفي طرابلس على طرح اسمه كمرشح يلقى قبولا في أوساط  المثقفين عبر رعاية مؤسسة شاعر الفيحاء سابا زريق الثقافية لإصدارات الكتّاب والمهتمين بالثقافة وباللغة العربية، وتخليدها الآثار الفكرية والشعرية لشاعر الفيحاء. ويلقى زريق ايضاَ قبولاً واسعاً لدى العديد من شرائح المدينة وعائلاتها، نظراً لتركيزه على دور طرابلس كواحة عيش مشترك، وعمل مؤسسته الدؤوب على ابراز هذا الدور، ماضياً وحاضراً.

كما يبرز أيضًا اسم مايا سليم حبيب، ابنة النائب السابق، عبر عملها الاجتماعي وحضورها في المناسبات والاحتفالات العامة.

إذاً، يتّضح حتى تاريخه أن هناك ستة مرشحين أرثوذكس، بين الإعلان الصريح والاحتمال. مرشحان من الميناء وأربعة من طرابلس. هذه الأسماء، كما تقول مصادر صحفية، من حيث المبدأ لا تمثّل الملاءة المالية التي كانت متوفّرة لدى النواب السابقين: فؤاد البرط وموريس فاضل وابنه روبير.

يُشار الى انه في هذه الدورة، وللمرة الاولى في تاريخ المقعد الارثوذكسي في طرابلس، يترشح لتوليه اشخاص ليسوا من طرابلس او الميناء، مثل المرشح المحامي منزّه صوان من كفرحبو في الضنية، علماً ان هناك احتمالاً ايضاً ان تُرشح «القوات اللبنانية» شخصية من الضنية (حقل العزيمة) عن نفس المقعد في طرابلس.

المقعد الأرثوذكسي والتحالفات المنتظرة

ترى مصادر أن من سيملأ المقعد الأرثوذكسي في اللوائح الأولى هو من سيتم الاتفاق على شخصه وفق التحالفات المنتظرة بين التيارات السياسية في الدوائر الانتخابية الثلاثة: طرابلس، عكار، البترون والكورة وزغرتا وبشري. هذا سينطبق أيضا على المقعدين العلوي والماروني.

من هنا تقول مصادر أنّ تأليف اللوائح لن يتظهّر قبل منتصف شهر شباط بسبب سعي القوى السياسية إلى التحالف على صعيد الدوائر الشمالية كافة في محاولة لتأليف تكتل شمالي يقوم بمتابعة ملفات المنطقة وتحقيق الإنماء المطلوب.

هذا التحالف المنتظر بين قوى فاعلة في كلّ دائرة سينعكس تعاونًا على هذا المستوى الانتخابي لتأمين الوصول إلى كتلة سياسية فاعلة ومؤثرة، كما قد يسفر عن ظهور مرشحين أرثوذكس جدد، خاصة وأن الأحوال تبدّلت إذ تزخر اليوم الطائفة الأرثوذكسية بمجموعة كبيرة من الوجوه العاملة في الشأن العام ما يطرح مروحة أسماء كبيرة في عملية الاختيار، ولكن من الواضح أن عدد المرشحين الأرثوذكس لن يتعدّى عدد اللوائح الأساسية الأولي التي ستبرز بعد قرار السياسيين في كيفية خوض المعركة بلوائح خمس أو ثلاث.

متى سيحسم المقعد الأرثوذكسي في اللوائح الثلاث الأولى؟

ومن هي الجهة التي ستحسمه؟

هل ستبقى أسماء المرشحين الأرثوذكس المتداولة هي المعتمدة؟

ترى مصادر صحفية أن كلّ شيء قابل للنقاش والتعديل في محاولة للتجديد والتغيير، وأن الفرصة سانحة لوجوه جديدة في اللوائح الأساسية في ظلّ النظام الانتخابي الجديد، خاصة وأن عدد المرشحين الأرثوذكس قليل فيما شخصياتها كثيرة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.