طرابلس لبنان - سياسية مستقلة

الإطفائي على جبهة «بيت الوسط» ــ معراب

النائب السابق مصطفى علوش

يُعتبر النائب السابق مصطفى علوش من أشد المتحمسين لحماية التحالف بين «المستقبل» و «القوات»، وكان دائما، داخل «المستقبل»، من المدافعين عن الخيارات السياسية لـ «القوات» ورئيسها سمير جعجع، حتى عندما رشح الأخير ميشال عون للرئاسة في مواجهة خيار الحريري الذي كان سليمان فرنجية، إذ دافع علوش عملياً عن خطوة جعجع قائلاً، رداً على سؤال: «لا يمكن أن نعتبر أن أى محاولة لملء الفراغ الرئاسى بمثابة صفعة للمستقبل أو عملية انتقامية بحقه، وترشيح جعجع لعون يندرج تحت إطار الجهود المبذولة فى اتجاه وضع حد للشغور الرئاسى بغض النظر عمن سيخرج رئيساً من المجلس النيابي، وهذا الترشيح من شأنه أن يحشر حزب الله ويضعه فى مكان لا يريده باعتبار أنه كان يراهن على المراوحة تمهيدا لافشال الجمهورية وإحداث تغيير جذرى بالنظام إلا أن ما حصل سيجعله يعيد حساباته».

والآن، يبدو أن علوش مكلف بلعب دور الإطفائي على جبهة بيت الوسط ــ معراب، وهو في تصريحاته، منذ ما قبل خطاب «بق البحصة»، وخلال تبادل الاتهامات بين الفريقين، كان ينفي وجود خلافات عميقة ويتهم الاعلام بتضخيم الامور.

في الرابع من كانون الاول الجاري (قبل خطاب منسقية بيروت)، قال علوش إن «ما يتمّ تداوله هو مجرد شائعات وثرثرة وهو لا يعكس الواقع الحقيقي»، نافياً أن يكون هناك أي عتب من الحريري على  جعجع.

وبعد خطابي التهديد والتراجع عنه، قال علوش: «لا املك معطيات دقيقة حول الخيانات، ولكن هل كان هناك نوع من التحفيز لاتخاذ بعض الاجراءات بحق الحريري من بعض الشخصيات، وجزء منها ليس بالضرورة ان يكون معنا قد يكون ضدنا او انقلب علينا كالوزير السابق أشرف ريفي وبعض الشخصيات التي لديها حماسة زائد لفكرة 41 اذار ودفع اكثر للذهاب الى مواقف».

وأكد ان «الامين العام لـ«تيار المستقبل» حمد الحريري اكد، في حديث تلفزيوني ان «القوات اللبنانية» غير معنية بهذا الموضوع، وانا بشكل مباشر مع الرئيس الحريري كان لدي نفس السؤال وكان الجواب واضح انه لا».

وأوضح ان «القضية مع «القوات اللبنانية» ذاهبة خلال فترة قصيرة الى العلاج من خلال تفاهمات على اشياء بسيطة ولا تتحمل الجدل بها»، مشيراً إلى أن «ما قيل عن تحريض القوات في السعودية على الرئيس الحريري ذكر في صحيفة «الأخبار» لا يهمها الا الاثارة. انا لا اعلم اذا جرى هذا الكلام او لا، اذا قلت ان الحريري لا يتمكن من مواجهة هيمنة «حزب الله» هل اقول شيئاً خطأ؟».

واعتبر أن «علاج الموضوع ليس بأن لا يكون الحريري رئيسا للوزراء، بل هو بحاجة لمساعدة وشد الازر ليقف بوجه هذه الهيمنة المرعبة ومصيبة وتحتاج الى علاج والكثير من المتغيرات والتقلبات الاقليمية للعثور على الاقل على مخرج لها»

.وفي حديث صحافي قال علوش، إن «اسوأ ما في السياسة اللبنانية انها ترتكز في اكثر الأحيان على وقائع تتداولها وسائل الاعلام بشكل خاطئ وغير سليم»، مؤكدا ان الرئيس سعد الحريري «ليس بوارد لا ان يبق البحصة ولا ان يظهر على اي من الشاشات للكشف عما لديه من معطيات رافقت مرحلة الإستقالة».

وكشف علوش أن الحريري قال له شخصيا: «كل ما تثيره الوسائل الاعلامية في هذا الاطار غير دقيق، فجل ما حصل، هو ان اهالي بيروت سألوني خلال لقائي بهم عن سبب سكوتي، فأجبتهم ان اردتم أبق البحصة، غدا ابقها بشي لقاء مع مارسيل غانم”، مؤكدا بالتالي ان مقولة بق البحصة لم تكن مطروحة بشكل جدي لا من قريب ولا من بعيد، الا ان الوسائل الاعلامية ومواقع التواصل الإجتماعي اعطت كلام الحريري اكثر من مضمونه وابعاده».

ولفت الى ان ما قيل عن ضغوط مورست على الرئيس الحريري من أجل ان يتراجع عن «بق البحصة» مجرد كلام «لا يستوي حتى في الخيال والاوهام، ويأتي في سياق الحملات الاعلامية المبرمجة والمساقة ضده، علما ان لدى الرئيس الحريري معطيات دقيقة طرحت عددا من التساؤلات حولها وهي بحاجة الى توضيح من المعنيين بها، الا ان هذه التساؤلات لا تعني وجوب طرحها في الاعلام، وذلك ليقين الحريري ان مجرد عرضها امام الرأي العام وعبر البرامج التلفزيونية السياسية لن يعود بمقدور احد لملمتها من الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي التي ستستعملها وكالعادة بشكل غير صحيح».

وردا على سؤال، لفت علوش الى ان العلاقة المتوترة احيانا بين تيار «المستقبل» وحزب «القوات اللبنانية»، بحاجة الى خلوات بين قيادات الطرفين لتبريدها، «خصوصا ان جزءاً من التساؤلات يحتاج الى مصارحة شفافة من أجل عودة التفاهم بينهما الى سابق عهده».

رواية «المؤامرة»

تقول رواية جريدة «الاخبار»، والتي أشار اليها د. علوش (اعلاه)،  «إن لقاء جعجع ــ ابن سلمان في 82 أيلول الماضي، شهد جردة حساب للعام الأول من عهد العماد ميشال عون وحكومة الحريري. وكان ابن سلمان يتحدّث عن التطورات في المنطقة، مستعرضاً ما جرى في السنوات الماضية في اليمن والبحرين والعراق وسوريا. أسهب في الحديث عن خطورة إيران وحزب الله، مشدداً على ضرورة مواجهة الحزب في لبنان عبر إعادة توحيد قوى 41 آذار. وقال الحاكم الفعلي للسعودية إنه مستعد لحل أزمة الحريري المالية، ودعم قيادته جبهة 41 آذار الموحدة لمواجهة حزب الله، سياسياً وإعلامياً وانتخابياً.

ردّ جعجع كان مفاجئاً. فهو أكد لمضيفه أن الحريري لم يعد يصلح لمواجهة الحزب. وشرح كيف أن اتفاق الحريري مع ميشال عون يكبّل الأول، فضلاً عن أن »سعد مرتبط بتفاهمات مع حزب الله، وهو ينسّق معهم في كل صغيرة وكبيرة، ويلتقي المعاون السياسي لحسن نصرالله، حسين الخليل، مرة على الأقل في الأسبوع«. وأضاف رئيس القوات أن هذه التفاهمات مع عون والحزب سابقة لانتخاب رئيس الجمهورية، والحريري تطبّع معها ولم يعد قادراً على التراجع عنها. وختم مطالعته بالقول إن الحريري عاجز عن قيادة جبهة مواجهة الحزب، والقيام بهذه المهمة يقتضي البحث عن شخصية سنية أخرى، تستطيع العمل ضد حلفاء إيران في لبنان».

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.