طرابلس لبنان - سياسية مستقلة

في وداع الرفيق المناضل أحمد بارودي «حامل الشعلة الأول»

هشام ازمرلي

بقلم هشام أزمرلي…

يُعتبر المرحوم الرفيق أحمد بارودي حامل شعلة البعث الأول في طرابلس، وإليه يرجع الفضل في عملية البدء بتأسيس الحزب وتنظيمه وانتشاره حيث كان يدرس في «كلية التربية والتعليم».

وكنا نتلقى منشورات الحزب وكتبه الحزبية والثقافية بواسطة الرفيق أحمد، ثم نعمل على إعادة توزيعها، وكانت تلقى رواجاً كبيراً في الأوساط الطلابية.

وكانت طرابلس تتلهف إلى فكر البعث العربي وشعاراته الوحدوية الاشتراكية، سيما وان هذه المرحلة كانت بالفعل مرحلة الإنبعاث العربي.

ولا أغالي إذا قلت ان مبادىء الحزب وشعاراته كانت الشغل الشاغل للمرحوم أحمد، وتحكم جميع تصرفاته ونشاطاته لإيصال هذه المبادىء إلى قناعات أوسع الجماهير الطلابية.

وكانت هذه المنشورات ترسم لنا نهجنا السياسي والفكري ودليلنا في العمل الشعبي.

ولم يدم وجود المرحوم أحمد معنا إلاّ أسابيع قليلة بعد انتسابنا إلى الحزب واجتماعنا بمؤسسه ميشيل عفلق في بيروت في شقة صغيرة في «شارع الحمرا».

وكانت قيادة الحزب ممثلة بصلاح البيطار وأكرم الحوراني وميشيل عفلق قد غادرت دمشق إلى بيروت، أثر الانقلاب العسكري الذي تزعمه أديب الشيشكلي وما أعقب ذلك من اعتقالات ومطاردة للبعثيين في سوريا.

واذكر أننا أقسمنا اليمين الحزبي أمام ميشيل عفلق، وكنا أربعة أشخاص من طرابلس هم:

أحمد بارودي وحسان مولوي وسعدي أدهمي وهشام أزمرلي، وكنا بذلك الحلقة الحزبية المؤسسة الأولى في مدينة طرابلس.

وبعد ذلك بأيام قليلة غادرنا الرفيق أحمد إلى باريس لمتابعة دراسته الجامعية.

حيث قام إلى جانب دراسته الجامعية بنشر أفكار ومبادىء الحزب لدى الطلبة السوريين والمغاربة المتواجدين في باريس.

وبعد الأحداث المؤسفة التي أصابت الحزب في سوريا في الستينيات مما أثر فيه كثيراً فآثر المرحوم أحمد بعد عودته من باريس إلى طرابلس ان يبقى خارج التنظيم.

إلاّ أنه كان يشكل منبراً لفكر «البعث».

وكان على صلة مستمرة بقيادة الحزب في طرابلس وخاصة المرحوم القائد المناضل عبدالمجيد الرافعي وظل كذلك إلى ان أقعده المرض وانتقل إلى رحمة ربه.

وأخيراً لقد كان المرحوم أحمد بارودي علامة فارقة في تاريخ الفكر الوحدوي والنضال المطلبي في مدينة طرابلس.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.