طرابلس لبنان - سياسية مستقلة

بغياب أحمد بارودي تغيب صفحة من صفحات النضال الوطني والقومي العربي

الراحل أحمد بارودي

بقلم القاضي طارق زيادة…

أحمد بارودي رجل حمل مشعل العروبة منذ ان كان يافعاً ولم يتعب.

لم ينتابه اليأس، ولم تغلب على عينيه غشاوة سوداء،

ولا انتهز،

ولا تاجر،

ولا استغل،

كان ديدنه البقاء قريباً من الفقراء والمساكين والمرضى في أي مختبر حلّ أو في أي مستوصف عمل.

حمل الحلم القومي معه إلى باريس خلال دراسته هناك

حمل معه، عهد الدراسة الجامعية، إلى باريس أحلامه وأمنياته القومية فكان قريباً من زملائه الطلبة العرب هناك، ولا سيما منهم طلبة المغرب العربي الكبير وفي طليعتهم وقتها طلبة الجزائر الثائرة.

يوم إعتُقل وسيق إلى «مدرسة الأميركان»

حتى إذا عاد إلى وطنه عاملاً في مختبرات التحليل، بقي متعلقاً بالهموم الوطنية والقومية ولم يتألم إلاّ عندما ألقي القبض عليه وسيق إلى «مدرسة الأمريكان» للتحقيق معه، ولم يلبث ان أُطلق سراحه، لكن الواقعة أثرت فيه تأثيراً واضحاً حتى فكر بالهجرة، إلاّ انه ما لبث ان هدأ بفعل إيمانه الوطني والقومي.

تواضع ومكارم أخلاق

عرف أحمد بارودي العديد من الشخصيات اللبنانية والعربية، إلاّ انه ظلّ دائماً على تواضعه الجم ومكارم أخلاقه، ولم يكن متحمساً إلاّ لنهضة أمته متعلقاً بطيب الآمال حتى في أقسى النكبات وأعتى النكسات.

نودعه وأحر العزاء

إننا إذ نودع أحمد بارودي، مستمطرين عليه شآبيب الرحمة، نقدم أحر العزاء:

إلى السيدة الفاضلة قرينته المربية راجية محي الدين مكوك.

وإلى أولاده رشاد وسهى ورندا.

وإلى إخوانه وأصدقائه وجميع عارفيه.

* نائب رئيس المجلس الدستوري

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.