طرابلس لبنان - سياسية مستقلة

«تيار المستقبل» في مواجهة قوى «14 آذار»!

اللقاء الجامع الأخير لقوى «14 آذار» في 14 شباط 2016 قبل أشهر قليلة من «التسوية الرئاسية» الكارثية

صار واضحاً أن هناك تخلياً كاملاً من قبل «تيار المستقبل» ورئيسه سعد الحريري عن حركة «14 آذار»، وعن القوى الحزبية والمستقلة التي انضوت تحت لواء هذه الحركة الاستثنائية في تاريخ لبنان، واستُشهد من قيادييها كثيرون، بعد «الثورة» التي اشعلها اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

ولعل المشهد الأكثر تعبيراً عن هذا التخلي، في انتخابات 2018، هو مشهد الدائرة الشمالية الثالثة (زغرتا، الكورة، البترون، بشري)، حيث هناك دعم كامل وحثيث وملحاح من قبل «تيار المستقبل» لخصمين أساسيين من أخصام «14 آذار»، وهما الوزير جبران باسيل ولائحته (في قضاءي البترون والكورة) والنائب سليمان فرنجية ولائحة نجله طوني (في قضاء زغرتا).

وهكذا يتم العمل من قبل «المستقبل» على محاولة إقناع سنة البترون بانتخاب اللائحة العونية مع الصوت التفضيلي لباسيل، ومحاولة إقناع سنة الكورة بانتخاب اللائحة العونية أيضاً مع الصوت التفضيلي للنائب نقولا غصن، وفي المقابل محاولة إقناع سنة زغرتا بانتخاب لائحة «المردة»، مع إعطاء الصوت التفضيلي لطوني فرنجية. لكن، هناك إحتمال بأن يعود المستقبل ويدعم لائحة باسيل في هذا القضاء أيضاً بسبب التحالف الاستراتيجي العميق الذي بات قائماً بين الرئيس الحريري والوزير باسيل على أكثر من مستوى ما قد يعني تضحية الحريري بـ «صداقته» بالنائب سليمان فرنجية إرضاء لشريكه الأساسي اليوم الوزير باسيل، علماً ان منسق «تيار المستقبل» في زغرتا رافق باسيل مؤخراً خلال جولة قام بها الاخير على بعض القرى المسلمة في القضاء.

وهكذا يكون المستقبل داعماً لحليفين أساسيين (أو حليف واحد: باسيل) من حلفاء «حزب الله» والنظام في سوريا، في مواجهة اللائحة التي تضم قوى «14 آذار» («القوات»، «الكتائب»، «اليسار الديمقراطي»، إلى جانب مستقلين).

وإذا انتقلنا الى دوائر أخرى، نجد أنفسنا أيضاً أمام مشاهد مماثلة:

– في دائرة بيروت الأولى، يتحالف «تيار المستقبل» مع العونيين والطاشناق ضد ميشال فرعون و«الكتائب» و«القوات» وغيرهم.

– في دائرة (النبطية – بنت جبيل – مرجعيون – حاصبيا) يتحالف «المستقبل» مع العونيين وطلال أرسلان.

– في دائرة زحلة هناك تحالف بين العونيين و«المستقبل»  ضد «الكتائب» و«القوات» والآخرين.

اذاً، المشهد الانتخابي الحالي، وخاصة في دائرة الشمال الثالثة، يعبِّر عما وصلت إليه الأمور بين «المستقبل» وباقي قوى «14 آذار»، وهذا نتاج لسلسلة طويلة من التنازلات، التي لا بد في النهاية من انعكاسها انتخابياً وسياسياً وعلى كافة المستويات.

فهذا الابتعاد «المستقبلي»، عن القوى الاستقلالية والسيادية، ليس وليد اليوم، بل بدأ منذ رشح الرئيس الحريري النائب فرنجية للرئاسة في العام 2015، ثم رشح الرئيس ميشال عون في العام 2016، إضافة إلى قبوله بالجلوس مع «حزب الله» في حكومة واحدة، (قبل ان يوقف هذا الحزب تدخله في سوريا)، وقبوله بإعطائه وشركائه الثلث المعطل، وقبوله بمعادلة «الجيش والشعب والمقاومة» في البيان الوزاري.

كل هذا خلّف شرخاً كبيراً داخل «14 آذار»، إحدى أنبل الحركات السياسية في تاريخ لبنان المعاصر،  أدى في النهاية إلى إضمحلالها حتى وصلنا إلى المشهد الانتخابي الرديء الحالي، والذي يتكلم عن نفسه.

في هذا العدد تنشر «التمدن»، على الصفحتين 2 و3 بعضاً من جوانب تخلي «تيار المستقبل» عن «14 آذار»، وتداعيات هذا الأمر.

 

فارس سعيد: العلاقة السياسية مع الحريري انتهت منذ «التسوية الرئاسية»

 

يقول النائب السابق فارس سعيد إن العلاقة السياسية مع الرئيس الحريري «انتهت منذ التسوية في ايلول 2016 وزرته في آب 2017 وأبلغته اني سأعارضه. ارجو ان يبقى الخلاف سياسيا. احترامي له كامل، اطلب منه المعاملة بالمثل. ومن الأفضل ان يطلب من الذين «يدافعون» عنه عدم اهانة الناس لأنهم لا يليقون به».

وعن «التسوية» التي ادت الى  انتخاب ميشال عون رئيساً، يقول:، ليس ميشال عون هو الحدث، الحدث هو إنجاز مصالحة بين الأحزاب والشخصيات بشروط فريق من اللبنانيين. هذا الفريق هو «حزب الله». عندما أقول إنني معارض لانتخاب ميشال عون فأنا لست ضد المصالحة بين اللبنانيين، ولست ضد المصالحة مع ميشال عون، ولا ضد المصالحة مع «حزب الله»، أنا ضد كلفة هذه المصالحة وشروطها.

ما حصل ليس مصالحة وطنية، بل مصالحة بين أحزاب وشخصيات حول تقاسم السلطة. كلفة هذه المصالحة هي انتقال لبنان من المحور العربي إلى المحور السوري-الإيراني، وتاليا وضعه كهدف أمام كل من يريد أن يتعرض لإيران في لحظة إقليمية حرجة.

هذا هو التباين الموجود اليوم بيني وبين الرموز الأساسية في «14 آذار» التي التحقت بهذه المصالحة، لأننا انتقلنا من وصاية إلى أخرى تحت عنوان الواقعية السياسية، والبراغماتية السياسية وعلينا أن نعيش مع هذا الواقع السياسي الجديد.

عندما أقول أنا ضد المصالحة بشروط فريق أستذكر أن «المقاومة الوطنية» في لبنان، التي تحالفت مع أبوعمار، أي الحركة الوطنية، حاولت فرض مصالحة وطنية في لبنان بشروطها، انتهى الأمر بحرب أهلية وباحتلال إسرائيلي لعاصمة عربية اسمها بيروت.

«المقاومة المسيحية» التي استدعت التحالف مع إسرائيل تحت عنوان فرض شروطها على جميع اللبنانيين أو فرض مصالحتها على جميع اللبنانيين، انتهت بحرب الإلغاء وتدمير البلد وصولا إلى اتفاق الطائف.

واليوم «المقاومة الإسلامية» تحاول فرض شروطها على اللبنانيين، من خلال استقوائها بالنفوذ الإيراني الذي بدأ يتغلغل في اليمن والعراق وسوريا واليوم في لبنان وصولا إلى البحر الأبيض المتوسط.

هذه «المقاومة» وشروطها ستدخلان لبنان كما «المقاومة اللبنانية» في السبعينات و«المقاومة اللبنانية» في الثمانينات في دوامة جديدة من العنف. ما نطالب به يقوم على أن نقول نعم للمصالحة، ولكن لمصالحة بشروط الدستور وبشروط لبنان وليس بشروط فريق من اللبنانيين. لا شك أن التبريرات التي قدمها سمير جعجع أو سعد الحريري من أجل القبول بالتسوية، هي تبريرات مقبولة، لكن الموضوع ليس مبدأ المصالحة، حتى لو كانت هناك أزمة اقتصادية، هم تصالحوا في لحظة كانت فيها الدولة على وشك الانهيار. «حزب الله» أوصل لبنان إلى درجة الانهيار وفرض شروطه على الآخرين، هذه أقصى درجات النفوذ السياسي، حين يحقق لك خصمك رغبتك السياسية، وهو ما فعلته قوى أساسية في 14 آذار».

ليتهما يتواضعان

الصحافي ايلي الحاج كتب:

«ليت سعد الحريري وسمير جعجع يتواضعان قليلاً  ويشرحان لناس بسطاء أمثالي كيف سيتصديان لـ«حزب الله» وقد سلما إليه رئاسة الجمهورية  في غفلة من الزمن وقانوناً للانتخابات يعطيه غالبية برلمانية مضمونة

بكل حسن نية أطلب من كل منهما تبريراً لمن أيدوهما وصدّقوا سابقاً كلامهما كما صدّقت لندرك على أي أساس يطلبان بعد الخذلان تجديد الثقة بقراراتهما».

«تيار المستقبل»: مآلات التخلي ومسارات التنازل

أحمد الأيوبي

إعتقد كثيرون أن أوضاع «تيار المستقبل» ستستقر وتعود المياه إلى مجاريها بمجرد عودة الرئيس سعد الحريري وتوليه زمام المبادرة، بحيث تزول مراكز القوى وتختفي التناقضات وتعود مركزية القرار، بالتوازي مع ترتيب الأوضاع التنظيمية لتعويض فترة الفراغ والغياب والخسائر التي لحقت بالتيار.

لكن الوقائع جاءت بعكس المتوقع. فالخطوات التنظيمية لم تكن كافية لتفعيل العمل السياسي، ورغم وجود الحريري على رأس الحكومة، فإن الحصاد يبدو متواضعاً قياساً إلى ما هو متوقع.

ولقد عمل الحريري على إقصاء رموز لطالما عُرفت بالحنكة والعمق السياسي والفكري وبالثبات في المواقف، وأبرز هؤلاء الدكتور رضوان السيد، الذي أخرجته انتخاباتٌ جاءت بمجموعة يسهل التحكم بها إلى المكتب السياسي لتيار المستقبل، في حين لعب السيد أدواراً مركزية في الحفاظ على الجسور بين الحريري وبين شرائحَ واسعة من المسلمين الذين يعانون من سوء التواصل مع الحريري ومن تقصيره في مختلف المجالات.

إشكالية الأداء النيابي

من أسوأ ما يعانيه نواب «المستقبل» هو تلك المركزية المتطرفة في التحكم، والمترافقة مع تراخي المواقف تجاه الإستحقاقات العامة التي يفترض فيها بالنواب أن يدافعوا فيها عن حقوق ناخبيهم الذين أتوا بهم إلى مجلس النواب. والواقع يقول: إن عدداً من النواب اعترضوا تحت ضغوط ناخبيهم على ضياع حصة السنة في مراكز كثيرة، فكان الرد بإلزامهم الصمت، فتبخـّر هؤلاء النواب واختفوا من المشهد، مما أحدث فراغاً إضافياً كان يمكن ملؤه بمتابعة شؤون الناس الحياتية والخدماتية والوظيفية.

إشكالية التوظيف والتنمية

كان يُفترض أن يُحدِث وصول الرئيس الحريري إلى رئاسة الحكومة صدمة إيجابية واستنهاضاً للمناطق التي يمثلها ، لكن نعمة التنمية إقتصرت على افتتاح وصلة جسر في طرابلس إستغرق إنجازها قرابة العقد من الزمن لتنتهي عند عقد السير قبالة مرفأ طرابلس.. في حين يستمر مجلس الإنماء والإعمار في عقاب المناطق ذات الثقل السني بأسوأ أداء وبأدنى مستوى من المعايير وخاصة في الشمال.

في المقابل تتحرك مشاريع الإنماء في مناطق مختلفة ميزتها أنها ليست محسوبة على «تيار المستقبل». عندما يطالب المسلمون السنة بالحفاظ على وجودهم في الدولة، فإن ذلك يأتي أولاً في إطار الحق الطبيعي الذي كفله لهم الدستور، وحدّد لهم بموجبه مكاناً ومكانة في المواقع الحكومية، وثانياً لأن لبنان يشهد موجة إجتياح غير مسبوقة يقوم بها أطراف شركاء للرئيس الحريري في الحكم، في حين أنه يقف مكتوف الأيدي، وهو يشاهد ما يشبه إنقراض السنة من الوظائف الرسمية وعلى مختلف الدرجات والأوزان، وما يجري في مؤسسة «أوجيرو» نموذج لا يحتاج إلى كثير شرح.

أين تتجه بوصلة الضياع؟

في وقت تتجه فيه المنطقة إلى أنظمة حكم لامركزية سياسية أو إدارية، وخاصة في سوريا والعراق، ويتحوّل لبنان أكثر مما كان عليه فدرالية طوائف، ويتقدّم الجميع دون مراعاة للصيغة اللبنانية، يقف الرئيس الحريري عاجزاً عن الدفاع عن الصيغة، مسهماً بذلك بسقوطها عندما يقبل بانهيار التوازن الوطني الذي يشكل السنـّة عمادُه في لبنان.

(أمين عام التحالف المدني الإسلامي في لبنان)

 

بين المشنوق ومحمد سلام

 

دعا وزير الداخلية نهاد المشنوق أهالي بيروت إلى «المحافظة على حق مدينتهم في تقرير مصيرها»، وعدم «تسليم العاصمة إلى من دمّر سوريا والعراق»، ولفت خلال لقاء شعبي في الطريق الجديدة الى إن «ما حصل في 7 أيار 2008 مؤذٍ ومؤلمٌ ورحم الله الشهداء الذين سقطوا في سبيل بيروت وعروبتها، لكن لن يستطع من قام بـ7 أيّار أن يترجم هذا الاعتداء سياسياً في الانتخابات النيابية».

وقال المشنوق: «إذا كان أهل بيروت راغبين في المحافظة على عروبتها وقرارها وعلى كرامة أهلها، لكن قرر بعضهم في 6 أيار أنه لن يصوت لأسباب متعددة، بعضها محق، يكون قد جيّر قرار المدينة إلى المشروع الفارسي».

وأشار إلى أنّنا «يوم الانتخابات معنيون بمصير بيروت وليس بعدد النواب».

رد محمد سلام

من جهته، رد الاعلامي محمد سلام على المشنوق سائلاً:

«من سلّم بيروت للمشروع الفارسي هو من وافق على إعطاء ممثل فارس الثلث المعطل في الدوحة.

من سلّم بيروت وقرارها للمشروع الفارسي هو من شارك ممثلي فارس في حكوماته وضمّن بياناته الوزارية ثلاثية «الجيش-الشعب-المقاومة»…

من سلّم بيروت وقرارها للمشروع الفارسي هو من إنتخب مرشح حزب فارس لرئاسة الجمهورية فيما تياره «متفاهم» مع السلاح الفارسي.

من سلّم بيروت وقرارها للمشروع الفارسي هو من إبتدع قانون إنتخابات لايحترم حق الإنسان في إختيار مرشحيه

من سلّم بيروت وقرارها للمشروع الفارسي هو من يتحالف مع أدوات المشروع الفارسي

أما من من سيمتنع عن الإقتراع في 6 أيار فلن يُسلم المُسلّم لمن إِستلم ممن سلّم … لأن التسليم تم ونرفض أن نكون شهوداً عليه.

خمسة مشاهد.. وأكثر

رسالة من مراقب لبناني محايد

ايها الشعب اللبناني، يا اهل بيروت، ايها السنة في لبنان، أضع بين أيديكم الوقائع التالية (ويمكنكم مراجعة وسائل الإعلام والأحزاب، ومن بينها تلفزيون المستقبل وتيار المستقبل):

المشهد الاول:

الجمعة 23 آذار 2018 قال الرئيس سعد الحريري في حفل اعلان لائحته في بيروت: إن المواجهة في هذه الانتخابات هي بين لائحة المستقبل في بيروت وبين ما يسميها لائحة حزب الله.

وقال: إن أي صوت يبقى في بيته في 6 أيار هو صوت يذهب لحزب الله. وقال: إن أي صوت يقترع للائحة أخرى هو صوت يصب لمصلحة «حزب الله».

كما ان الرئيس الحريري يهاجم دائما النظام السوري ورئيسه. ويحذّر اللبنانيين من عودة الهيمنة السورية ويحذرهم من سيطرة الفرس على بيروت ولبنان. ومعنى كلامه ان الذي لا يعطي صوته للوائحه الانتخابية يعمل ضد مصلحة بيروت ولبنان ويسلم البلد لـ «حزب الله» وإيران وسوريا.

المشهد الثاني :

الاحد 4 آذار 2018 تيار المستقبل يتحالف مع «حزب الله» و«حركة أمل» في انتخابات مجلس المندوبين في نقابة المهندسين في بيروت!!!

المشهد الثالث :

الاربعاء 4 نيسان 2018 «تيار المستقبل»  يتحالف مع «حزب الله» و«حركة أمل» في انتخابات نقابة خبراء المحاسبة!!!

المشهد الرابع:

15 نيسان 2018 تيار المستقبل يتحالف مع «حزب الله» و«حركة أمل» في انتخابات نقابة المهندسين في بيروت!!!

المشهد الخامس:

في الانتخابات النيابية «تيار المستقبل»  متحالف مع طلال ارسلان في مرجعيون حاصبيا في الجنوب ومع جبران باسيل في عدة دوائر. (وارسلان وباسيل صديقان لحزب الله وإيران والرئيس بشار الأسد)!!!

ويوجد عشرات المشاهد الأخرى. ألا تلاحظون أن هذا الواقع واقع مليء بالضحك على الذقون والتضليل السياسي والتلاعب بالمشاعر.

ألا تلاحظون أن «تيار المستقبل»  حسب تحريضه وتوجيهاته يعمل بنفسه ضد مصلحة بيروت ولبنان.

ألا تلاحظون أن «تيار المستقبل»  حسب تحريضه وتوجيهاته يسلم قرار بيروت ولبنان والنقابات لحزب الله وإيران وسوريا.

ألا تلاحظون أن «تيار المستقبل» يفعل ويفعل ما يحذّر هو منه اهل السنة وأهل بيروت والشعبَ اللبناني؟

ابن بيروت

طلال ارسلان بين الشهيد وابنه

 

قبل استشهاد الرئيس رفيق الحريري بعدة ايام، عقد الوزير طلال ارسلان مؤتمراً صحافياً هاجم فيه الرئيس الحريري (الاب)، وراح يوجه اليه النعوت والشتائم، ومن التسميات التي اطلقها عليه «بركيل قريطم»، والبركيل أفعى سامة جداً.

قبل عدة ايام، قام الرئيس سعد الحريري الى حاصبيا ليدعم اللائحة الانتخابية التي تخوض المعركة الانتخابية في تلك الدائرة الجنوبية ويتحالف فيها «المستقبل» وارسلان و«العونيون».

وخلال استقباله الحريري في السرايا الشهابية، قال ارسلان: «إن الحريري قيمة اساسية في هذا البلد وعلى الجميع ان يعترف بذلك الحلفاء والخصوم»، وتوجه إليه بالقول: «اكتشفت فيك الطيبة والنية الصافية في محاولاتك الدؤوبة للنهوض بهذا البلد».

اضاف إرسلان: «البعض يحاول احتكارك وتشويه ما تصبو انت لهذا البلد من خلال ما تعودوا عليه في السابق، من اعتماد السلطة وقوتها لتطويع الناس والتضييق على الناس في مصالحهم ولقمة عيشهم».

المرشح عن المقعد الماروني في طرابلس جورج بكاسيني يحاول اقناع الناخبين السنة في بلدة بشتودار في قضاء البترون ان ينتخبوا الوزير جبران باسيل الظاهر الى يمين الصورة

«ديك» في طرابلس و«مفتاح انتخابي» لباسيل في البترون

ضمن جولاته على قرى قضاء البترون، زار الوزير جبران باسيل بلدة بشتودار حيث نظم له لقاء في قاعة البلدة بحضور مختار البلدة سميح الحسن ومنسق «تيار المستقبل» في البترون وجبيل جورج بكاسيني، ومنسق «التيار الوطني الحر» في قضاء البترون طوني نصر وهيئة «التيار» فيه، وحشد من اهالي البلدة.

باسيل اعتبر ان الاتفاق بين «التيار الوطني الحر» و«تيار المستقبل» انتج انتخاب رئيس الجمهورية وقانون الانتخاب وهزيمة الارهاب، بالاضافة الى التضامن الوطني الذي اوصلنا الى مؤتمر «سيدر»، والى بناء المؤسسات والانتهاء من منظومة الفساد. من جهته شكر منسق «تيار المستقبل» جورج بكاسيني الوزير باسيل على زيارته، واكد ان باسيل عمل لكل الناس في وقت لم يلتفت حلفاء «تيار المستقبل» من نواب المنطقة الى اهلنا في بشتودار والى حاجاتهم. واعتبر ان العلاقة مع «التيار الوطني الحر» انتجت توازنا يحتاج اليه البلد واعاد صحة التمثيل، وسيبني شراكة وطنية.

حول هذا الموضوع، وحول السلوك الانتخابي لبكاسيني في طرابلس، كتبت «ملفات انتخابية» ما يلي:

«يجب التوقف عند السلوك الإنتخابي لبكاسيني وتقييمه في الميزان السياسي والأخلاقي.

يدخل بكاسيني طرابلس مرشحاً عن مقعدها الماروني، وبدل أن يعطي الإنطباع عن أدب التواصل وحُسنِ الخطاب، طاب له أن يحول نفسه «ديك» لائحة «المستقبل» ، فبدأ بإستهداف الرئيس ميقاتي، مع تنظيم «مظاهرة» لبضعة عشر شخصاً يطالبون ميقاتي بالخروج من مدينته.

حوّل بكاسيني نفسه رأس حربة في طرابلس، بإعتباره مرشحاً، لكنه في الآونة ذاتها، كان يحوّل نفسه إلى ما يشبه «المفتاح الإنتخابي» بين يدي الوزير جبران باسيل، في مفارقة عجيبة غريبة، أنتجتها إنتخابات النسبية ذات الصوت التفضيلي.

في طرابلس يرفع بكاسيني عقيرته ضد الخصوم محاولاً تعويض التقصير الذي يحيط بأداء لائحة المستقبل، موحياً بأنه هو الذي يشكّل رافعة اللائحة!

أما في البترون ، فإن بكاسيني ، الذي لا يستخدم صفته كمرشح عن طرابلس، بل يقدّم نفسه كمنسق لـ«تيار المستقبل» في القضاء ، ينقـّب عن الصوت التفضيلي لجبران باسيل في القرى المسلمة، وفي المناطق التي يوجد لتياره فيها حضور، وهو لا يكتفي بذلك، بل إنه يتصل ويضغط على بعض رؤساء البلديات والمختارين المحسوبين على حزب «القوات اللبنانية» لينحازوا إلى باسيل ، فضلاً عن سعيه لشق صفوف العائلات البترونية لتحصيل بعض التأييد لباسيل.

تتوالى محاولات بكاسيني من قرية إلى أخرى بوتيرة هستيرية ، أنتجت حتى الآن إنطباعاً عند أهالي القرى الإسلامية وكثير من المسيحيين المتمسكين بالوحدة الوطنية والعيش المشترك أن بكاسيني، وعلى طريق طلبه الدعم لباسيل يضرب نسيج نتاج التلاقي التاريخي (الإسلامي ـ المسيحي) الذي تحقّق في 14 آذار ، والذي لا تزال القواعد الشعبية متمسكة به، وغير مقتنعة بأن تحالفاً إنتخابياً عابراً كافٍ لإطاحة هذه الروح التي لم تدفن أهوال الحرب الأهلية فحسب، بل إنها أحيت الروح الوطنية لأجيال قادمة.

لا يقتنع السُـنـّة في البترون بدعايات بكاسيني عن «عظمة» جبران باسيل، وهم الذين سمعوه ويطلق الدعاية السوداء ضدهم، بينما وقف سمير جعجع مُدافعاً عن السُنة، في وجه حملات شيطنتهم ووصمهم بالإرهاب، فضلاً عن إهماله لهم إنمائياً على مدى العقود الماضية، وإتباع سياسة الإبتزاز معهم في كل الملفات التي تعنيهم.

كذلك لا يقتنع أبناء طرابلس بجدية هذا المرشح الذي ينفخ صدره وينفش ريشه في مدينتهم ، ويتحوّل «مفتاحاً إنتخابيا» يسعى بين يدي جبران باسيل في قرى وبلدات البترون.

وعندما أصدر الوزير جان عبيد بياناً رفض فيه الإساءة إلى جورج بكاسيني، واصفاً إياه بالصديق، وطالباً من مناصريه عدم الإنجرار إلى الإسفاف في الخطاب، كسب الجولة على بكاسيني من اللحظة الأولى وأسقطه بالضربة الأخلاقية القاضية، خاصة أنه تابع إستعراضاته الكلامية ولم يتلقف رسالة الوزير عبيد بما يليق به وبها من إحترام ولياقة.

أخيراً، يتساءل المتابعون: هل يريد الرئيس سعد الحريري فعلاً أن يكون خطاب مرشحيه بهذا المستوى من الإنفصال عن الواقع والعدائية للحلفاء الثابتين على الخط السيادي؟

وهل يعتقد أنه بالتهجم على جان عبيد بما يمثل من قيمة وطنية في طرابلس ولبنان ، يمكنه أن يحقّق تقدُّماً فعلياً في السباق الإنتخابي؟

في الإستنتاج نقول: إن من يرضى لنفسه أن يكون مجرّد مفتاحٍ إنتخابي لجبران باسيل في البترون، لا يصلح لتمثيل مدينة مثل طرابلس بعراقتها وعمقها الحضاري والوطني».

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.