فارس سعيد: العلاقة السياسية مع الحريري انتهت منذ «التسوية الرئاسية»
يقول النائب السابق فارس سعيد إن العلاقة السياسية مع الرئيس الحريري «انتهت منذ التسوية في ايلول 2016 وزرته في آب 2017 وأبلغته اني سأعارضه. ارجو ان يبقى الخلاف سياسيا. احترامي له كامل، اطلب منه المعاملة بالمثل. ومن الأفضل ان يطلب من الذين «يدافعون» عنه عدم اهانة الناس لأنهم لا يليقون به».
وعن «التسوية» التي ادت الى انتخاب ميشال عون رئيساً، يقول:، ليس ميشال عون هو الحدث، الحدث هو إنجاز مصالحة بين الأحزاب والشخصيات بشروط فريق من اللبنانيين. هذا الفريق هو «حزب الله». عندما أقول إنني معارض لانتخاب ميشال عون فأنا لست ضد المصالحة بين اللبنانيين، ولست ضد المصالحة مع ميشال عون، ولا ضد المصالحة مع «حزب الله»، أنا ضد كلفة هذه المصالحة وشروطها.
ما حصل ليس مصالحة وطنية، بل مصالحة بين أحزاب وشخصيات حول تقاسم السلطة. كلفة هذه المصالحة هي انتقال لبنان من المحور العربي إلى المحور السوري-الإيراني، وتاليا وضعه كهدف أمام كل من يريد أن يتعرض لإيران في لحظة إقليمية حرجة.
هذا هو التباين الموجود اليوم بيني وبين الرموز الأساسية في «14 آذار» التي التحقت بهذه المصالحة، لأننا انتقلنا من وصاية إلى أخرى تحت عنوان الواقعية السياسية، والبراغماتية السياسية وعلينا أن نعيش مع هذا الواقع السياسي الجديد.
عندما أقول أنا ضد المصالحة بشروط فريق أستذكر أن «المقاومة الوطنية» في لبنان، التي تحالفت مع أبوعمار، أي الحركة الوطنية، حاولت فرض مصالحة وطنية في لبنان بشروطها، انتهى الأمر بحرب أهلية وباحتلال إسرائيلي لعاصمة عربية اسمها بيروت.
«المقاومة المسيحية» التي استدعت التحالف مع إسرائيل تحت عنوان فرض شروطها على جميع اللبنانيين أو فرض مصالحتها على جميع اللبنانيين، انتهت بحرب الإلغاء وتدمير البلد وصولا إلى اتفاق الطائف.
واليوم «المقاومة الإسلامية» تحاول فرض شروطها على اللبنانيين، من خلال استقوائها بالنفوذ الإيراني الذي بدأ يتغلغل في اليمن والعراق وسوريا واليوم في لبنان وصولا إلى البحر الأبيض المتوسط.
هذه «المقاومة» وشروطها ستدخلان لبنان كما «المقاومة اللبنانية» في السبعينات و«المقاومة اللبنانية» في الثمانينات في دوامة جديدة من العنف. ما نطالب به يقوم على أن نقول نعم للمصالحة، ولكن لمصالحة بشروط الدستور وبشروط لبنان وليس بشروط فريق من اللبنانيين. لا شك أن التبريرات التي قدمها سمير جعجع أو سعد الحريري من أجل القبول بالتسوية، هي تبريرات مقبولة، لكن الموضوع ليس مبدأ المصالحة، حتى لو كانت هناك أزمة اقتصادية، هم تصالحوا في لحظة كانت فيها الدولة على وشك الانهيار. «حزب الله» أوصل لبنان إلى درجة الانهيار وفرض شروطه على الآخرين، هذه أقصى درجات النفوذ السياسي، حين يحقق لك خصمك رغبتك السياسية، وهو ما فعلته قوى أساسية في 14 آذار».