إطلاق تيار «قَاوِم»
جرى في طرابلس إطلاق تيار سياسي شبابي جديد حمل إسم «قاوِم»، المشتق من «القوي الأمين».
تضمن برنامج الحفل فقرات منوعة بدأت بالنشيد الوطني اللبناني، ثم فيديو يجسد معاناة الناس في لبنان، تبعه فقرة كوميدية انتقادية في السياسة لبلال مواس صاحب برنامج عقصة دبور، كاريكاتير سياسي للمهندس سامر فتفت ينتقد الممارسات السياسية الخاطئة، كلمات لشباب تمثل مبادىء «قاوم» . ثم تكلم علي خضر عمر باسم التيار الجديد، وجاء في كلمته ما يلي:
كلمة علي خضر عمر
كلّفني زملائي في «قاوِم» بإلقاء كلمتهم، ثلاثة أسئلة أجيب عنها اليوم:
السؤال الأول: لماذا «قاوِم» ؟
لأننا تعِبنا … تعِبنا من بُنىً تحتية غير صالحة… تعِبنا من بلَدٍ ينخُر فيه الفساد … لكن لا يُعرف فيه مَنِ الفاسدون… تعِبنا من فقرِنا … و بَطالة شبابنا … تعِبنا من تهمة الإرهاب الجاهزة لشبابنا … والسجون المفصلّة على قياسنا … تعِبنا من دولة لديها مشكلة مع مَرافقِنا … فالمرفأ قيد التأهيل … ألمطار مُعطّل … ألمعرض غير جاهز… تعِبنا من دولة لا ترى فينا سوى مساحة جغرافية إضافية …. يُكمِلون بها لبنان الكبير… تعِبنا من سياسيين وكلام في السياسة يتكرر هو هو منذ سنوات … والعجز يبقى هو هو منذ سنوات…
لِكُلِّ ذلك … كان خَيارُنا وقَرارُنا : «قاوِم». لأن الجلوس في المنزل وانتقاد فلان وسباب فلان… ليس من شِيَمنا… لأن انتظار الحلّ القادم من السماء يوماً ما … ليس منهجُنا…
لأنّ اليأس والهجرة… ليسا في قاموسنا ولا مخططاتنا… لأنّنا نَعملُ ونَعملُ ونَعملُ سَواءَ أخطأنا أو أصبنا…
كان قرارُنا وخَيارُنا : «قاوِم». لأننا أبناء اُمّة تأمُر بالمعروف وتنهى عن المُنكر …. يصبح «قاوِم» واجباً … وليسَ خَياراً أو قراراً فقط…
السؤال الثاني: مَن نحنُ في «قاوم»؟
نحنُ أنتم، أو كثير منكم … نحنُ : «قاوِم». نحن الأستاذ، العامل، الفلاح، الإداري، المهندس، الميكانيكي، المربية، الممرضة،… نحن كل الناس. نحن طرابلس العلم والعلماء … نحن الضنية الخيرات … نحن المنية الإباء … نحن عكار الخير والجمال…
نحن أنتم أو كثير منكم … نحنُ : «قاوِم». بعضنا يعمل، وبعضنا متوسط الحال، بعضنا متعلم أو مثقف … لكن بعضنا الآخر لا… أهلنا، جيراننا، أصدقاؤنا… يعانون، ونحن منهم لا يمكن أن نستريح وأخونا يعاني الفقر والعَوَز… لا يمكن أن نستريح وابن صديقنا بدون عمل لا يمكن أن نستريح وجارنا في السجن يعاني الظلم… نحن أنتم أو كثير منكم … نحنُ : «قاوِم». ليس لدينا عَداء مع أحد، وليس لدينا مواقف مُسبقة من أحد، وليس لدينا حِقد على أحد، وليس همنا من السلطة : قُم لأقعد، ليس لدينا عقدة صف أول أو مركز أول أو راتب أول أو ….. أول … لكن من يعمل صواباً سوف يجِدنا إلى جانبه … ومن يُخطىء سوف نحاربه… لأننا أنتم أو كثير منكم … نحنُ: «قاوِم». السياسة لدينا بكل بساطة تشبه ما قاله عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) يوماً:
«أخاف أن تتعثّر دابة في العراق فيسألُني عنها ربي لما لم تُمهّد لها الطريق يا عُمر»…
هكذا يجب أن يكون أنتم أو كثير منكم …. هكذا تكون : «قاوم».
السؤال الثالث: كيف «قاوِم»؟
ببساطة أمران رئيسيان تجدهما في شِعارنا واسمنا: شِعارنا: «المساواة»… نريد دولة… القانون فيها للجميع و على الجميع… نريد دولة… الجميع فيها متساوون بالحقوق والواجبات والفُرَص،
نريد دولة … بدون استثناءات طائفية أو مَناطِقيّة أو ظَرفيّة… لأن استثناءاتنا دائماً ما تصبح عادة… العدالة ركن الدولة … لا يمكن أن نبني دولة بدون عدالة… ولا عدالة بدون مساواة… ولا مساواة مع استثناءات !
لذلك مشكلتنا مع الطائفية كبيرة لأنها تخلُق امتيازات … والامتيازات نقيض العدالة…
لذلك مشكلتنا مع السلاح أي سلاح خارج الدولة … لأنّ السلاح قوة لفئة على اُخرى … والقوة للدولة بكل ناسها مجتمعين … وإلا هي ظلم والظلم لا يبني دولة!
نحن مع المساواة وضد الظلم أينما كان وكيفما كان … لا يُمكن أن نكون ضد ظلم أهلنا ونقبله على الآخرين … لذلك أينما كان ظلم سوف نكون نقاومُهُ على أي فئة كانت أو دولة كانت …
أما اسمنا فهو مختصر « قوي أمين »… فما معنى قوي أمين?
نريد الرجل القويّ بالحكمة والمعرفة والخِبرة، لكن في نفس الوقت المُحَصّن بوجه الفساد بالأمانة. تريد بنى تحتية صالحة … عليكَ بالقويّ الأمين. تريد إدارة ناجحة … عليكَ بالقويّ الأمين. تريد اقتصاداً مزدهِراً … عليكَ بالقويّ الأمين. تريد سُلطة عادلة قادرة …إبحَثْ عن القويّ الأمين.
أما خَيار الطائفة أو المنطقة أو العائلة أو غيرها …قد يحل مشكلة، لكنه يخلُق آلاف المشاكل ويقودنا نحو الفشل والانهيار الذي نعيشه اليوم .
أيها الحَفل الكريم، نجتمع اليوم وإياكم لنخبركم أنّنا بدأنا العمل … وعملنا تعرفونه من إنجازاتنا وسيرتنا.
ستجدونَنا معكم …إلى جانبكُم … هذه السياسة لدينا … وهذه «قاوِم».