«6 شباط» و«7 أيار» و«معركة العلمين» في صورة واحدة… القمة العربية في بيروت تجاوزت التهويل و«الميني انقلاب»
قبل عدة أيام من انعقاد القمة الاقتصادية العربية في بيروت، قامت مليشيا «حركة أمل» بحركة في الشارع البيروتي، وخاصة القريب من مركز انعقاد القمة عند الواجهة البحرية للعاصمة.
هذه الحركة التي قامت بها هذه الميليشيا جاءت استجابة للكلام الصادر عن رئيس مجلس النواب «رئيس حركة أمل» نبيه بري ونواب في قيادة الحركة، مفاده: «ما حدا يمزح معنا»، «ما حدا يجربنا»، «منعمل 6 شباط تاني سياسي وغير سياسي»، إضافة إلى تهديدات تتعلق بطريق المطار وما شابه.
القصة مرتبطة شكلاً بحضور وفد الحكومة الليبية مؤتمر بيروت، وهي حكومة تمثل السلطة التي جاءت بعد الثورة التي قامت ضد الرئيس الليبي السابق معمر القذافي، وحجة «حركة أمل» تتعلق باختفاء الإمام المغيّب موسى الصدر، علماً أن الصدر قد غُيّب أيام القذافي ولا علاقة للسلطة الحالية في طرابلس الغرب بتلك الجريمة.
تجدر الإشارة هنا إلى ان الرئيس بري وحركته قد التزما الصمت المطبق في العام 2002 عندما عُقدت القمة العربية في بيروت وحضر الوفد الليبي الذي يمثل القذافي، دون أي إعتراض وقتها من قبل ميليشيا «أمل».
أما الآن فقد رأى قادة «أمل»، ومَن وراءهم، ان الوقت مناسب لتنفيذ «ميني إنقلاب» و«عرض عضلات» في الشارع يُضرب فيه أكثر من عصفور بحجر واحد.
فعبر الإستغلال الموسمي لقضية الإمام المغيّب موسى الصدر، تمت محاولة إفشال القمة بسبب عدم وجود وفد يمثل النظام في سوريا (المعلقة عضويتها من قبل الجامعة ولا حيلة للبنان في ذلك)، فكانت الحركة التي تمثلت بإنزال العلم الليبي ورفع علم «أمل» مكانه، بعد حرق علم ليبيا التي كانت مدعوة ثم قررت الاعتذار عن الحضور، بعد مشهد انحلال الدولة الذي أداه المحازبون لرئيس المجلس.
في لقطة واحدة نفذ أفراد من ميليشيا «أمل»، وبدون ضربة كف، ثلاث حركات انقلابية استعادية، مدونة في تاريخ هذه الحركة، و كان لبنان قد دفع ثمنها غالياً، وخاصة على الصعيد البشري والإنساني.
في لقطة واحدة قاموا باستعادة لعملية «6 شباط»، أي ضرب هيبة الدولة والجيش والقوى الأمنية.
في اللقطة عينها قاموا باستعادة لعملية «7 أيار»، أي الاستقواء على الشريك في الوطن واستخدام فائض القوة لفرض مشروع خاص ورؤية خاصة وأجندة خاصة للبلاد.
وفي اللقطة عينها قاموا باستعادة لـما سمي «معركة العلمين»، وهي تلك المعركة الفتنوية التي دارت في الثمانينات بين «أمل» و«الاشتراكيين»، من أجل رفع علم من هنا ونزع علم من هناك، وراح ضحيتها في يومها الاول مئات المدنيين وكرّت السبحة.
في هذه اللقطة «ميني انقلاب» ضرب صورة الدولة وهيبتها في الداخل والخارج، وكان كفيلاً بعدم حضور ملوك ورؤساء الدول العربية، طالما أن بإمكان «الزعران» في لبنان أن يستبيحوا الشارع متى أرادوا.
لكن هذا الفعل البشع لم يتمكن من الغاء القمة او تأجيلها، بل عُقدت واصدرت «اعلاناً» هاماًمرتبطاً بالتنمية البشرية في العالم العربي، كما اصدرت بيانا مدروساً بدقة عن النازحين، فيما نجمها كان امير قطر الذي قررت بلاده شراء سندات خزينة سيادية لبنانية بقيمة 500 مليون دولار لآجال طويلة وبفوائد متدنية تلامس الصفر بالمئة.