دفاعاً عن قلم سمير قصير
كنا ذات مساء، الحريري ومروان حمادة وهاني حمود وفيصل سلمان ومحمد شقير وعلي نون وأنا، نتناول طعام العشاء في مطعم «بالتوس» في وسط بيروت. اتصل سمير قصير بالوزير حمادة ليبلغه أن عناصر من جهاز الأمن العام يطاردونه والزميلة جيزيل خوري في أحد شوارع بيروت. أقفل حمادة الخط ونقل الخبر إلى الحريري، فطلب الأخير من حمادة أن يدعوهما إلى تناول طعام العشاء «معنا».
حضر سمير وجيزيل إلى المطعم ورويا لنا ما جرى معهما. اقترح الحريري تناول القهوة في قريطم «ونكمل الحديث هناك». همس في أذن مرافقه أبو طارق، وانطلق الجميع إلى قريطم. فهمنا لاحقاً ان الحريري طلب من أبو طارق إعاقة طريق العناصر الأمنية في حال طاردت سمير وجيزيل أثناء إنتقالنا من المطعم إلى قريطم. بعد دقائق قليلة ومن وصولنا إلى منزل الحريري حضر أبو طارق مسرعاً وهمس في أذنه. فهمنا ان حرس الحريري اعترضوا سيارة تابعة لعناصر أمنية، لكن اتصالاً ورد لأبو طارق تبلغ فيه ان من في السيارة هم مرافقون لرالف لحود نجل رئيس الجمهورية. غمز الحريري الزميل سلمان في إشارة منه للأخير بأن يتصل بجميل السيد ومعالجة الموضوع. خرج فيصل من الصالون متوجهاً إلى حديقة المنزل حيث أجرى اتصالاً بالسيد، مؤكداً له ان ما جرى «حصل بالصدفة ولا لزوم لاستغلال المسألة».
جورج بكاسيني
(كتاب الطريق الى الاستقلال)