طرابلس لبنان - سياسية مستقلة

معركة رفع نسبة الاقتراع أم تسجيل أرقام… وهل المفاجآت واردة؟

يميناً: المرشحة ديما جمالي، المرشح مصباح الاحدب، المرشح يحيى مولود، المرشح عمر السيد

أعلنت وزارة الداخلية والبلديات ان المهلة القانونية للرجوع عن الترشيح للانتخابات النيابية الفرعية في طرابلس قد انتهت، ولم يُسجل سوى إنسحاب المرشح سامر طارق كبارة. وبناءً عليه فإن المرشحين المقبولين لانتخابات المدينة، والتي ستجري في الرابع عشر من نيسان المقبل هم كالتالي: 1- يحيى كمال مولود، 2- نزار أحمد زكا، 3- ديما محمد رشيد الجمالي، 4- طلال محمد علي كبارة، 5- عمر خالد السيد، 6- حامد عمر عمشه، 7- محمود إبراهيم الصمدي، 8- محمد مصباح عوني أحدب.

وكما كان ترشيح سامر كبارة مفاجأة كبيرة في المدينة قبل عدة أسابيع، جاء انسحابه من المعركة، قبل نصف ساعة من إغلاق باب الانسحاب، مفاجئاً أيضاً (بيان الانسحاب منشور في مكان آخر من هذه الصفحة).

وعلى الرغم من ان المرشحين كلهم يتحركون، كلٌ حسب قدرته وحجم الفريق الذي يساعده، (ما عدا حامد عمشه الذي لم تتمكن «التمدن» من معرفة مَن هو او مكان إقامته أو عمله أو الدوافع التي دعته إلى الترشح)، فإن المعركة تبدو متجهة إلى «مجابهات»، متفاوتة الحجم والفاعلية، بين المرشحة جمالي والمرشحين الاحدب ومولود والسيد، علماً ان مساعيَ تُبذل لتوحيد صف «المعارضين الثلاثة»، بهدف الاتفاق على الانسحاب لمرشح واحد منهم، ولم يُعرف اذا كانت هذه المحاولات ستؤدي الى اي نتيجة.

في هذا الوقت، يعتبر الكثير من المراقبين ان نجاح جمالي محسوم، نظراً للدعم الكبير الذي تلقته وتتلقاه من كافة القوى السياسية الفاعلةعلى الأرض،  وفي مقدمها «تيار المستقبل» ورئيس الحكومة سعد الحريري شخصياً، مع ما يعنيه ذلك من ثقل سياسي ولوجستي لا يمكن إغفاله.

فهل إن التزكية، التي تم السعي إليها لمصلحة جمالي، منذ قبول الطعن في نيابتها، سوف تتحقق بشكل أو بآخر يوم الرابع عشر من نيسان المقبل، عبر اكتساح لصناديق الاقتراع، لتعود النائبة السابقة إلى مقعدها في البرلمان اللبناني، أما أن ترشح الأحدب (النائب السابق والعارف بخبايا السياسة) ومولود (الناشط في المجتمع المدني، والذي حقق رقماً مقبولاً في الانتخابات الماضية على صعيد الاصوات التفضيلية)، والسيد ( الاعلامي المتواجد دائماً على الأرض وبين الناس، والمتابع للكثير من شؤون المجتمع)، هل ان هذه الترشيحات سوف تحول فعلاً دون نجاح جمالي، خاصة اذا تم الانسحاب لمصلحة مرشح واحد من الثلاثة؟ واذا لم تؤدِّ هذه الترشيحات الى خسارة جمالي، (المراقبون يجزمون ان خسارتها مستحيلة في ظل الظروف القائمة)، هل سيتمكن «المعارضون»، موحَّدين او متنافسين، ان يحصلوا على ارقام مقبولة نوعاً ما، حتى ولو لم ينجحوا؟

وفيما يتابع امين عام «تيار المستقبل» احمد الحريري جولاته الطرابلسية، داعياً الى رفع نسبة الاقتراع، قال الرئيس نجيب ميقاتي في لقاء نظمه «تيار العزم» إن «الانتخابات النيابية الفرعية في طرابلس مختلفة عن الانتخابات العامة لأن لا تغيير في الخارطة السياسية التي نتجت عن الانتخابات. وحان الوقت لكي لا تحصل عرقلة من أحد لأحد، فطرابلس أهم منا جميعا ونحن حددنا هدفنا وهو مصلحة المدينة».

وأضاف ميقاتي: «لقد اعطينا كلمتنا للرئيس سعد الحريري ولا أحد يترجم الوفاء لهذه الكلمة الا انتم ابناء تيار العزم. سندعم السيدة ديما جمالي، وعندما نعد نفي بوعدنا». وأضاف أن «التحالف الانتخابي جاء نتيجة طبيعية للتقارب الذي حصل بين «العزم» و«المستقبل»، وندعو جميع ابناء طرابلس الى المشاركة الكثيفة في الاقتراع».

وقال الوزير والنائب السابق محمد الصفدي إنه «مع بدء العدّ العكسي للانتخابات الفرعية في طرابلس، واطلاقنا لعمل الماكينة الانتخابية، نؤكد مجدداً الالتزام بخيار الرئيس سعد الحريري».

من جهته، عقد النائب السابق مصباح الأحدب  مؤتمراً صحافياً قال فيه: «اهل طرابلس فقدوا كل ثقة بأهل السلطة فالوعود الانتخابية لم تكن بعيدة، وبعد الانتخابات الكل نسي ما وعد به، وكي لا تضيع حقوق ابناء طرابلس انشأنا مع كادرات من المجتمع المدني عريضة قدمنا بها كل مطالب طرابلس من سياسييها والحكومة، ووضعناها بين ايديكم للتوقيع عليها لتأكيد مشروعيتكم في وجه شرعيتهم المزيفة».

أما المرشح يحيى مولود فقال لـ «التمدن» إن «هناك مافيا تتحكم بالإعلام والسلطة والأمن وبلقمة الناس تسعى لأخذ الناس بالجملة، ومن هنا أدعو الأكثرية الصامتة للاقتراع في 14 نيسان ضد السلطة». وأضاف: «لست على خلاف شخصي مع أي من المرشحين، بل هناك معركة على الخيار السياسي، بين سلطة من جهة ومعارضة من جهة ثانية».

كذلك، قال المرشح عمر السيد إن ترشحه «نابعٌ من رفضه لسياسة الأمر الواقع، فهناك مجموعة كبيرة من الطرابلسيين قالت لا، لم نعد نقبل هذا الواقع، «لا» باسم المظلومين الطرابلسيين في السجون من دون محاكمة، «لا» باسم كل فقراء المدينة».

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.