«من دروس الثورة»
هل يحق لراصد الريح أن يدعي القدرة على تدجين العواصف؟
منذ سنوات صاغ تحالف ميليشيات السلطة والمال منظومة فساد استباحت لبنان وأفقرت اللبنانيين حيناً بحجة «إعمار ما دمرته الحرب» وأحياناً بحجة «مواجة المخطط الصهيو أميركي». صاغ «التحالف» حول هذين الشعارين ايديولوجيات ومنظومات فكرية حشد لها كفايتها من «الأنصار» وأمن لها «الظروف الموضوعية» المؤاتية لترسيخها واستمرارها بتخطيط وأسلوب ورؤى «هتلرية» غير مستفيد من دروس التاريخ.
لكن ما إن قارب هذان الشعاران حقيقة واقع افرز مآسي في البنى المجتمعية اللبنانية حتى انهارا تحت وطأة أقدام «ثوار» انتجتهم سياسات تحالف ميليشيات السلطة والمال في حركة «تصحيحية»، طبيعية، عودنا عليها التاريخ عند كل مفصل تماس بين جور واستبداد واستكبار الحاكم الطاغية وبين مقتضيات واقع حاول زجره حيناً وحجره أحياناً كثيرة معتقداً بأن لديه قدرة «إلهية» على صياغة نظم الحياة بما تقتضيه مصالحه. وها هو مجدداً يحاول التعامل مع «الثورة» بذهنيته الاستكبارية المريضة رافضاً حقيقة أن نجمه إلى أفول.
حراك في الشارع وتكلس في السلطة
أخشى أن يكون التكلس المصابة به السلطة في لبنان بدأ يتسلل إلى الحراك الشعبي الذي سمح لمجموعات من «تنابل السلطة» المرتهنة ل تحالف ميليشيات السلطة_والمال بإدعاء تمثيله والنطق بإسمه وصولا إلى محاولات اقناعه بعجزه عن تغيير المعادلة الداخلية القائمة على هيمنة هذا التحالف بدعم سفارات أميركا وفرنسا وبريطانيا والسعودية و تركيا وإيران وروسيا وغيرها من دول و منظمات على أحلام وآمال وحقوق الشعب اللبناني.
بين مواطنية وطائفية
عندما يتحاور الشعب يسعى إلى شد أواصر الإخاء والمساواة وتحويل المجتمع من مجتمع تتملكه «المرجعية» إلى مجتمع المواطنين.
عندما يتحاور أمراء الطوائف «المرجعيات» يسعون إلى «ميثاق» أكثر عدلاً بين الطوائف، أي ميثاقٍ أكثر طائفية.
كلن يعني كلن #لبنان_ينتفض