طرابلس لبنان - سياسية مستقلة

يترأس لائحة «إنقاذ وطن» في دائرة الشمال الثانية… ريفي: عنوان معركتنا «السيادة والنزاهة»

في تقديمنا لهذا الحوار، الذي أجرته «التمدن» مع الوزير السابق  ريفي، الذي يرأس لائحة «إنقاذ وطن»، التي تخوض الانتخابات النيابية في دائرة الشمال الثانية (طرابلس – الضنية – المنية)، نبدأ من حيث أنهى ريفي حديثه، إذ قال:
«ليس همّنا فقط الوصول إلى المجلس النيابي أو الحصول على لوحات زرقاء، بل سنكون خدماً لأهلنا، ولدينا كل المقومات لننعش الدورة الاقتصادية لمدينتنا».
وفي هذا اللقاء حدّد الوزير السابق والمرشح الحالي معيارين حكما تشكيل اللائحة، وسيحكمان أي تحالفات مستقبلية، وهما: «السيادة والنزاهة، لأننا لا نؤمن بدولة فيها سلاح غير شرعي نهائياً، وكذلك نؤمن ان الفاسدين لا يبنون دولة».
أما الرسالة التي وجّهها ريفي عبر «التمدن»، فهي انه «من الخطأ الاستنكاف ومقاطعة الانتخابات، فنحن مكون أساسي ووطني، والأكبر في لبنان، وليس لنا الحق ان نعتكف… ولا يستطيع «حزب الله» تخويفنا، أما قوته فهي وهمٌ صنعه ضعفنا كطبقة سياسية». في ما يلي تفاصيل الحوار:

في بداية هذا اللقاء إسمح لي أن أسألكم لماذا إخترتم «إنقاذ وطن» عنواناً للائحتكم؟
– لأن واقع البلد يحتاج إلى إنقاذ، لا الترقيع يفيدك ولا المرهم يفيدك بل يلزمك عملية إنقاذية كاملة وقد إخترنا هذا الشعار لنعبّر عن رؤيتنا لما يحتاجه منّا الوطن.
هل تعتقد اننا قادمون على تشكيل نواة إنقاذية على صعيد المجلس النيابي؟
– للأمانة الوضع لم يعد يحتمل حلولاً وسطية، ولا ترقيعية بل يتطلب إيجاد علاج جذري لإنقاذ البلد، ومن ناحية أخرى فإن البلد لم يعد يحتمل نائباً بالزائد أو نائباً بالناقص، فإما عملية إنقاذية أو لا، ولهذا نحن مددنا يدنا إلى كل سيادي ونزيه فالبلد يتطلب سيادة ونزاهة، فنحن لا نؤمن بدولة فيها سلاح غير شرعي نهائياً وكذلك نؤمن أن الفاسدين لا يبنون دولة، كل قوّة سيادية ونزيهة نحن نمد يدنا إليها حتى نقوم بعملية إنقاذية لبلدنا، ورؤيتنا تقوم على إما ان نأخذ نحن كسياديين ونزهاء الأغلبية في مجلس النواب وبالتالي نستطيع ان نتحكم باللعبة كما حصل في العراق، أو في حال عدم إستطاعتنا الحصول على هذه الأغلبية يكون لدينا مجموعة وازنة سيادية فيما يشبه الصقور والصيصان، بمعنى آخر إذا وقف عشرة صقور مسيحيين وعشرة صقور من السنّة وثلاثة أو أربعة صقور من الدروز برأي عندها يمكننا أن نهز المجلس النيابي حتى لو كان حزب الله عنده الأغلبية، وعندها يكون الرأي العام في طور التكوين في وجه هيمنة حزب الله على الدولة.
ولكن هل بالإمكان إيصال كتلة تؤمن بالعمل الديمقراطي في حين أنّ هناك من يضع سلاحه على الطاولة؟
– أود أن أقول أكثر من ذلك أنه لم يستخدم سلاحه فقط بل إستخدم أخطر من ذلك وهو التكليف الشرعي، أي أنه يعطي صبغة دينية لمآربه كأنه يخالف تعاليم ربنا سبحانه وتعالى، وهذا أيضاً سلاح خطير جداً، وبالمقابل نحن نلعب لعبة ديمقراطية وتقوم علاقتنا مع المواطن الآخر على أساس أخلاقيتنا الدينية، وتلك هي مجموعة مجرمة في حالة إستعادة لما يشبه تاريخ ظاهرة الحشاشين التي مارست القتل بشراسة وتخيف الآخر وتتحكم بمصيره، والمشروع الإيراني حُكماً مبني على أوهام تاريخية يعاكس المنطق، وأقولها بصراحة لا يستطيع حزب الله تخويفنا ولطالما كنت أقول إن قوته وهمٌ صنعه ضعفنا كطبقة سياسية.
هل لديك شعور بأنكم بدأتم في وضع اللبنة الأولى في مشروع إمتلاك القوة المطلوبة؟
– أعود إلى شعار حملتنا الإنتخابية فقد تم إقتراح أن يكون الإسم في البداية هو إسترداد الوطن أو إسترداد الدولة ثم بعد ذلك إتفقنا على إنقاذ الوطن، وحُكماً نحن بحاجة لإسترداد الدولة ولإقتلاع الدويلة ثم بعد ذلك إخراج سلاح حزب الله والسلاح الإيراني من لبنان، وبالطبع عندما تضطرب المنطقة يهتز البلد وعندما يستقر الوضع في المنطقة يستقر الوضع في لبنان إنما نحن لا نستطيع أن نستسلم أو ننبطح كلياً أمام المشروع الإيراني والذي يفيدنا أننا مجتمع تعددي أي أن هناك منطقة أنا سيدها، وبمئة ألف صاروخ يمكن أن يجتاحنا ولكننا بالتراب يمكن أن نقبره، وقمنا بذلك في 7 أيار 2008 وفي شمال لبنان أغلقنا مكاتبهم ونحن طردناهم، وأخواننا الدروز في الشويفات تصدوا لهم ونحن في الحقيقة ندافع عن أرضنا وعرضنا، والقاعدة العسكرية تقول أن كل مدافع بإمكانه أن يتصدى لعشرةمهاجمين.

عودة السفير السعودي

كيف تنظرون إلى عودة السفير السعودي إلى لبنان؟ وهل ترون أن علاقات لبنان بمحيطه العربي عائدة إلى طبيعتها؟
– لنضع النقاط على الحروف، دائماً كانت المملكة العربية السعودية إلى جانب الشعب اللبناني وإلى جانب لبنان كوطن، لا كما فعلت إيران بتسليحها لفريق حتى انه ليس شيعياً بل أنه عميل لإيران، فالشيعة الأحرار والوطنيون لا علاقة لهم بهذا المشروع، والمملكة لم تخرج من لبنان بل نحن بسلوكياتنا أجبرناها على تجميد أنشطتها لبعض الوقت، وأنا كنت أقول لإخواننا العرب: هناك مشروع فارسي يجب أن يقابل بمشروع عربي ولبناني أيضاً. ونحن كأفراد حُكماً باللحم الحي أمّنّا الصمود وأعطينا الناس الأمل للصمود وعدم الإنهيار إلى أن تحين لحظة قيام مشروع عربي مقابل المشروع الإيراني لتحقيق توازن وان نعيد للبنان التخلص من هذا الوضع.
وهل أعضاء اللائحة قادرون على السير في هذا التوجه؟
– كما قلت نحن في اللائحة متفقون على التوجهات السيادية والنزيهة إضافة إلى الرؤى الإقتصادية والإنمائية والتطويرية لأنه لن نعمل فقط في المجال السياسي بل هناك أناس نحن مسؤولون عنهم في حال وصولنا إلى مراكز المسؤولية، وتجربتنا بالأمن واضحة، فإضافة إلى الإهتمام بقدرات المؤسسة وتدريب عناصرها كنا نهتم حُكماً بالسكن والطبابة والمدارس.

العلاقة بالرئيس السنيورة

وهل هناك من دور للرئيس فؤاد السنيورة في إعداد هذه الرؤى؟
– بالطبع هناك دور للرئيس السنيورة ونقوم بالتنسيق معه ونحن في نفس التوجه وقد يكون لديه آلية عمل معينة وقد نختلف في بعض التفاصيل ولكن بالخطوط العريضة نحن نلتقي دائماً، وهنا أثني مجدداً على دعوته، ودعوة المفتي دريان ورئيس الحكومة الحالي للمشاركة في الإنتخابات، وأنا أعتبر وخاصة في البيئة السنية من يدعو إلى المقاطعة والإستنكاف كأنه يخدم المشروع الآخر الذي يبدو أنّ جاهزيته عالية جداً وكأنه يشبه العسكر، وبالمقابل نحن عددياً أكثر وإذا بعضنا إعتكف أو لم يمارس دوره فكأنه يقوم بتمكين الآخر من الربح، ولذلك أقول انه من الخطأ الإستنكاف ومقاطعة الإنتخابات، فنحن مكون أساسي ووطني والأكبر في لبنان وليس لنا الحق ان نعتكف، وإخواننا المسيحيون في العام 1992 اعتكفوا وأخطأوا واليوم ندموا على ذلك حين أتى من لا يمثلهم ونحن لن نكرر هذا الخطأ.
هل تلتقون مع أطراف وطنية من طوائف أخرى في مجال متابعة مشروعكم الوطني؟
– مشروعنا بالتحديد هو وطني وليس إنتخابياً ولذلك إذا كان هناك إنتخابات أم لا، فيدنا ممدودة إلى كل مكوّن مسيحي أو درزي أو شيعي سيادي ونزيه، وفي حال كان سيادياً وفاسداً فإنه لا يعني لنا شيئاً إذ لدينا هذان الشرطان الأساسيان: السيادة والنزاهة، ونحن لدينا قنوات تواصل حتى مع الكتائب، وأقمنا تحالفاً مع القوات اللبنانية كمكوّن مسيحي أساسي نحو غاية وطنية أكثر مما هي مناسبة إنتخابات، وهدفنا مواجهة الفريق الآخر داخل مجلس النواب للحد من توجه البلد نحو الإنهيار كما هو حاصل حتى اليوم.
ولكن هناك من يأخذ عليكم هذا التحالف مع القوات اللبنانية؟
– يدنا بيد القوات اللبنانية في هذه المحطة وفي المحطات القادمة أيضاً سنتعاون لرفع اليد الإيرانية عن الوطن وهذا لا نخجل به، وقد قمنا بإجراء إستطلاع للرأي في المدينة وكانت النتيجة أن أهل طرابلس هم مع هذا التحالف.
برأيك هل هناك شيطنة على هذا الصعيد؟
– في الحقيقة هناك محاولات، وهذا لا يعيب اللائحة، فهذا التعاون الوطني والتعددي يشمل الجميع ودائماً يجب أن يكون هناك شريك مسيحي وقد إخترنا القوات لأننا نلتقي معهم على الطروحات السيادية وعلى سلوكيات النزاهة في العمل السياسي والوطني. هذا هو طريقنا وقد خدمنا الوطن في الأمن والآن حتى في السياسة ولا نجد في ذلك ما يعيبنا، وقد تمّ إتهام هذا الفريق «بقتل الشهيد رشيد كرامي» وأنا قلت بأني أعطيت معلومات مفادها أن كل القيادات السنّية إغتالها المحور السوري الإيراني من المفتي حسن خالد إلى الشيخ محمد عساف وغيرهم من القيادات الوطنية والسيادية إغتالهم المحور السوري الإيراني بما فيها الرئيس الشهيد رفيق الحريري ومجزرة التبانة قام بها هذا المحور أيضاً وبيئتنا إستهدفت أيضاً من هذا المحور فلماذا قضية إستشهاد الرئيس رشيد كرامي هي شاذة، والمحاكمات آنذاك كانت بإمرة السوريين، وأنا أعطيت معلومات أساسية ترتكز إلى جهاز مخابرات عربي يقول إنه كانت هناك يوم ذاك طوافتان في باحة المعرض بطرابلس بإنتظار ان تقل إحداهما الرئيس كرامي رحمة الله عليه إلى بيروت وقد تدخل العقيد محمد إستنبولي الذي كان مسؤولاً عن المعرض وأبلغ الرئيس كرامي أن تلك الطوافة فيها خلل وطالبه بالإنتقال إلى الطوافة الثانية، لقد أخذه بيده إلى الكرسي المفخخ، ولماذا يريدون المزايدة، أول حكومة شكلها المرحوم عمر كرامي كان سمير جعجع فيها وزيراً ولذلك لا يمكن لأحد المزايدة علينا في هذا المجال بتعاوننا مع القوات اللبنانية، فعندما يقبل الرئيس عمر كرامي بتوزير جعجع في حكومته كان يعلم أنه بريء ولا علاقة له بجريمة إغتيال شقيقه الرئيس رشيد كرامي.

سنكون خدماً لأهلنا

على صعيد آخر هل في برنامجكم الإنتخابي تطلعات نحو إنقاذ الوضع الإقتصادي والإنمائي في طرابلس والشمال؟
– من الطبيعي ليس همنا فقط الوصول إلى المجلس النيابي أو الحصول لوحات زرقاء نعلقها على سياراتنا وبعمري لم أضع لوحة عسكرية أو غير ذلك على سيارتي، وحتى باسبوري هو عادي وعندي باسبور خاص لم أستعمله يوماً، لكن حُكماً نحن سنكون خدماً لأهلنا ومدينتنا، ومنطقتنا تحتاج لمن يخدمها ولدينا كل المقومات لننعش دورتها الإقتصادية من عكار إلى المنية والضنية، لدينا مطار في عكار ومصفاة بترول ومعرض في طرابلس ومرفأ تم تجهيزه بالمعدات بإشراف ومتابعة من مديره الدكتور أحمد تامر ويأتي هنا دورنا في إطار دعوة خبراء إقتصاديين لإنعاش وتطوير الأرضية الإقتصادية والإنمائية ونحن جيل عشنا الإزدهار الصناعي والإقتصادي التي شكلته المصانع في منطقة البحصاص وعاش منها آلآف العائلات بكرامتهم، وهناك العديد من رجال الأعمال اللبنانيين في الخارج ويودون المجيء إلى مدينتهم ومناطقهم الشمالية للعمل على توفير فرص العمل.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.