طرابلس لبنان - سياسية مستقلة

«لبنان لنا» تخوض المعركة في دائرة الشمال الثانية… الدكتور مصطفى علوش: لائحتنا راعت خيارات الناس التغييرية

في لقاء مع «التمدن»، اعتبر رئيس لائحة «لبنان لنا»، النائب السابق الدكتور مصطفى علوش، أن كثرة اللوائح في دائرة الشمال الثانية (طرابلس – المنية – الضنية)، تعود إلى أنه «بعد ثورة 17 تشرين هناك رفض للواقع القائم أدى إلى قناعات جديدة لدى جيل الشباب أنهم قادرون على تعبئة الفراغ، لكن مع الوقت تبيّن أن المجموعات اشتغلت بنفس الطريقة الشعبوية للقوى السياسية، فلم يتوحدوا ولم يستطيعوا خلق برامج مشتركة».
وأكد علوش أن لائحة «لبنان لنا» راعت خيار الناس بالتغيير «فمن الوجوه القديمة ليس هناك سوى النائب سامي فتفت وأنا».
وشدّد علوش على تقدير احترام جمهور تيار المستقبل ومناصريه للرئيس الحريري «لكنه لم يقل لا تذهبوا ولا تنتخبوا، ولم يدعُ الى مقاطعة الانتخابات». ودعا علوش الناخبين إلى تذكّر «منظومة الاغتيالات والقتل والترويع وتدمير الاقتصاد».
في ما يلي تفاصيل الحوار:

إتخذتم عنواناً للائحتكم هو «لبنان لنا» فهل تعتقد بأن اللائحة قادرة على تعبئة الناس خلف هذا الشعار؟
– دعني أتطّلع إلى البلد على مدى السنوات الماضية وتحديداً منذ إغتيال الرئيس رفيق الحريري نجد أن هناك نوعاً من «عملية نشل» تحصل بشكل تدريجي ومنهجي للبلد بأجمعه وعملياً بدأ ذلك بنشل طائفة بأكملها، وهي الطائفة الشيعية الكريمة، ووضعها تحت «باط» حزب الله والحرس الثوري الإيراني ومن بعد ذلك بدأت الأمور تمتد إلى الطوائف الأخرى. عند المسيحيين تم إختطاف مناصري التيار الوطني الحر، وفي العام 2018 نلاحظ أنّ ستة نواب من السنّة كانوا من نصيب حزب الله، وإذا تطلعنا إلى هذه السرقات المنهجية لخيارات الناس فهي جاءت من خلال إعتكاف الناس وعدم ذهابهم إلى صناديق الإقتراع. والطريقة الوحيدة لمنع هذا الإختطاف هو أنّ القرار اللبناني بشكل عام هو قرارنا نحن اللبنانيين جميعاً، فلبنان لا يمكن أن يكون لإيران أو لأي دولة أخرى.

الانهيار الاقتصادي وأسبابه

وإذا تطلعنا إلى الناحية الإقتصادية نجد أن إستخدام لبنان على مدى سنوات كساحة لإطلاق الصواريخ وللمعارك وإتهام طرابلس بالإرهاب وإتهام السنة بالإرهاب وإنفجار المرفأ، وكل ما حصل إضافة إلى العمليات الإرهابية والإغتيالات أدت إلى قطع أواصر العلاقات مع الدول العربية وتحديداً الأهم بالنسبة للبنان ونجد أن السبب الرئيسي هو وجود الميليشيات المسلحة ومحاولة إقتطاع لبنان وجعله مستعمرة إيرانية.
ولا شك أنّ الفساد والطائفية المستشرية والمحسوبية كلها موجودة منذ إنشاء الدولة اللبنانية والذي فاقم الوضع هو العملية التدريجية التي بدأت عام 2011 عند إعلان الإنقلاب على سعد الحريري ومنذ ذاك اليوم أصبح الإقتصاد اللبناني في «خبر كان» وتبددت أموالنا.
وعملية الإصلاح تبدأ بإصلاح علاقاتنا مع دول العالم ومع الدول العربية تحديدا حتى نستطيع التعاون في تقديم المساعدات وننتشل الإقتصاد من الوضع الذي وصلنا إليه وفي مقدمة ذلك وقف هيمنة وسطوة ذلك التنظيم على الحياة اللبنانية.
والطريقة الوحيدة على صعيد طرابلس والمنية الضنية هو بمنع وصول التابعين لهذا التنظيم والذين تمثلهم اللائحة المعروفة التابعة لحزب الله، ولكن الطريقة الأمثل تكمن في نزول الناس للتصويت والإقتراع للوائح الأخرى وللائحتنا .

لائحتنا تراعي خيارات الناس بالتغيير

هل ترون إمكانية الحصول على حواصل تمكنكم من التعاون والتحالف مع قوى أخرى في المناطق لمواجهة هذا المخططات؟
– اللائحة التي شكلناها هي منتقاة على المستوى السياسي بأنها مجموعة تريد أن تحافظ على مستقبل لبنان وإستقراره، وكلنا متفقون على أن مشروع حزب الله هو مشروع تدميري للبلد، وأي فائز من لائحتنا سيكون جزءاً من مشروع المواجهة، وهذه اللائحة تراعي خيارات الناس بالتغيير، فمن الوجوه القديمة ليس هناك سوى النائب سامي فتفت وأنا ولكن التسعة الباقين في اللائحة هم من الوجوه الجديدة، وقد حاولنا جمع الخبرة مع التجديد وإخترنا أيضاً وجوهاً جديدة محببة لها تاريخ علمي ونقابي وسياسي وشعبي حتى لا يشعر أحد بأنه مزعوج عند إقتراعه وإختيار الصوت التفضيلي الذي يريده.

عودة السفير السعودي إلى لبنان

هل أنت مرتاح لعودة المملكة العربية السعودية إلى لبنان عبر سفيرها؟
– أولاً علينا الخروج من الشعارات البراقة عن العروبة ووحدة الهدف والمصير، هناك مصلحة للبنانيين بالعلاقة مع دول الخليج العربي وبالأخص مع السعودية، ولنتطلع إلى أقربائنا وإخوتنا وأصدقائنا كم هناك من أولادهم وأهلهم يعملون في هذه الدول ويقومون بإرسال المال إلى أقربائهم وعائلاتهم في لبنان، وكم من مشاريع قدمت هذه الدول إلى لبنان منذ القدم إلى اليوم، إلى الدولة وإلى الناس؟ نعم هناك جزء كبير من هذه المساعدات ذهب هدراً وإلى جيوب المتنفذين لكن بالنهاية إذا تطلعنا إلى الوضع القائم وإلى الفرق، هناك إيران المديونة والتي لا تستطيع تأمين الحد الأدنى لشعبها، وعندنا فنزويلا وسوريا بشار الأسد وكوريا الشمالية، وعندنا الدول العربية التي حولت مدنها إلى مدن زاهرة ومتقدمة، وحتى مصر التي هي الأضعف إقتصادياً فإن تعاونها مع دول الخليج أمّن لها القدرة على خيارات عديدة لتشغيل أبنائها، ونحن بإستطاعتنا تغميض عيوننا وأن نقول خيارنا هنا هو بالتعاون مع الدول العربية.
وبالطبع عودة السفير السعودي تعطي دفعاً معنوياً جدياً لخياراتنا السياسية وبالتأكيد تجعلنا نقول بأننا غير معزولين بل لدينا الإمتداد العربي الذي يجمعنا مع هذه الدول.

عن قرار الحريري وموقف مناصري «المستقبل»

ماذا عن موقف مناصري تيار المستقبل وهل يدعمون لائحتكم؟
– أولاً أريد ان أؤكد أن تيار المستقبل يحترم قرار سعد الحريري وأنا إحترمت قرار سعد الحريري وقدمت إستقالتي وترشحت إلى الإنتخابات، وطبعاً إستقالتي كانت لها علاقة بأمور أخرى تتخطى هذه القضية ولكن لم يأت الوقت للبحث فيها. نحن نحترم ونقدر إحترام جمهور تيار المستقبل ومناصري التيار للرئيس سعد الحريري، لكنه لم يقل لا تذهبوا ولا تنتخبوا، لم يذكر ذلك مطلقاً ولم يدعُ إلى مقاطعة الإنتخابات، بالنهاية هناك خيار الناس وخيارات المجموعات الإرهابية التي قتلت الرئيس رفيق الحريري، وخيار الناس التي تريد الحفاظ على إرث رفيق الحريري وأن تحافظ على البلد وتمنع قتلة رفيق الحريري ومفجّري المساجد وقاصفي المدن السورية واليمن، نريد أن نمنع الحوثيين الجدد الموجودين عندنا من السيطرة على البلد.
هل كان هناك من تدخّل معين على صعيد تشكيل لائحتكم؟
– نكهة هذه اللائحة أنها محلّية بالكامل، ليس هناك أي تدخل من أيّ كان من خارج اللائحة، وأنا الذي إشتغلت على ذلك وأعرف هذه الأمور ولا شك أننا عملنا توازنات بين المناطق ومع الناس البارزة فيها، وبين الكفاءات الموجودة وهناك عدّة شخصيات كان من المفروض أن تكون على اللائحة تم إستبعادها لأسباب تتعلّق بالضرورات الإنتخابية ووصلنا إلى هذا التوازن الموجود. أما أن نتماهى مع خيارات أخرى على الساحة اللبنانية بالتأكيد نحن على المستوى الإستراتيجي في مواجهة حزب الله ومشروع إيران والحرس الثوري، وبالتأكيد نحن نتطابق مع كل الناس الساعين إلى إنقاذ لبنان، وعلى مستوى البرامج المحلية كل منا لديه برنامجه المتعلّق بمنطقته ولكن علينا أيضاً أن نتضامن مع القوى الأخرى حتى نشكّل رافعة لهذه البرامج والمشاريع.
ونؤكد أننا قادرون على تشكيل أكثرية إذا وصلنا إلى المجلس النيابي ولكن بالتأكيد أننا سنمنع حزب الله من السيطرة على ثلثي المقاعد.

عن سبب الكثافة غير المسبوقة في عدد اللوائح

حول سبب الكثافة غير المسبوقة في عدد اللوائح الإنتخابية في دائرة طرابلس – المنية – الضنية اعتبر الدكتور علوش أنه «بعد ثورة 17 تشرين هناك رفض للواقع القائم وعملياً هذا الرفض أدى إلى قناعات جديدة لدى جيل الشباب أنهم قادرون على تعبئة الفراغ الذي تركه عدم الثقة بالخيارات على مدى السنوات السابقة، وأنا لو كنت مكانهم لفكرت بنفس الطريقة، وكان لدي أمل كبير بأن تكون هذه المجموعة من الشبان والشابات قادرة على خلق بدائل مقنعة من خلال التفاهم على برامج موحدة وإنتاج شخصيات قادرة على العمل في الشأن العام.
مع الوقت تبيّن أن الطريقة ذاتها التي إشتغلت بها القوى السياسية على مدى سنوات، بالشعبوية وغير ذلك أيضا، تم إستخدامها من قبل هذه المجموعات والدليل أنهم لم يستطيعوا أن يتوحدوا في مجموعات مشتركة ولم يستطيعوا خلق برامج مشتركة أيضاً وبالتالي رأينا هذه اللوائح المتعددة.
ولكن في الوقت نفسه أقول ان علينا النظر إلى الجانب المشرق وأن هناك من يهتم بالشأن العام ويريد ان يقوم بذلك، وهذه اللوائح الـ 11 التي ترشحت في طرابلس إن كانت مكتملة أو غير مكتملة هي خيارات مفتوحة أمام الناس والإشكال الكبير فيها أنها ستخفّض الحاصل الإنتخابي، بسبب توزع الأصوات وإضعاف التمثيل وهناك خمس لوائح على الأقل لن تحصل على حواصل كفاية، وهي ستنسحب من الحاصل النهائي وتؤدي إلى إنخفاض الحاصل وإضعاف التمثيل وهذا إشكال كبير. وبالنهاية طالما أنا مرشح لا أستطيع التساؤل لماذا غيري قد ترشح وهذا حق لكل مواطن».

كلمة إلى الناخبين

وجه علوش كلمة إلى الناخبين جاء فيها:
أقول تذكروا كيف عشنا تحت الإحتلال السوري، وتذكروا ما فعلت هذه المنظومة في العراق وسوريا واليمن، وتذكروا الإغتيالات التي إرتكبوها إلى جانب القتل والترويع وتدمير الإقتصاد، الطريقة الوحيدة هي ان تأخذوا خياراتكم وأن تصوتوا ضد هذا المشروع، إطلعوا من بيوتكم، ولا يغرّنكم أحد لا بالكرتونة ولا بمساعدة وإقترعوا ولكن بالتأكيد لا تختاروا المهرجين والطارئين الذين قدموا فجأة وطلعوا من القمقم، هؤلاء ليس لهم علاقة بالمدينة، إختاروا الذين عاشوا معكم وهم بينكم وعندما تدقون أبوابهم تجدونهم معكم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.