طرابلس لبنان - سياسية مستقلة

ترشّح عن المقعد السنّي في طرابلس في دائرة الشمال الثانية… المرشح الدكتور أحمد عبدالقادر الأمين يروي قصة حياته من الطفولة إلى ترشحه للإنتخابات النيابية

قصة أحمد الأمين، المرشح عن المقعد السني في طرابلس ضمن دائرة الشمال الثانية (طرابلس – الضنية – المنية)، تبدأ من حيث نشأ في المساكن الشعبية في الميناء (حارة الجديدة)، فعاش مع أبيه الأزمات والفقر والتعتير… وقبل كل شي عاش معه الأزمة الصحية (شلل الأطفال).
من هناك انطلقت حكاية رجل عصامي بدأ من الصفر إلى جانب والده، إذ يروي لك سيرته والدروس التي تعلمها، بدءاً بدرس في الخير تعلّمه من بائع «كعك الهوا»، مروراً بالدرس الصحي ورحلاته مع والدته، من الميناء إلى أبي سمراء، مشياً على الأقدام للخضوع للعلاج الفيزيائي، ثم الوالد قائلاً له: «بدي ياك عندما تكبر ألا تحتاج إلى أحد»، ثم جاء الزواج المبكر ودروس الارشاد الأسري، فالمحامص والفروع والنجاح والأكاديميات والتدريب والمجلس الشرعي والعديد العديد من المناصب.
خلال العامين الماضيين، كثّف الأمين كتاباته عبر صفحته على «فيسبوك»، وكان معظمها ينتقد الفساد والمحسوبيات والمحاصصات والسرقة والهدر والظلم، فإذا بصديق متابع لكتاباته يقول له الجملة المفتاح: «إذا كنت لن تترشح إلى الانتخابات فالأفضل ان تصمت وأن تتوقف عن هذه الكتابات. ترشح أو أسكت».
وبالفعل ترشح أحمد الأمين إلى الانتخابات وشعاره: «إذا كنتم تريدون التغيير، فأنا التغيير، إذا كنتم تريدون المؤسسات، أنا المؤسسات، انظروا إلى تاريخي. انظروا إلى مؤسساتي والمسؤوليات التي توليتها… وبعد ذلك انتخبوا الذي تريدونه.
في هذه الصفحة وقائع هذا «الحوار – اللقاء – السيرة»، مع المرشح أحمد الأمين.

روى المرشح عن المقعد السني في دائرة الشمال الثانية – طرابلس المنية–الضنية الدكتور أحمد الأمين سيرة حياته في حديث إلى «التمدن».
قال: «لا بد لي أن أجيب بداية عن سؤال من هو أحمد الأمين المرشح إلى الإنتخابات النيابية، لأقول إنّ المدينة تحتاج إلى من يشبهها إلى من وُلِد فيها وعانى وعاش أزماتها ومشاكلها، لذلك أحمد الأمين وُلِد في الحارة الجديدة بميناء طرابلس وتربى في المساكن الشعبية وعاش مع أبيه الأزمات والفقر والتعتير، وقبل كل شيء عاش معه الأزمة الصحية، فأنا أصبت بالشلل وكان عمري سنة وكان أبي في الحارة الجديدة يعمل على الخط (سائق تاكسي) وأمي كانت تذهب من الحارة الجديدة لتأخذ تاكسي لتوصلني إلى مأوى العجزة لأخضع لجلسات فيزيائية وكانت تذهب مشياً على قدميها بسبب عدم توفر أجرة التاكسي معها.
وعندما بدأت المحلات والدكاكين تفتح في المساكن الشعبية إضطر والدي للإنتقال إلى مسكن على الطريق العام وافتتح سوبرماركت صغير كمحمص، وبدأت والدتي تحضر لي أنذاك صينية فيها بسكويت محشي بالراحة (الحلقوم) لأقوم ببيعه لأطفال المنطقة ولكي نشجعهم على الشراء، كانت أمي تضع في بعض قطع الحلوى هذه عملة معدنية من فئة الفرنك على سبيل الجائزة وهذا ما يُعرف بـ «السحبة» وكنت ألجأ إلى وخز حبات البسكويت بواسطة دبوس حتى أتمكن من معرفة القطع التي تحتوي على الفرنكات لأخص بها بعض أطفال الحارة لأمكنهم من الربح وأدخل السرور إلى قلوبهم.

درس من بائع «كعك الهوا»

لذلك حب الخير للناس كان من طبعي منذ صغري حتى عندما كان عمري حوالي 4 سنوات مرّ في المساكن الشعبية شخص كان يبيع الكعك على عربة وهذا الكعك كان يُسمى «كعك الهوا» وعليه سكر وكان ذلك البائع عجوزاً ويجر العربة بصعوبة وقد توقف في أحد الأيام إلى جانب الطريق وتناول كعكة و«فرطها» بين أصابعه وقام بنثرها قرب شجرة بلوط موجودة في المنطقة وإنحنى دون أن أتمكن من معرفة ماذا يفعل.
لقد شدّ إنتباهي وعندما غادر اقتربت من المكان ورأيت جحراً من النمل مجتمعاً على فتافيت الكعكة. هذا المشهد لا أنساه على الرغم من صغر سني آنذاك وقد شكّل صدمة بالنسبة لي، فعندما كان ذاك البائع يغادر المكان كنت أفكر في ذلك الدرس العظيم الذي علمني إياه ذلك الرجل، ومشى، ومنذ ذلك الوقت لم أنسَ ذلك الدرس أبداً… لقد توجهت إلى رب العالمين وقلت: يا رب العالمين من خلال بضعة قروش إستطاع ذلك الرجل إطعام عدداً لا يُحصى من المخلوقات، هل يمكن أن تستخدمني يا الله لأكون سبباً برزق آلاف الناس، لقد زرع في نفسي رسالة منذ الصغر.
والدي في منطقة المساكن الشعبية قسا عليّ لأنه إعتبرني من ذوي الإحتياجات الخاصة وبالتالي لم يكن يريدني أن أحتاج إلى أحد عند الكبر، لذلك كنت أدرس وعند عودتي من المدرسة كنت أجلس في الدكان وفي الوقت نفسه أتعلم مهنة «التحميص»، لذلك عندما كنت أحمل الحلّة الخاصة بذلك أقع أحياناً مما يدفع بوالدي إلى تشجيعي لأكرر المحاولة بنجاح، وكان يقول لي (بدي ياك عندما تكبر أن لا تحتاج إلى أحد).
هذا الأمر أثّر في نفسي ونمّى الروح القيادية لدي، وكنت لا أقبل في أي مكان أكون فيه إلّا أن أسعى إلى فعل الخير للآخرين.

الانتقال إلى العبدة

ومن ثم إنتقلنا مع الوالد عام 1982، مع بداية أحداث ذلك العام بعدما إشترى قطعة أرض في منطقة العبدة، وكان عمري حوالي 12 سنة، وبالطبع كنت أواصل الدراسة وكان والدي في تلك المرحلة يتعاطى بيع الموالح فقط، غير أني أقدمت على توسعة العمل بإدخال بيع القهوة وإقتنينا محمصة خاصة، وبدأنا العمل في زيادة الإمكانيات بإدخال مواد جديدة بالرغم من حداثة سني وإفتتحنا جناحاً لصناعة (راحة الحلقوم) والمزيد من الأصناف.
كان عمري يومها حوالي 16 عاماً ونصف وكنت أتابع دراستي في الثانوية الوطنية الأرثوذكسية في الميناء – مار إلياس. وكنت قد بدأت سن النضوج، وسألني والدي إذا كنت راغباً في الزواج، لتذهب والدتي إثر ذلك للتفتيش عن عروس، وهكذا كان، وعقد الشيخ عبداللطيف زيادة رحمه الله قراننا، وعندما بلغت الـ 19 عاماً كان لدينا إبننا عبد القادر.
قضية الأسرة والتربية قد شغلت بالي منذ الصغر لذلك إنتسبت إلى منظمات عديدة تُعنى بالإرشاد الأسري، وخاصة بالنسبة للزواج المبكر لمن هم دون الـ 18 سنة عند الزواج، وهذا كان وضعي آنذاك، وأقول بهذا الصدد أن المشكلة ليست في السن إنما تتعلق بشخصية الرجل، يمكن ان يكون في الأربعين وهو ليس قادراً على الزواج من «نصف إمرأة»، والحمد لله كان زواجنا سعيداً وتابعنا دراستنا أنا وزوجتي التي تواصل اليوم دراستها الجامعية، لذلك أقول العلم لا يقف عند حدود معينة.

«محامص الأمين» والتوسّع، ثم أكاديمية لتدريب الموظفين

بدأت بـ «محامص الأمين» بالعمل على الصندوق بداية وبتطوير المؤسسة ومن ثم وجدت أنها وقد أصبحت خمسة فروع تحتاج إلى تدريب وتأهيل للموظفين وأنه لا بد من إيجاد جهة مدربة للموارد البشرية، وكان من طبعي انه في كل مكان أتواجد فيه يجب أن أكوّن فكرة عنه فخضعت لدورات لإعداد المدربين وأصبحت مدرباً، وعندما شعرت أني تمكنت من ذلك رأيت انه طالما اننا في المؤسسة سنقوم بتدريب الموظفين فلنفتح أكاديمية خاصة وان يكون دورها لا يقتصر فقط على تدريب موظفي المؤسسة، بل أن تدرّب كل من يحتاج إلى ذلك من مؤسسات مختلفة. وخلال عشر سنوات دربنا 21500 شخص.
وإذا سُئلت أين كنت وأين أصبحت؟ اُجيب: أكاديمية الأمين تتابع عملها بنجاح وعملت على التدريب في مجال الإرشاد الأسري والزواج وإعداد مدربين محترفين في مجال إعداد الخرائط الهندسية وإعداد القادة، وقد كنت أول من نفذ دورة لإعداد القادة في الضنية، شارك فيها 60 شخصاً من دول عربية ونفذنا مؤتمرات في طرابلس بالنسبة للإعجاز العلمي في القرآن والسنة في «جامعة الجنان»، وكانت أكاديمية الأمين منصة ليست طرابلسية ولا شمالية ولا لبنانية بل عربية دولية، وقمنا بمؤتمرات في سلطنة عُمان بالشراكة مع الدولة، ومؤتمر في الإسكندرية وفي القاهرة، وكان لنا بصمة وحضور بمختلف المنصات العربية والدولية.

رئاسة «رابطة المدربين العرب»

ولقد توليت منصب رئيس «رابطة المدربين العرب» الذي يجمع 1560 مدرباً من 12 دولة، وهذه الرابطة فيها 4 نواب للرئيس وهو لبناني ونوابه واحد سعودي وواحد قطري وواحد مصري وواحد سوداني، وتم إطلاق «رابطة المدربين العرب» في بيروت برعاية وزير الخارجية اللبناني واستطاعت الرابطة التي أرأسها منذ 4 سنوات أن تضع «إيزو» للتدريب في العالم العربي وإبتدعت ما يسمى بـ «يوم المدرب العربي» وسجلته في حقوق الملكية الفردية، وأنشأنا ما يسمى بالجواز التدريبي لست فئات يبدأ باللون الكريم، البني، الكحلي، الأزرق، الأسود.
وبناء للتحصيل العلمي للمدرب وللدورات الحاصل عليها وتلك التي نفذها وعدد المتدربين لديه ينال على نقط وينتقل من لون إلى آخر حتى يصبح مدرباً محترفاً ومرجعية في التدريب من فئة اللون الأسود وطبعاً أنا جوازي رقم واحد لأني رئيس الرابطة.

مواقع ومهمّات ومسؤوليات

في الوقت نفسه أنا أمين مال «الإتحاد العالمي لمراكز التدريب والإرشاد الأسري» وعضو مؤسس، وقد دخلت في مجال الإرشاد الأسري مع ثلة عربية من الجزائر والأردن والسودان ومصر وأسسنا ما يسمى «الإتحاد العالمي لمراكر التدريب
والإرشاد الأسري» وإعتنينا بالأسرة العربية، وقمنا بتحالف وإتحاد مع كافة الذين يشبهوننا لحماية التقاليد والأعراف ومفردات الأسرة العربية.
أنا أمين مال «نقابة الحلويات في لبنان» وأمين سر «جمعية تجار لبنان الشمالي»، وعضو «الهيئة العليا لبيت الزكاة والخيرات» وعضو في «المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى» وعضو في «مكتب لبنان لمنظمة الأمم المتحدة»، وعضو ناشط في «لجنة حقوق الإنسان في جامعة ستراسبورغ» في فرنسا، وقديماً كنت عضواً في «الإتحاد العالمي للبيئة» ولم يكن فاعلاً، وبالنسبة لي كل ما هو ليس بفاعل على الأرض هو مجرد «بوست».

قال لي: ترشّح أو اسكت

في كل مكان تواجدت أو أتواجد فيه يبدأ الإصلاح الحقيقي، ويبدأ التغيير ومعالجة المشكلات الطارئة بفاعلية وبدون ضجيج، أي العمل على الأرض، وبالنسبة لي عندما كنت أكتب على «الفيسبوك» وأقول: لا للفساد ولا للمحسوبيات والمحاصصات والسرقة والهدر والظلم، زارني أحدهم محب وذو ثقة وسألني: أنت تكتب على الفيسبوك؟ أجبت: نعم. فأردف قائلاً: «في مجال تسكت؟». إستغربت، فقال: إما أن تترشح للإنتخابات ويكون الجميع مثلكم فيتصدرون أو لا حاجة للكلام، وأنتم لديكم مؤسسات مجموعة الأمين التجارية فيها 10 مصانع و400 موظف و13 فرعاً، ونحن خلال أزمة الكورونا لم نصرف أي موظف بالرغم أننا كنا نعمل يومين ونغلق خمسة أيام، وعند حصول الإقفال العام أيضاً لم نصرف أحداً بل على العكس زدنا المعاشات خمس مرات أثناء تلك الأزمة، ومن دون مجاملة إذا إحتسبنا الإيرادات والنفقات كان يجب ان نخسر حوالي 30% والجردة في نهاية العام أظهرت ربحاً. وأنا إذا أردت أن أعرّف كلمة بركة هنا أعرّفها لأن البركة لا تحسب بالآلة الحاسبة بل بالأشياء التي لا نتخيلها عادة، ونحن كأكاديميين نضع خطة إستراتيجية تقوم على الأرقام، وقد تبين هذه الخطة أننا خاسرون، ولكن بالنتائج والحقائق هناك ربح الحمد لله، لذلك قال الرجل لي: إذا أنت لم تترشح إسكت.

انظروا إلى تاريخي

هذا الأمر هو الذي شجعني لأترشح وأن أعمل وفق أوامر ربنا، ويا أيها المواطنون الأعزاء إذا كنتم تريدون التغيير، فأنا التغيير، إذا كنتم تريدون المؤسسات، أنا المؤسسات، انظروا إلى تاريخي، شوفوا مؤسساتي، والأماكن التي توليتها وعملت فيها، وبعد ذلك إنتخبوا الذي تريدونه، فكروا، وإذا كنتم تريدون الطبقة القديمة ان تبقى على ما هي عليه، الله يطرح لكم البركة، ولكن «الله يرضى عليكم لا تصرخوا وتعيطوا وتنظموا المهرجانات على ساحة النور وتحرقوا الدواليب وتقولوا كذا… وكذا، خلص، أنتم هذا خياركم وهذا ما أسقطّوه في صندوقة الإقتراع.
أما إذا أردتم التغيير وأن تسألوني عن النتيجة وأن تقولوا نحن إنتخبناك ونحملك النتيجة والآن نريد ان نحاسبك فأنا مستعد للمحاسبة، وإذا لم أكن على قدر المسؤولية سأفضح الأسباب وأعتذر بكل هدوء.

«الأوقاف»

لقد أعددنا خطة إستراتيجية لإعادة هيكلة الأوقاف وإجراء التنمية الوقفية وإستثمار الأراضي الوقفية الموجودة وان يصبح هناك إكتفاء ذاتي حقيقة بدوائر الأوقاف، وكفى إستجداء وشحادة ولنفعّل هذه الدوائر وأن تعود إلى عزّها وكرامتها وكرامة المشايخ، لأن «تفقير» المشايخ يجعلهم يترددون على أبواب السياسيين وبالتالي هذا ليس صحياً أبداً.

نحن لدينا خطّة

ومن هذا المنطلق نحن مقدمون على موضوع الترشح للإنتخابات معذرة إلى ربنا وبنفس الوقت لدينا خطة، وأنا لا أريد أن أفعل كما يفعل غيري من المرشحين بأن يأتي بالملفات عن الأماكن الإقتصادية والإنمائية من مطار رينيه معوض إلى مرفأ طرابلس إلى المعرض والملعب الأولمبي إلى كل «الميمات» المعروفة والتي يفتح ملفاتها الجميع عند كل مناسبة وعند كل إستحقاق إنتخابي لتعود الإسطوانة نفسها كما الحال بالنسبة لمحطة القطار، هذا صحيح ولكن هناك مدير عام وهناك موظفون والقطار غير موجود (راح بدون رجعة).
والسؤال هل نسكت بالطبع لا، نحن لدينا خطة عمل، هي مثلث، زاويته الأولى تقوم على محاربة الفساد، والثانية لا للمحسوبيات والسرقات ولا للطائفية في التعيينات، والثالثة نعم للصوت العالي في مجلس النواب ضد الظلم وضد المحاصصة الطائفية.
اليوم عندما تكون في مجلس النواب وصوتك مرتفع ضد الظلم فأنت ستُحرج النواب الساكتين والمنتفعين، وقد يسألني أحدهم من الـ 2004 إلى اليوم هناك سرقة 40 مليار دولار في الكهرباء ورئيس الحكومة فلان والذي بعده فلان ما معهم خبر؟ الآن وفجأة إكتشفوا أن هناك سرقة بقيمة 40 مليار دولار في الوقت الذي عرضت الكويت والمانيا بـ 350 مليون دولار تعطينا كهرباء 24/24 فرفضوا حتى يستطيعوا الإستمرار في قبض العمولات من البواخر التركية التي كانت مصفوفة في البحر؟
لذلك أما كنتم تعلمون أو كنتم لا تعلمون، وإذا كنتم تعرفون هذه مشكلة وإذا كنتم لا تعرفون فهذه مشكلة أيضاً، أنتم إما منتفعون أو مشاركون أو مشاهدون، فإذا كنت مشاهداً وساكتاً فلأنك منتفع، وإذا كنت منتفعاً وتقبض ستبقى ساكتاً، وإذا كنت مشاركاً فأنت مشارك في الفساد.

هل نستطيع فعل شيء في المجلس النيابي

لذلك يمكن طرح السؤال هل بالإمكان ان نفعل شيئاً في المجلس النيابي؟ نعم. بإمكاننا فعل ذلك ولكن على أن يكون السجل الشخصي نظيفاً وأن لا يكون هناك ملف فساد، عند ذلك لا يمكن لشيء أن يعيق التحرك في إطار المجلس النيابي وخاصة إذا كانت هذه المواصفات موجودة وأعمال الفساد غير موجودة. عند ذاك هل نسكت؟ هل نموت؟ فلنمت ونحن نقول الحق، لا مشكلة لدينا ولكن ليكن موتنا كموت رفيق الحريري، موت شرارة لتغيير حقيقي، رفيق الحريري راح ولم يأت أحد مثله، لا سعد ولا غيره، رجل ضحىّ وبموته مات كل شيء.

ليس شرط التغيير وجود مئة نائب فوراً إلى جانبك، فهو يبدأ بنواة

نحن أمام إنتخابات غير إعتيادية لأن لبنان مقبل على مرحلة تأسيسية وغياب أناس ليس عليهم ممسك وعندها إعتدال في الحضور وهي مرجعية سنية عليا في لبنان وجودها ضرورة في لبنان الجديد، ونحن لدينا ثوابت، عندنا دستور يحفظ حق الطوائف، كل الطوائف وليس فقط السنة، وهناك أناس أتوا لإحداث تغيير هوية لبنان ولفرض دستور جديد لا يحفظ حق الطوائف، وهذه مشكلة كبيرة جداً، ويجب ان نحافظ على هوية لبنان ويجب ان نحارب الطائفية لأن الذي يعزز الطائفية في لبنان يقوم بالحفاظ على حقيقة وجوده، ولنلاحظ أنه قبل الإنتخابات بحوالي ثلاثة أشهر نقوم جميعاً على بعضنا البعض، والكل ينادي إنتخبوا المسيحي… إنتخبوا السني… حقوق المسيحيين إلى ما هنالك، وبعد الإنتخابات الجميع يلتقون كأنه ليس هناك أي شيء.
كفى ان يكون الناخب سلعة، نشعلها عندما نريد، وعندما ننتهي منها «منطفيها».
اليوم، متى انتهى الموضوع، هل أكون واحداً من 128، نعم قد أكون واحداً منهم، لكن الإنتخابات التي بعدها إذا أنا فزت سأكون مع 10 بل 11 وربما لائحة أو لوائح كاملة وبعدها قد نكون ثلاثين أو أربعين نائباً، وعندئذ تبدأ عملية التغيير، إذ ليس شرط التغيير وجود مئة نائب فوراً إلى جانبك، فهو يبدأ بنواة.

 

متابعة ملفّات «التليل» و«رومية» و«مخيم الهول»

رداً على المشككين بالقدرة على التغيير يقول الأمين: «هناك بعض الناس يعتبرون أنّ واحداً على 127 نائباً، لا يستطيع التغيير. أنا عضو في «المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى»، وعندما دخلت إلى هذا المجلس حاربت كل السياسيين، ودخلت وخرقت وطلعت الثالث، مع ان ماكينات الأحزاب حاربتني للآخر، ومضى علي سنتان في «المجلس الأعلى» وزملائي يشهدون على التغيير الذي حصل بالمجلس الشرعي، فأنا عضو في «لجنة التربية والتعليم والثقافة» ونائب رئيس ومقرر «لجنة الطعون والتأديب»، حملنا ملف التفجير الذي وقع في عكار عند الحدود وتابعنا بتكليف من المفتي الحالات الصحية وإنتقلنا إلى أنقرة وتابعنا هذه الأمور. وحملنا ملف السجناء المظلومين بسجن رومية وحملنا ملف المحتجزات بمخيم الهول اللواتي ذهبن مع أزواجهنّ إلى الأماكن الخاضعة لـ «داعش» ومات الأزواج هناك، والنساء والأولاد رُميوا في المخيمات وسط البرد والصقيع، وحملنا هذا الملف وزرنا اللواء عباس إبراهيم وحوّلنا عند رئيس الحكومة نجيب ميقاتي حيث يوجد الملف الآن وللأسف يبدو اننا أمام صفقة بين بعض الطوائف حتى يمرر هذا المشروع ويرجع هؤلاء الناس في الوقت الذي نحن قلنا انه عندما يعود هؤلاء الناس فليجرِ التحقيق معهم، فمن عليها أي مسؤولية فلتعاقب ومن ليست كذلك فليتم الإفراج عنها، فهؤلاء النسوة هنّ لبنانيات، فأين نحن من حقوق الإنسان؟ هنّ لبنانيات ومعهنّ أطفالهنّ.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.