رجل الأعمال جو بو ناصيف: أدعو إلى التكاتف لتعود طرابلس قويّةً ومزدهرةً فتكون منارة المدن في لبنان
يأتي اللقاء مع رجل الأعمال جو بو ناصيف في حمأة المعركة الإنتخابية لعضوية المجلس النيابي في 15 أيار القادم وإرتفاع عدد المرشحين في دائرة الشمال الثانية والتي تضم مدينة طرابلس وقضاء المنية-الضنية وبالتالي تزايد «اللوائح» بشكل غير مسبوق.
ولهذا اللقاء نكهته الخاصة وهو يأتي في سياق زيارة إلى دارته في بلدة أردة قضاء زغرتا حيث أقام مدينة سياحية تتضمن فندقاً ومسبحين وملاهي للأطفال، وتحيط بالمكان أشجار وارفة الظلال.
ومن وراء زجاج الصالة حيث جلسنا يعدّد لك بو ناصيف تفاصيل هذا الموقع السياحي بإمتياز، والذي يقصده إبّان موسم الصيف ما لا يقل عن ركاب 75 حافلة يومياً تضم رجالاً ونساءً وأطفالاً.
ووسط هذه الطبيعة الساحرة سرعان ما يقودنا الحديث إلى أجواء أخرى ناتجة عن الصخب الإعلامي والسياسي المتمثل بالإنتخابات النيابية التي أعلن بو ناصيف ترشحه إليها عن المقعد الماروني في مدينة طرابلس، حيث لم يُخفِ علينا نيته بالعزوف عن الترشيح بسبب عدم توفر الأسباب التي تدفعه إلى إستكمال ومتابعة معركته الإنتخابية.
أجريت هذه المقابلة قبل انتهاء مهلة تشكيل اللوائح بعدة أيّام، وقبل ثلاثة أيّام من انتهاء هذه المهلة، أعلن بوناصيف انسحابه من المعركة الانتخابية في بيان ننشره في مكان آخر من هذه الصفحة.
دور طرابلس
يقول بوناصيف إنّ «الأزمات في البلد لا بد أن تنتهي وهي إلى زوال ولا بد أن نتهيأ لمرحلة إعادة الإعمار والبناء للإقتصاد اللبناني والإستفادة من كل هذه المواقع والمرافق الحيوية والإنمائية، وطرابلس كما أراها مهيأة للقيام بهذا الدور سيما وأنه على مقربة من المعرض هناك المرفأ الذي لا يبعد سوى مسافة عرض الطريق العام والذي بات بإمكانه أن يستقبل السفن الكبيرة والضخمة كما هو حاصل اليوم بعد أن تمّ «تعميق» الحوض، والمطلوب تفعيل المنطقة الإقتصادية الخاصة».
يقودنا الحوار مع السيد جو بوناصيف إلى التوقف عند أوضاع طرابلس والشمال على مختلف الصعد الإقتصادية والتنموية، ليأخذ الحديث منحى آخر وربما أكثر إلتصاقاً بطبيعة الأجواء الراهنة لا سيما في ضوء الأزمات التي تعصف بالبلد والتي بدأت تضيق الخناق على الناس وتدفع بهم إلى شتى أنواع البؤس والجوع والمرض.
مدينة جدّي وأبي
وهنا تبرز طبيعة مضيفك المتّصف بتلك المحبة والعلاقة التي تربطه بطرابلس والتي يصفها بقوله هي مدينتي ومدينة جدي وعائلتي كما جاء على لسانه في إحدى المناسبات: أحبائي من عمق قلبي أدعوكم كي نتكاتف معاً، نستعيد روح مدينة طرابلس مدينة جدي وأبي، المدينة الحرة الأبية المنفتحة على العلم والاعتدال والمفتوحة للعمل والاستثمار لتعود قوية مزدهرة، تنفض عنها غبار البؤس والظلم والركود، وتنطلق فتكون منارة المدن في لبنان.
وتسأله كيف يمكن أن تترجم هذه المحبة؟ ويجيبك دون إبطاء: هي من خلال المشاريع التي يجب أن نحققها طالما أننا قادرون على تنفيذها، وهي كثيرة ومتعددة ولكن آن لنا أن نتحرك وأقصد هنا رجال الأعمال والقادرين على تنفيذ المشاريع التي تحتاجها فيحاؤنا وشمالنا.
«معرض رشيد كرامي الدولي»
ويتابع: طبعاً ستسألون عن أية مشاريع أقصد، ولندخل في الموضوع مباشرة، هناك «معرض رشيد كرامي الدولي» والذي يقوم على مساحة مليون متر مربع ويضم 120 ألف متر من الحدائق و20 ألف متر مخصصة لقاعات المعارض والمؤتمرات ومساحة مماثلة مسقوفة يمكن إستغلالها وضمها لقاعة المعارض، وهذه مساحة غير متوفرة في أي مدينة لبنانية، إلى جانب فندق تابع لحرم هذا المرفق الإقتصادي وهناك مسرح عائم ومسرح دائري مغلق هو تحفة فنية لا مثيل لها في العالم ويتسع لـ 1200 شخص.
هذا المرفق بحاجة إلى الإقرار أولاً بأهميته بالنسبة لطرابلس والشمال وعموم لبنان ولتفعيل دوره والإسراع في تلزيم فندق «الكواليتي – إن» الملحق بالمعرض ويمكن هنا تلزيم هذه المنشآت لشركة أو شركات متخصصة والإعداد للبرامج التشغيلية بالسرعة الممكنة حيث يمكن إضافة أجنحة أخرى ذات إختصاصات معينة إلى تلك القائمة اليوم إلى جانب إقامة معارض دائمة.
«مطار رنيه معوّض»
كذلك، لنستعد لطرح موضوع بناء مطار رينية معوض الدولي في عكار وهنا أشير إلى أهمية المشروع الذي وضعته «غرفة التجارة والصناعة والزراعة في طرابلس» برئاسة الصديق توفيق دبوسي لربط مطار رينيه معرض بالمرفأ وبالمعرض ويمكن في هذا المجال وفي الفترة القادمة أن نختصر التكاليف الكبيرة لهذا المشروع وخاصة ما يتعلق بالطريق الدولية وأن نركز على المنشآت الحيوية المطلوبة.
مشروع لصيادي الأسماك
ويتوجّه إلينا بالسؤال: قد تسألوني هل ستقتصر عملية إعادة البناء على مشاريع الحجر والباطون؟ وأين الإنسان من كل ذلك؟ أجيب: بالنسبة لأهالي مدينة الميناء فهناك مشروع حيوي يتجلى بتأمين مراكب صيد كبيرة ووضعها بتصرف الصيادين ليقوموا بأعمال الصيد في المياه العميقة ضمن المنطقة الإقليمية اللبنانية وبذلك يتأمن توفير كميات كبيرة من الأسماك وبيعها في الأسواق المحلية مما يوفر للصيادين أرباحاً إضافية لتأمين معيشتهم، وأشير في هذا المجال إلى إمكانية شراء مراكب صيد كبيرة مستعملة ولكنها بحالة جيدة من بعض الدول المهتمة بصيد الأسماك وبصناعة السفن والمراكب.
تنظيم السير في المدينة
يتابع: وعلى سبيل المثال سمعنا الكثير عن دعوات لإنشاء خطوط سير لسيارات الأجرة داخل مدينة طرابلس وهذا أمر بات ملحاً جداً نظراً لإمكانية التوفير في بدلات الأجرة وتنظيم حركة الإنتقال داخل المدينة وبينها وبين بقية المناطق وهذا أمر أرى أنه بات ضرورياً جداً شرط أن يترافق ذلك مع إعادة النظر في تنظيم حركة السير وإتجاهاتها في المدينة سيما وأنّ هناك فوضى عارمة في هذا المجال وهي تكبّد الناس والسائقين المشقة بدل أن توفر لهم الوقت وحسن القيادة داخل المدينة والتوفير في إستهلاك المحروقات.
على هذا الصعيد نرى في بعض الأماكن أن إتجاهات السير على أربعة طرق ومنافذ تصب دفعة واحدة عند مخرج واحد لا يسمح بمرور سوى سيارة واحدة كما هو حاصل عند «ساحة النيني» – المعرض وعند «ساحة البحصاص» – المدخل الجنوبي وبإتجاه مقر «الجامعة اللبنانية»، وكذلك الأمر عند الساحات في الوسط التجاري.
«كيوسكات»
وأودّ أن أكشف أني مستعد لتأمين «كيوسكات ووضعها بتصرّف ذوي الحاجات الخاصة والمعوزين وإقامتها في مناطق وشوارع معينة وان يقوم هؤلاء بإستخدامها لبيع منتوجات سريعة مما يتيح لهم تأمين معيشة عائلاتهم.
التنمية الاقتصادية
ويمضي قائلاً: الناس هي بأمس الحاجة اليوم لمشاريع التنمية الاقتصادية التي تُنتج فرص عمل وضمانات صحية وحمايات اجتماعية، ومن له القدرة على ذلك عليه إظهارها بمتابعة شؤونهم وفتح قلبه وبيته لهم دون كلل أو ملل. ان الحضور والالتزام والصدق مع الناس وتطلعاتهم بعيداً عن الشعارات المبتذلة المكررة هو الطريق لنيل وكالتهم.
اختاروا القادرين لا العاجزين، التغييريين لا الدجالين.
إياكم ان تسمحوا بخداعكم مجدداً
في اليوم الذي تلى إجراء هذه المقابلة، وقبيل إنتهاء فترة تشكيل اللوائح، تلقينا خبر عزوف رجل الأعمال جو بوناصيف عن متابعة معركته الإنتخابية وشرح ذلك في بيان قال فيه: «شتّان بين أن تخسر أو أن يخسروك! لم يكن وقوفي بجانب الناس ومحاولة رفع الظلم مرتبطاً بأي استحقاق انتخابي، لكن الترشح كان أحد الخيارات للدفع في سبيل تنفيذ برنامج ريادي، طموح وممكن، وقراري اليوم بالعزوف عن هذه الانتخابات التي كنت قد عزمت على خوضها عن المقعد الماروني في طرابلس لأسباب أهمها أنني لم أستطع ان أوفق بتحقيق التفاف حول هذه الرغبة والانضواء في لائحة أخوض من خلالها المنافسة الديمقراطية ولظروف أخرى شرحها لا يُجدي الناس نفعاً ولا يفيد…
أحبائي، إن العمل العام وخدمة الناس هو طريق طويل نتابعه هنا أو هناك وفي أي مكان آخر من هذا العالم، نخضع فيه لمشيئة الله وارادته.
الشكر الجزيل لجميع المخلصين الذين شاركوني الحلم بتقديم نموذج جديد في العمل النيابي والوطني. مستسمحاً كل الذين شعروا اليوم انني خذلتهم، يبقى رجاء ووصية، ان تختاروا القادرين لا العاجزين، اختاروا التغييريين لا الدجالين. إياكم ان تسمحوا بخداعكم مجدداً».