طرابلس لبنان - سياسية مستقلة

طلاق بين فرنجية وسليم كرم و«القوات» على الخط

كرم مستقبلاً الوفد «القوّاتي» في منزله في أدما

رحلة النائب والوزير السابق سليم كرم في العمل السياسي اللبناني أخذت أشكالاً مختلفة، وأحياناً متناقضة، منذ بداية تسعينيات القرن الماضي حتى اليوم، علماً ان كرم هو ابن النائب الراحل يوسف كرم وحفيد الرمز الزغرتاوي التاريخي يوسف بك كرم.
فكرم كان قد قاطع انتخابات 1992، وهو كان قبل ذلك من أبرز داعمي العماد ميشال عون خلال سنوات «الحكومة العسكرية» في بعبدا في أواخر الثمانينيات، وصولاً إلى التنسيق معه في منفاه الباريسي. لكن في 1996 عاد كرم للمشاركة في الانتخابات، وقد نسج نوعاً من التفاهم والصداقة مع النائب السابق فتحي يكن، ثم شارك إلى جانب «الجماعة الإسلامية» في انتخابات 1996 ضمن لائحة «الانماء والتغيير» وكان مرشح «الجماعة» عن طرابلس في اللائحة الشيخ فيصل مولوي.
ثم في العام 2000 انضم كرم إلى الرئيس الراحل عمر كرامي والنائبة والوزيرة السابقة نايلة معوض والنائب السابق الراحل سمير فرنجية، في «لائحة الكرامة الوطنية» التي اعتُبرت وقتها تحدياً للنظام الأمني السوري – اللبناني المشترك، ولم يفز منها إلّا كرامي ومعوض.
الدخول إلى البرلمان للمرة الأولى
بعد ذلك، بدأت مسيرة كرم مع النائب والوزير السابق سليمان فرنجية، فتحالفا في انتخابات العام 2009 ونجح كرم للمرة الأولى في دخول المجلس النيابي ممثلاً زغرتا، وبقي فيه حتى العام 2018 (تم التمديد للمجلس في العام 2013)، وقد حلّ مكانه في 2018 النائب ميشال معوض الذي تحالف وقتها مع «التيار الوطني الحر» في مواجهة لائحة «المردة» التي كان كرم أحد أعضائها.
2022: ترشيح كارول دحدح بدلاً من كرم
أما الآن في 2022، وخلال التحضير للانتخابات النيابية، ترشيحاً ولوائح، بدا واضحاً ان الطلاق قد وقع بين كرم وفرنجية، فلقد تم استبداله في «لائحة وحدة الشمال» التي تخوض المعركة في دائرة الشمال الثالثة (زغرتا – الكورة – البترون – بشري) بالمرشحة المهندسة كارول دحدح، وهي تنتمي إلى عائلة يُعتبر قسم منها من المؤيدين التاريخيين لعائلة كرم الزغرتاوية، وقد أثار هذه الاختيار استغراب العارفين في الشأن الزغرتاوي، حتى ان البعض اعتبر ان اختيار مرشح من آل يمين (بسام يمين مثلاً) كان بإمكانه ربما اعطاء أصوات اضافية إلى اللائحة، فيما قد يصعب على دحدح (المحترمة جداً على صعيد سيرتها الشخصية والمهنية) ان تجذب أصواتاً كثيرة اضافية جديدة لللائحة.
الانسحاب
وفي عودة إلى الطلاق الانتخابي – السياسي بين كرم وفرنجية، فلقد دفع ذلك كرم إلى إصدار بيان أعلن فيه انسحابه من المعركة وقد جاء فيه:
«بعد تمنٍ من القاعدة الشعبية، تقدمت بترشيحي إلى الانتخابات النيابية، وقد جرت اتصالات مباشرة من كافة الأفرقاء لعقد تحالف معنا.
ولكننا وجدنا خلال هذه المفاوضات ان هدفهم الوحيد هو الحصول على أصواتنا، وذلك لرفع حاصل لوائحهم بقصد ايصال من يرغبون، وهذا ما لم يعد مقبولاً لدى قواعدنا الشعبية. لذلك قررت سحب ترشحي تماشياً مع المسيرة السياسية الوطنية للعائلة وسنتابع سير العملية الانتخابية، وسنتخذ الموقف المناسب من عملية الاقتراع في حينه، وذلك بناء على قناعتنا الوطنية وتاريخنا النضالي».
زيارة «القوات» لكرم
وما كاد كرم يُعلن انسحابه، عبر بيانه الذي حمل اشارات ودلالات، حتى قام وفد «قواتي» شمالي بزيارة نائب زغرتا السابق في دارته في أدما. وضم الوفد عضو تكتل «الجمهورية القوية» النائب جوزيف اسحق، أمين سر التكتل النائب السابق فادي كرم، المرشح عن المقعد الماروني في دائرة البترون غياث يزبك، المرشحين على لائحة «القوات» في زغرتا: مخايل الدويهي وماغي طوبيا وفؤاد بولس، الأمين المساعد لشؤون المناطق في «القوات» جوزيف أبو جودة، منسق زغرتا سليم المقشر، اضافة إلى رؤساء مراكز وأعضاء من منسقية زغرتا.
بعد اللقاء، تحدث النائب السابق فادي كرم باسم الوفد، وأشار إلى أن «هذه الزيارة إلى بيت عريق تأتي استكمالاً لعدد من الزيارات واللقاءات التي كانت تحصل مع النائب السابق سليم كرم، وقد وُضعت في خلالها أسس لتفاهمات من أجل علاقة مستقبلية بين القوات وكرم».

كارول دحدح: أتفهم غضب الشباب وأنا واحدة منهم

خلال احتفال اعلان تيار المردة أسماء مرشحيه في الشمال، ألقت المرشحة عن المقعد الماروني في قضاء زغرتا المهندسة كارول دحدح كلمة قالت فيها: «كثر قد لا يعرفون كارول ادمون دحدح، ولكن أنا منكم، أنا ابنة عائلة متواضعة، رأسمالي إيماني بألله ومحبة الناس، أنا أم، مهندسة وأستاذة جامعية، أتعامل يومياً مع شباب بعمر ابني، وارى بعيونهم القلق وعدم الاستقرار».
وتابعت: «اتفهم غضب الشباب، صرختهم، قلقهم وخوفهم، أنا واحدة منهم وهذا الغضب كبر وازداد عندما حصل انفجار 4 آب».
ولفتت الى «ان هناك كثراً يسألون عن ترشحها على لائحة تيار سياسي طالما لديها كل هذا الغضب، مضيفة ان جوابها بسيط وهو ان اليأس الذي نعيشه يجب الا يمنعنا من التفكير الصحيح».
وقالت : «عندما شخص متل سليمان فرنجيه يتابع شؤون الناس ويستمع لصرختهم يقول لي نحن نريد اناساً مثلك معنا لنتمكن سوية من بناء وطن افضل، عندها تأكدت انه سمع جيداً وجع وهمّ ناسه واهله وقرر التغيير واختيار شخص من خارج الاطار الحزبي والسياسي التقليدي كي يمثلهم. هذه الخطوة، هي خطوة قائد يستحق محبة الناس، وهكذا تكون بداية الطريق، اليوم معي وغداً مع غيري».

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.