طرابلس لبنان - سياسية مستقلة

وليد صبحة وسليم النمل: الصحافة المجبولة بالعصامية

في أسبوع واحد، خسرت «جريدة التمدن» زميلين عزيزين، كانا لسنوات عديدة من المساهمين، بشغفٍ وتفانٍ ومثابرة، في نجاح المسيرة الصحافية لجريدة أرادت ان تحافظ دائماً على استقلاليتها وعلى مهمتها كصحيفة محلية طرابلسية وشمالية، ترفع الصوت مطالبةً بإنصاف هذه المنطقة. وقد لعب الراحلان دوراً هاماً في رحلة البحث الدائم عن القضايا التي تهمّ الناس، لتسليط الضوء على حاجاتهم. وإضافة إلى عملهما الصحافي خارج المكاتب، كان لهما دور في انتظام العمل الأرشيفي والعلاقة مع المشتركين وفي انسيابية الصدور المواظب عبر تذليل العقبات التي تواجهها أي صحيفة، لضمان الاستمرارية والانتشار.
واليوم، وبعدما فقدنا الزميل صبحة (الذي أسس بنجاح صحيفته «الفدى» التي أصدرها بجهد وكفاح)، والزميل النمل الذي تابع نشاطه الصحافي عبر المنصات الإعلامية الالكترونية، مراسلاً ومحققاً، نتذكر في هذين الرجلين عصاميتهما، ونضالهما الذي لم يتوقف يوماً، من أجل النجاح في مهنة اختاراها حبّاً وعطاءً وسعياً إلى نشر المعرفة والمعلومة، كلٌّ منهما على طريقته وعبر الوسائل التي أتقنها.
وما يجمع بين الرجلين أيضاً انهما قد رحلا وهما في ريعان الشباب، وهذا ما يؤلم ويُدمي القلب، وقد تركا ذكرى عطرة ومحبين كثراً قدّروا فيهما ميزاتهما الشخصية، من جهة، والمهنية، من جهة أخرى.
رحم الله وليد صبحة وسليم النمل، وصبّر الله سبحانه ذويهما وأصدقاءهما وكل من عرفهما وأحبّهما وقدّر فيهما النبل والشجاعة والإصرار والبحث الدائم عما يفيد الناس ويصلح أوضاعهم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.