مجلة «منارات ثقافية» دورية جديدة تصدر في عاصمة الشمال باللغتين العربية والفرنسية
تشهد مدينة طرابلس «عاصمة لبنان الشمالي»، حراكاً ثقافياً خلال السنوات القليلة الماضية. ويتمثّل ذلك في الكتب والمجلات الكثيرة، التي تصدر عن دور نشر ومؤسسات ثقافية في «مدينة العلم والعلماء»، أي طرابلس الفيحاء.
ولعل من أبرز ملامح هذا الحراك الثقافي، صدور دورية جديدة، مميزة حقاً هي «منارات ثقافية». والمجلة، أو الكتاب، عبارة عن سلسلة من البحوث الأكاديمية في العلوم الإنسانية والإجتماعية.
وتصدر على شكل كتاب (24×17 سم)، تتضمن بحوثاً ودراسات باللغتين العربية والفرنسية، على ان تُضاف البحوث باللغة الإنكليزية في وقت لا حق.
وصدر العدد الثاني من الكتاب – المجلة لشهر نيسان/ أبريل2017، في أكثر من 300 صفحة.
وطلبت إدارة صحيفة «التمدن»، من كاتب هذه السطور، أن يُعرّف قراء عددها السنوي بـ «منارات ثقافية» على ألا يتجاوز المقال 500 كلمة.
واللاّفت، تصدر «منارات ثقافية»، في هذا الوقت بالذات، بحيث يشهد لبنان، والوطن العربي بالذات، وكذلك كثير من بلدان العالم، تراجعاً في شراء الكتب والمجلات والصحف، وبالتالي، تراجعاً قوياً في القراءة والمطالعة، وخاصة من قبل الجيل الجديد.
ويبدو ان المجموعة، المسؤولة والداعمة للمجلة، متفائلة، على الرغم من التحدي الكبير في تراجع نشر المجلات، وإقفال بعضها…
وفي هذا السياق، قال أحد مديري المجلة، د. مصطفى الحلوة، بعد صدور العدد (الكتاب) الأول: »إصدار مجلة ثقافية أكاديمية، تهتم بالشأن البحثي، ليس بالخيار السهل، في هذا الزمن، الذي يشهد كساداً فكرياً، وتراجعاً مطرداً للكتاب. والمجموعة، التي شكلت هذه المجلة، آثرت إتخاذ هذا القرار، غير آبهة بالمعوقات، التي قد تعترض طريقها».
تُعتبر مجلة «منارات ثقافية» دورية لبنانية – عربية – دولية الطابع. فهي تصدر عن مؤسسة «جروس برس ناشرون»، بالتعاون مع «مركز الصفدي الثقافي»، في طرابلس. ويرأس تحريرها د. جان جبور ـ المدير السابق لكلية الآداب والعلوم الإنسانية في الجامعة اللبنانية في طرابلس. وللمجلة مديرا تحرير هما: د. مصطفى الحلوة ود. جان توما. وللمجلة هيئة إستشارية تضم 13 عضواً منهم 4 من لبنان، وعضو واحد لكل من: سوريا، العراق، فلسطين، الجزائر، المغرب، فرنسا (عربي)، المانيا (عربي)، استراليا (عربي)، وكندا (عربي).
المحتويات: بحوث بالعربية وبالفرنسية
تضم المحتويات في العدد الثاني لشهر نيسان 2017 ستة بحوث باللغة العربية. ويضم ملف العدد الكبير بعنوان «الترجمة أداة التواصل ووسيلة لنقل المعرفة»، يبدأ بالصفحة 129 وينتهي بالصفحة 260، يضم 9 بحوث (منها 6 بالعربية)، و 3 بالفرنسية). وأما في اللغة الفرنسية، فهناك بحثان إثنان.
وفي كلمة رئيس التحرير، يبدو انه متفائل بردود الفعل على الكتاب الأول. وقال: «تخطو منارات ثقافية خطواتها الثانية (نيسان 2017) بثقة أكبر، معتمدة عل ما لاقته من تشجيع القراء وتعاون الباحثين، الذين لم يتأخروا عن تزويدنا بأبحاثهم». (ص3).
الترجمة ضرورة للإنفتاح والتطور
ويضيف: بالنسبة لملف الترجمة، إرتأت هيئة التحرير ان تعالج هذا الملف، منذ الإنطلاقة الأولى، »لأن الترجمة أصبحت، في العصر الحديث، ضرورة ماسة للإنفتاح والتطور، من أجل سد الفجوة المعرفية، التي نعاني منها، ولتحقيق «مجتمع المعرفة»، توصلاً للتنمية الثقافية والعلمية والحضارية. وهذا، العدد الثاني، يعطي إذاً صورة أوضح عن المسار الذي تعتمده هذه السلسلة البحثية (ص3).
توظيف بحوث الباحثين الشباب للنهوض بالمجتمع
وينهي د. جبور كلمته بالقول: «يَهّمنا ان نشير إلى ان «منارات ثقافية»، وبقدر سعيها لإستقطاب الأقلام المشهود لها بالكفاءة، تتجه لإحتضان وإستيعاب الكفاءات الواعدة، من الباحثين من الشباب، وتوفير الظروف المناسبة لهم، لإبراز طاقاتهم وتوظيف أبحاثهم من أجل زيادة درجة الوعي، والبحث عن سُبل تجاوز التحديات والنهوض بمجتمعاتنا» (ص3).
وفي الختام، يُحسن بنا أن نقول، إن الاستثمار في الثقافة، مثل إصدار مجلة «منارات ثقافية»، يُعتبر أفضل أنواع الإستثمارات، لأن الإستثمار في الثقافة الشاملة هو بحق إستثمار في بناء الإنسان المثقف وتطويره، لمواجهة التحديات والأزمات التي تواجهه.
وبالإيجاز، فإن إسم «منارات ثقافية» تعني انها منارة (مكان أو برج أو موضع، يشع نوراً ليرشد الملاحين، وسائر البشر، إلى شاطىء الأمان).
وأما بالنسبة لطرابلس، «مدينة العلم والعلماء»، فإن «منارات ثقافية» مبادرة ايجابية لإسترداد طرابلس لدورها الثقافي، وبالتالي لكي تصبح «مدينة العلم والعلماء» والثقافة حقاً.