نائب رئيس مؤسسة الوليد بن طلال الإنسانية معالي الوزيرة السابقة ليلى الصلح حمادة تفتتح قسم الأشعة في مستشفى جمعية الخدمات الإجتماعية

افتتحت نائب رئيس مؤسسة الوليد بن طلال الإنسانية معالي الوزيرة السابقة ليلى الصلح حمادة قسم الأشعة في مستشفى جمعية الخدمات الإجتماعية بحضور سماحة مفتي طرابلس والشمال الدكتور مالك الشعار ومعالي الوزير السابق سمير الجسر وممثلي كل من: دولة الرئيس نجيب ميقاتي، معالي الوزير محمد كبارة، غبطة المطران افرام كرياكوس، معالي الوزير محمد الصفدي، معالي الوزير فيصل كرامي، معالي الوزير أشرف ريفي، كما حضر نقيب الأطباء الدكتورعمر عياش وممثل الطبابة العسكرية العقيد هالة شهال، بالإضافة إلى أعضاء الهيئتين الإدارية والعامة لجمعية الخدمات الاجتماعية ورئيسة وأعضاء لجنة المساندة النسائية. استهل حفل الافتتاح بكلمة لرئيس الجمعية الدكتور مصطفى الحلوة الذي رحّب بالحضور الكريم وبمعالي الوزيرة السابقة السيدة ليلى الصلح حمادة والشخصيات المشاركة، وقال : إنّ هذا المستشفى هو ثمرة جهد وعطاء بنّاء من جميع الذين تعاقبوا على حمل مسؤولية تقدم هذه الجمعية التي باتت تشكل معلماً حضارياً متقدماً في طرابلس وفي لبنان منذ العام 1951 وهي تضم حوالي 300 مريض ومقيم وحوالي 200 موظف من جميع المناطق اللبنانية دون استثناء ودون النظر لهويته ودينه ومذهبه شاكرين الله أنّ المرض والعجز والشيخوخة والصحة ليس لها دين أو مذهب وباتت المستشفى على صورة لبناننا الذي نطمح اليه بتنوعه المحبب، مؤكداً بقوله: أنّ طموحاتنا كبيرة معكم داعياً الى مشاركة الجمعية بمشكلة مزمنة ترزح تحت عبئها منذ العام 2001 أي منذ 16 سنة والمستشفى تشكو من السقف المالي مع وزارة الصحة العامة التي نقدر أهميتها والمبالغ المرصدة غير الكافية لتغطية عدد مرضاها واتباع سياسة التجاوز للعدد ونتيجة لذلك تراكمت ديون المستشفى حتى تاريخه وبلغت 7،5 مليار ليرة وهي الحالة الفريدة، مشيراً إلى أنه في العام 2014 بدل رفع السقف المالي خفّضت قيمته الى النصف ولم تعالج مشكلة 114 مريضاً في حينه نتحمل مسؤولياتهم حيث كان المبدأ المعمول به «من له يعطى ويزاد ومن ليس له يؤخذ منه». واستطرد قائلا: لقد عولجت مشاكل ديون معظم المستشفيات ولم يصرف أي مبلغ لهذه المستشفى ولم تزل مشكلة المرضى بدون تغطية، آملاً أن تحل هذه الأزمة غير المبررة في عهد هذه الحكومة العتيدة والوزارة الواعدة بدعم من وزير الصحة العامة دولة الرئيس غسان حاصباني الذي يبدي كل تعاون وتتضافر كل الجهود المخلصة لإنقاذ هذا الصرح الخدماتي والرعائي الذي يعتبر من تراث طرابلس ولبنان الحضارة. مؤكدا أنّ الحل على مستويين:
1- رفع السقف المالي لتغطية جميع المرضى المقيمين.
2- دفع مستحقات المستشفى المتراكمة على مدى سنوات.
وختم د. حلوة بقوله: «عذراً اننا نطلق هذه الصرخة في هذه المناسبة العزيزة لأنكم أهل لمشاركتنا هذه المسؤولية مع المخلصين الذين يساعدوننا في حل هذه المشكلة لأن الوضع الإقتصادي الضاغط لا يرحم، وبخاصة تزايد الطلب على المستشفى»، شاكراً باسم الهيئة العامة والهيئة الإدارية والإدارة ولجنة المساندة النسائية وجميع العاملين والمقيمين وأهاليهم الوزيرة ليلى الصلح حمادة المرأة الأولى لبنانياً من بين أقوى مئة امرأة عربية، كما توجه بالشكر لساعي الخير العميد فؤاد حسين آغا وجميع الاخوة والحضور المميز.
وأكد أن الشكر الخاص هو من أهل هذه المدينة الصابرة طرابلس، مدينة الإعتدال والعيش المشترك، مردداً:«خير الناس أنفعهم للناس».
أمّا سماحة مفتي طرابلس والشمال الشيخ الدكتور مالك الشعار فقد أثنى على الجهود التي تبذلها الوزيرة ليلى الصلح، اليد المعطاء لمؤسسة الوليد بن طلال الإنسانية، داعياً للوزيرة بالخير ومباركاً فعلها للخير على مساحة الوطن. وقد رفض سماحته تهمة العنصرية التي توصف بها مدينة طرابلس بقوله «إنّنا لسنا أمّة عنصرية بل أمّة تحتضن العالم». وهذه هي هدية طرابلس مدينة الإنتماء الوطني مردفاً بأنه يعلم يقيناً أنّ شريحة تتطاول على القانون، لم نقابلهم بمثل فعلتهم، لأننا أبناء فكر وثقافة وحضارة.
وقد أثنى سماحته على مستشفى جمعية الخدمات الإجتماعية، مؤكداّ أنّها من أعرق مؤسسات هذه المدينة والشمال مع المستشفى الإسلامي الذي نعرفه جميعا. وقد توجّه سماحته الى المشرفين على هذه المستشفى مؤكداً، «أنّ الطريق طويل والصعاب كثيرة، لكنّ الهمّة أقوى والعزيمة لن تلين، جازما بقوله «نُحصّل كلّ ما لهذه المؤسسة من ديون عند الدولة وسنبادر بخطواتٍ حتى نصل الى حقوقنا». معتبراً هذه المؤسسة صمام أمن وأمان في مدينتنا لكّلِ محتاج أو مريض أو من أضعفته ظروف الحياة في صحته وعافيته.
مثنياً في ختام كلمته على الوزيرة الصلح متوجهاً بالتحيّة للأمير الوليد بن طلال ولمؤسسته. وقد قدم الدكتور أمين جمالي الوزيرة الصلح مرحباً بها بقوله: كأني بالسيدة ليلى الصلح تقول لأصحاب القرار في الجمهورية المنهوبة منذ عقود، «ما هكذا تورد الإبل يا سادة» تقول: بفضلكم لبس اللبنانيون لباس العوز، كانوا شعباً فصاروا شعوبا، وغدا الناس جمهرةً تتفرج على مسرح سُريالي يعجب المهرجين، مسرحٌ للكوميديا السوداء، كان على السيّدة الصلح أن تردَ لتقول : «أنا لا أسألك ما دينك ما معتقدك، أنا أسألك ممّا تتألّم». هلالٌ، صليبٌ حوزةٌ لا فرق، قرأت فيما قرأت مستبشرةً بقول محمّد عليه الصلاة والسلام، «رأيت أقواماً من أمتي يمرون على الصراط كالبرق الخاطف، لا هم بشهداء ولا صدّيقين، إنهم أقوام تقضي على أيديهم حوائج الناس». جاءت البشارة وبان طريق الملكوت، فأهلاً وسهلاً بكِ يا سيّدة العطاء.
أمّا معالي الوزيرة ليلى الصلح حمادة فقد شددّت على أنّ زيارتها هي بصدد تدشين مشروع حيوي نأمل أن يَفيد منه أصحاب الحاجة، وما أكثرهم في هذه الأيام، وما أكبر الحاجة.
ولو أن كل مسلمٍ أدّى فريضته الدينية وليس فريضته الانتخابية، «لكنّا خير أمّة أخرجت للناس». وأردفت بقولها: اليوم أيضاً أعود الى الفيحاء عاصمة التراث والتاريخ، مدينة الأولياء والصالحين، فرأيت الأمّة أُمّتين، أمّة أغنياء وأمّة فقراء، ومن هذه العنصرية الطبقية ولدت أمّة التطرف.
باب التبانة وابنها فقير لبنان الأول، يعيش في شقاء، أفقروه ليستغلوه، حتى بات يدق الأبواب وفي الآخر شَهَرَ السلاح. أين الزعماء وأين المال الموعود؟ هل تبخر في الجيوب، أم ضاع في عتمة ليالي الشمال الظلماء.
أيّها المعوّق مرضك يفيض به القلب ولكن عوزكَ يزيد نقمة شعب، وبهذا الإهمال الطبقي، استمرت أُمّة التطرف، الى ما هناك من يرحم في الأرض، وسيرحمه من في السماء.
جمعية الخدمات نذرت نفسها من أجل هؤلاء الذين خالفتهم الظروف فخانهم العقل والجسد، فعملت وتوازنت لتكون عوناً للعباد لا للإستعباد. هنا تكمن حقيقة طرابلس في مؤسساتها الإنسانية وليس في بيوت زعمائها. وختمت بقراءة الفاتحة عن روح طيبة الذكر السيدة بشرى ملك رحمها الله.
وكانت الوزيرة الصلح قد جالت مع الشخصيات والحضور على أرجاء المستشفى بعد قصّ شريط الإفتتاح.