طرابلس لبنان - سياسية مستقلة

التطور التاريخي لمرفأ طرابلس بين عامي 364 ق.م و 2018

إحدى البواخر الراسية في المرفأ

قصة مرفأ

عُرفت مدينة طرابلس منذ القدم بموقعها الجغرافي المميز كصلة وصل بين الشاطىء الشرقي للبحر المتوسط والدول العربية والخليجية من جهة والأوروبية من جهة أخرى، مما جعلها مركزاً تجارياً مهماً على مستوى المنطقة وملتقى للقوافل التجارية البرية والبحرية بسبب مينائها الواقع على الحوض الشرقي للبحر المتوسط.

دول وشعوب إستخدمته

واستفاد من مرفأ طرابلس وإستغله العديد من الدول والشعوب التي توالت على إحتلال المنطقة:

– ففي سنة 364 ق.م. إستعمل القائد الروماني «بوجيوس» ميناء طرابلس لبناء السفن الحربية من أخشاب لبنان،

وكان هدفاً للصليبيين،

وللفتوحات الإسلامية في «عهد بني أمية» الذين إتخذوا منه قاعدة لأساطيلهم البحرية،

ومن ثم «العباسيين» «والطولونيين» و«الفاطميين» و«العثمانيين» و«الفرنسيين».

الذين اعتبروا جميعاً هذا المرفأ هدفاً أساسياً لكسب المعارك، كما أن موقعه الطبيعي شكل بحد ذاته ملجأ آمناً للسفن أثناء هبوب الرياح والعواصف والأمواج العاتية، وقد أنشأ الفينيقيون حائطاً لحماية السفن فيه.

عام 1952 بدأ التطوير على «ان لا ينافس» مرفأ بيروت

بدأ العمل في العام 1952 على تطوير مرفأ طرابلس، ضمن الحدود التي «لا تؤهله» لمنافسة ميناء بيروت، حيث تم تلزيم شركة إيطالية:

– بناء الأرصفة،

– وتعميق الحوض حتى 7 أمتار،

– وتشييد المنشآت البرية والبحرية.

– وقد بلغ حجم البضائع المستوردة في تلك السنة 100 ألف طن.

في 1959 مؤسسة عامة بإستقلال مالي

وفي العام 1959 أصبح المرفأ «مؤسسة عامة» قائمة بذاتها، تتمتع بإستقلال مالي وإداري، وقد صدر مرسوم حكومي برقم 43 تاريخ 1/4/1959 سمي بمرسوم إنشاء «مصلحة استثمار مرفأ طرابلس».

 ومنذ تلك الفترة أصبح مركزاً اقتصادياً مميزاً للمدينة حتى إندلاع الحرب الأهلية اللبنانية.

1975 بداية التراجع

ففي العام 1975 حيث تراجعت الحركة فيه بنسبة عالية جداً، وقُصفت بالمدافع الكثير من منشآته وأرصفته والسفن الراسية فيه، فغرق العديد منها.

في 1998 «تطوير» إلى 1001 أمتار

وقد أشارت (إدارة ميناء طرابلس، 2011)  بأنه لم يطرأ على إمكانيات وقدرات وموارد المرفأ أي تعديل سوى في عام 1998، حيث تم البدء بتعميق حوضه حتى 10 أمتار.

في 2002 دراسة لرصيف 600 م.ط و15 متر عمقاً

وفي العام 2002، وُضعت دراسات المرحلة الأولى المتمثلة:

– بإنشاء رصيف جديد بطول 600 متر.

– وعمق 5.15 أمتار.

– وردم مساحة من المسطح المائي الملاصق للمرفأ بمساحة 500 ألف متر مربع.

– وبناء كاسري أمواج رئيسي بطول 1900 متر وثانوي بطول 1300 متر.

في 2005 بداية التنفيذ

وقد وُضعت الدراسات قيد التنفيذ في العام 2004، وباشرت الشركة المتعهدة الأشغال في العام 2005.

وتوقفت في 2006 أمنياً ولمشاكل مع «الصينيين»

إلاّ انه ما لبثت أن توقفت عن العمل في العام 2006.

بسبب وقوع أحداث أمنية.

ومشاكل بين الشركة الصينية من ناحية وإدارة المرفأ والشركة الاستشارية من ناحية أخرى.

في 2010 عاد العمل وأنجز في 2012

ولم يعد العمل بالمشروع إلاّ مع بداية عام 2010، والذي أُنجز بالكامل في كانون الثاني 2012.

المساحة 3 مليون م.م.

والمسطح المائي والأرضي 3 مليون

المساحة الإجمالية لمرفأ طرابلس تبلغ:

– 3 ملايين متر مربع،

– والمسطح المائي على 5.1 مليون متر مربع.

ومسطحه الأرضي على مساحة 5.1 مليون متر مربع،

مؤلفة من:

– قسم منشأ سابقاً بمساحة 300 ألف متر مربع،

– وقسم منشأ حديثاً بمساحة 490 ألف متر مربع بالإضافة إلى مساحات يُعمل على ردمها.

لتوسيع القسم الجديد ليصل إلى 650 ألف متر متربع.

ولبناء «منطقة إقتصادية خاصة» على مساحة 550 ألف متر مربع.

مع إمكانية للتوسع شمالاً من خلال القيام بردم مساحة مائية إضافية تصل إلى 750 ألف متر مربع.

المنشآت والتجهيزات

يحتوي مرفأ طرابلس على البنية التحتية الأساسية التي يمكن أن يُبنى عليها كيان إقتصادي لوجستي عالمي، حيث يتمتع بكافة الإمكانيات والتسهيلات، كالأرصفة والمستودعات والساحات والطرق المعبدة والظهير الخلفي المتميز.

أهمية الموقع الجغرافي

يقع مرفأ طرابلس على خط العرض شمالاً 27-34 درجة وخط الطول شرقاً 5.49-35 درجة، ويمتاز بموقعه الجغرافي المميز على الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، وبقدرته على التواصل عبر الطرق البرية مع الداخل اللبناني والعربي بسهولة، دون أية عوائق جغرافية،

حيث يبعد عن العاصمة بيروت 80 كلم.

وعن الحدود السورية 30 كلم،

وبالتالي يمكن للبضائع القادمة من قارتي أوروبا وأميركا ان تعبر من خلاله إلى سوريا والأردن والعراق ودول الخليج العربي دون أن تعترضها أية مرتفعات جبلية، بفضل ما يمتاز به الطريق البري من إنسياب يمكن للبضائع من خلالها الوصول إلى تلك الدول طيلة أيام السنة بسرعة تفوق قدرات أي مرفأ آخر مطل على شرق البحر المتوسط، من هنا يتبين أن إنعدام المرتفعات والعوائق الجبلية تمثل ميزة تنافسية ونقطة قوة يصبح معها مرفأ طرابلس قادراً على تأمين بضائع الترانزيت إلى الدول العربية.

وهو يحتل موقعاً إستراتيجياً متميزاً بقدراته وإمكانياته العالية على التواصل والإتصال البري لتأمين الترانزيت مع العمق العربي والخليجي خاصة لجهة المسافة التي تفصل بينه وبين المرافىء المنافسة له من جهة، وأهم المدن التي تشكل السوق التجارية للبضائع التي تمر بتلك المرافىء.

مقارنة مع بعض المرافىء المتوسطية

من حيث قياس المسافة بين مرفأ طرابلس وبعض المدن في الداخل العربي ومقارنتها مع بقية مرافىء شرق البحر المتوسط، فهي وفقاً لما يلي:

مرافىء منافسة متوسطية

مرفأ طرابلس يتنافس مع عدد من المرافىء في شرق البحر المتوسط لخدمة سوق عربية وإقليمية لا يقل عدد سكانها عن 80 مليون نسمة تشمل لبنان وسوريا والأردن والعراق ودول الخليج.

ويمكن له أن ينافس أيضاً من موقعه البحري على الحوض الشرقي للبحر المتوسط على مسافات «الحيود» التي تعكس مدى قرب أو بعد المرفأ من خطوط الملاحة الدولية الرئيسية عند مداخل المضائق والقنوات، وتُعد مسافات «الحيود» من العوامل التي تحدد مدى قدرة المرفأ على التنافس، لا سيما في مجال «إعادة الشحن والمسافنة» (Transshipment)، حيث أن مقدار الإنحراف عن خط السير يُعبر عن الكلفة الإضافية التي يتحملها الناقل.

كما ان موقعه الجغرافي يعطيه ميزة تنافسية إضافية من حيث انه محمي طبيعياً من الرياح الغربية التي يصد جزءاً كبيراً منها «رأس الشقعة»   الممتد داخل المياه على بعد 12 كلم من حوض المرفأ والموجود في منطقة شكا، مما يؤهله للعمل على مدار السنة في ظل جميع الظروف.

الأحواض والأرصفة

في مرفأ طرابلس حوضان،

– الحوض القديم، ويتكون من رصيف بطول 900 متر على شكل (ج) تتراوح الأعماق فيه بين 8 حتى 10 أمتار، غير قابلة للزيادة بسبب إنشاء الرصيف على مستوى تلك الأعماق.

مخصص لبواخر حملوتها 25 ألف طن ولبضائع محددة

وهذا الرصيف يتسع لثمانية مراسي سفن، ومخصص لاستقبال البضائع العامة حتى 25 ألف طن كالحديد والأخشاب والركاب وسفن الدحرجة والصب الجاف خاصة والأسمدة الزراعية والكيميائية والفحم الحجري.

وهذا الرصيف غير قابل للتطوير أو التوسيع في المستقبل، كما أن منطقته الخلفية التي تتكون من  300 ألف متر مربع تعتبر محدودة ضمن هذه المساحة، مما يشكل نقطة ضعف أمام حاجات الحوض القديم وقدراته على إستقبال سفن البضائع العامة في المستقبل.

الحوض الثاني

أما الحوض الثاني، فيتكون من:

– رصيف بطول 600 متر.

– وبعمق 2.15 متر.

– وقابل للزيادة ليصل إلى 1200 متر. مما يؤهله لإستقبال السفن الكبيرة من «الجيل السادس».

– والرصيف الجديد مخصص لخدمة سفن الحاويات على مساحة 400 متر وسفن «الصب الجاف» خاصة الحبوب والفحم الحجري على مساحة 200 متر.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.