رئيسة «اللجنة الاجتماعية» رشا سنكري و«جمعية الخدمات الاجتماعية» ينجحان في إقناع وإيواء مسنّ بعد سنواتِ رفضٍ قضاها على الرصيف

بمتابعة حثيثة من رئيسة «اللجنة الاجتماعية وذوي الاحتياجات الخاصة» الزميلة رشا سنكري، وافقت «جمعية الخدمات الاجتماعية» (مأوى العجزة) على إيواء المسن (أحمد.م) الذي قضى سنوات من عمره مفترشاً الأرصفة والطرقات في طرابلس رافضاً أي محاولة إيواء من قبل أنسباء أو من جمعية الخدمات.
سنكري
وأوضحت عضو المجلس البلدي المحامية رشا سنكري «أن متابعة قضية أحمد استمرت على مدار سنة، إذ لم يكن لدى الجمعية أسرّة فارغة على نفقة وزارتي الصحة العامة والشؤون الاجتماعية والوضع المالي للجمعية لا يساعد في هذا المجال لذا إعتذرت مني حينها لصعوبات مادية في إيوائه».
أضافت: «بعد متابعة حثيثة مع عائلة أحمد حيث أكدوا لي انه يرفض النوم في البيت بسبب حالته النفسية.
كما تابعت قضيته مع وزارة الشؤون في بيروت فتبين أن لديها ملفاً له وهو يحمل بطاقة إعاقة وقد كان يتعالج في أحد مستشفيات جبل لبنان لكنه غادرها وحاولت إعادته إلى هناك مع وزارة الصحة ولكن… وتم فحصه من قبل «جمعية أم النور» للتأكد إن كان مدمناً على الكحول أو غيره فكانت النتيجة جيدة إذ ان جسمه خالياً من أي منها:
بعد كل هذه المتابعة لقضيته لمدة سنة أنا جد سعيدة لأنه صار يلقى عناية وإهتمام جمعية الخدمات».
أدعو لدعم «جمعية الخدمات»
وقالت: «إنطلاقاً من مبدأ التكافل الاجتماعي ندعو المجتمع الطرابلسي إلى تقديم المساعدات لجمعية الخدمات كي تتمكن من تلبية حاجات الإيواء لمن هم بحاجة ماسة إليه».
عطية
مدير «جمعية الخدمات الاجتماعية» سامي عطية قال لـ «التمدن»: «هناك العديد من الأشخاص الذين كانوا يبلغونا عن (أحمد م.)، وقد تابَعَتْ قضيته عضو مجلس بلدية طرابلس رشا سنكري، وهو كان في الماضي يعاني من الإدمان، ولا يتوفر في مركز الجمعية قسم لمعالجة المدمنين. وقد سبق ان قامت الجمعية بتأهيله قبل إرساله إلى مركز لمعالجة الإدمان، لكننا فوجئنا لاحقاً انه عاد إلى الشارع.
مؤخراً قام فريق من مركز الخدمات بإحضاره لمتابعة وضعه».
التمويل كيف؟ ومن أين؟
مدير مركز الجمعية سامي عطية أضاف: «البعض يسأل: لماذا لا نستقبل كل الحالات؟
المستشفى تابع لجمعية خيرية لا تبغي الربح يشرف عليها رئيس وأعضاء متطوعون، ولديها عقود مع الجهات الضامنة، كما افتتحت قسماً خاصاً لتأمين استمرارية عمل المستشفى.
ونحن أمام مشكلة حقيقية نعاني منها وهي ان سقف وزارة الصحة محدود، لا بل تم تقليصه.
وحالياً لدينا حوالي 70 مريضاً متجاوزين سقف الوزارة المالي وهم بلا تغطية.
طاقتنا محدودة،
ونقدم كافة الخدمات من إقامة وعلاج وطعام ولباس لهؤلاء.
والإقامة في مستشفى الجمعية طويلة الأمد نظراً للواقع الصحي والعمر للنزلاء فيها.
وعندما ينتهي السقف المالي نكون أمام مشكلة معقدة ومحرجة.
خاصة ان معظم هؤلاء يعانون من أمراض نفسية ومزمنة، ومسنين.
وإلى جانب ما تقدمه الوزارة نعتمد على تبرعات المحسنين.
أعتقد ان قبول عدد أقل مع الاستمرارية أفضل بكثير مع عدد أكبر بدون استمرارية».
ضرورة التكاتف
أضاف: «طرحنا على أهل الخير التعاون من أجل زيادة القدرة على استقبال المرضى والمسنين.
وهناك حاجة للتكاتف بين المؤسسات الحكومية والمجتمع المدني.
ونطالب وزارتي الصحة والشؤون رفع السقف المالي كي نتمكن من زيادة عدد الأسرَّة».

(أحمد .م)
وقال: «بالنسبة لأحمد .م قمنا بالإجراءات الرسمية والتقينا زوجته وابنه للاطلاع على وضعه وظروفه، وذكرا ان عائلته تحرص على إقامته في البيت لكنه يرفض.
أخذنا على عاتقنا تأمين إقامة له في المستشفى.
وعبر منبر «التمدن» نتوجه طالبين الدعم من الوزارتين المعنيتين اللتين عبرتا عن تقديرهما لدور المستشفى والرغبة باستمرار عملها لتكون في مصاف المستشفيات الأولى في لبنان».
وقال: «المستشفى تشهد عملية التهيئة لدخول «مبدأ تصنيف المستشفيات ومبدأ الاعتماد».
هذه ورشة كبيرة تحتاج لتكاليف كبيرة،
والتصنيف ينعكس إيجاباً على خدمة المريض، إذ نعمل على تقديم الجودة والنوعية وليس الاقتصار على الأعداد».

أقسام المستشفى
وأوضح «أن المستشفى يضم أقسام:
– الأمراض النفسية،
– العقلية،
– المزمنة،
– ويقدم للمرضى ما يلزم من إقامة وعلاج وطعام وملبس،
– ولدينا قسم العلاج الفيزيائي وهو من أهم مراكز الشمال يشرف عليه طبيب اخصائي مع خريجين من «الجامعة اللبنانية».
– ولدينا فريق طبي وتمريضي متكامل.
– وكذلك بالنسبة لقسم الأمراض النفسية فإنه الوحيد، من حيث الحجم، في الشمال».
كم نزيل في المستشفى اليوم؟
وختم عطية: «في المستشفى حالياً:
– 100 مريض على نفقة الوزارة.
– و63 مريضاً في قسم الأمراض النفسية متجاوزين سقف الوزارة.
– وهذه الأعداد متحركة دائماً».
(أحمد.م)
«التمدن» حاولت التحدث إلى (أحمد.م) لكنه رفض ذلك بتاتاً.