من سخرية القدر ان تتزاحم صور العنف لنيل جائزة أفضل صورة عالمية!!
في الربع الأول من هذا القرن، من سخرية القدر ان تتزاحم صور العنف المأخوذة من حول العالم لنيل الجائزة الدولية لأفضل صورة للعام المنصرم المعروفة بجائزة «وورلد برس فوتو»، التي ستوزع في 21 نيسان في امستردام، بحيث جاءت الترجيحات بأن الصورة المرفقة – مع هذا المقال – من أصل ست صور تمّ إختيارها، لكي تكون المؤهلة للفوز بتلك الجائزة.
نعم وبكل أسف،
بدل التباري بما يظهر جمال الكون وقدرة الله!
فبدلاً من ان يتبارى المصورون حول العالم من خلال صور تُظهر جمال هذا الكون، وقدرة الخالق على ذلك.
6 صور من 73044 صورها 4548 مصوراً
تطالعنا أخبار الوكالات العالمية للأنباء، بأنه من أصل 73044 صورة قُدِّمت للقيمين على هذه الجائزة، التقطها 4548 مصوراً محترفاً وهاوياً من 125 بلداً، تمّ إختيار هذه الصورة مع خمس صور أخرى.
هذه الصورة إلتقطها مصور وكالة «فرانس برس» وتُظهِر متظاهراً في فنزويلا إندلعت فيه النار من جراء مواجهات مع الشرطة.
والجائزة – وإن كانت ليست مهمة قياساً على قيمتها المالية – نقداً 10 آلآف يورو.
مع بعض الكاميرات الحديثة مُصنّعة من قبل شركة «كانون العالمية».
لكنها ذات قيمة معنوية تهم الكثيرين حول العالم من الناحية المعنوية.
وما عدد المشتركين في هذه المسابقة إلاّ دليل واضح على أهميتها تلك.
وإختيار «الصور الفائزة بالجائزة» جاء بعد تصفية أولى أنحصرت بـ 4500 صورة من أصل الصور التي تجاوزت السبعين ألف صورة.
ومن متابعة الصور الخمس الباقية في السباق نحو نيل الجائزة، نجد انها لا تخرج عن صور التقطت في ميادين العنف المستشري حول العالم، وإن بأوجه مختلفة، مثلاً:
– صورة تُظهر جثثاً غارقة للاجئين من «الروهينغا» هرباً من التنكيل بهم من قبل البوذيين.
– صورة لضحية قُتلت على يد جماعة «بوكو حرام» النيجيرية.
– صورة لأحد المارة يواسي إمرأة جريحة تنازع الموت بعد الهجوم الذي وقع على جسر «ويستمنستر» في لندن.
– صورتان للاضطرابات في فنزويلا.
فمن خلال هذا الكم من الصور الـ 73 ألفاً الملتقطة حول العالم، إنحصر السباق إلى نيل الجائزة الدولية، بست صور منها، وهي تُجسِد العنف المستشري في الدنيا.
ولكن ألا يُعتبر هذا مؤشراً خطراً، على العالم التنبُّه من هذه الظاهرة الخطرة – خاصة الأمم المتحدة – والسعي لمعالجة الأسباب الكامنة وراء هذا العنف، منعاً لتفاقم هذه الظاهرة حول العالم!
سؤال نطرحه من الوجع الذي نعيشه في العالم العربي، بسبب ما يحصل في سوريا والعراق واليمن وليبيا وحتى السودان، أي ما يقارب ربع العالم العربي، بالإضافة إلى ما يحصل في بعض البلدان حول العالم.
العنف لا يجر سوى العنف والدم يجر الدم، وتجارب التاريخ تؤكد بأن غالبية الأزمات الدولية لم يتوصل العنف إلى حلّها، بل التفاوض المباشر وغير المباشر هو الذي أدخلها مرحلة «الحل».
لهذه الأسباب نُبدي أسفنا لما انتهت إليه «تصفيات دولية»، حول الفوز بجائزة، وإن كانت تتعلق بأفضل صورة إلتقطت حول العالم، كونها تستبطن مفاهيم العنف والقوة والهمجية والمجابهة بين الأقوياء – في السلطة أم في المنظمات الإرهابية بكل أشكالها – والضعفاء من غالبية سكان هذا العالم، حيث تتفرج الأسرة الدولية على الانتهاكات دون المبادرة إلى وضع حد لهذا العنف المستشري حول العالم.
لكن ليسمحوا لنا بأن نوجه أصابع الاتهام إلى الدول التي – شئنا أم أبينا – تملك مفاتيح الحل والربط لأي مشكلة حول العالم، لنقول لها ان تصرفاتك تَرْشَحُ منها خفايا مؤامرات – إن لم تكن من صنع أجهزتك – فأنت توافقين عليها ضمناً، لتمرير قضايا تتعلق بمصالحك حول العالم.
كفى متاجرة بالإنسان، الذي أوجده الخالق على هذه الأرض على صورته ومثاله، لأنكم وإن كنتم لا تبالون بالعدالة الأرضية، فسوف تُدينكم العدالة الإلهية، بسبب تلك الجرائم المرتكبة ذات الطابع الدولي.
آملين في ختام هذه المقالة، أن تكون جوائز السنة القادمة محصورة بصور تُجسِّد مناظر الجمال والسلام والمحبة – وما أكثرها – وكل ما خلقه الله ووضعه بتصرف الإنسان على هذه الأرض.