جامعة «العزم» تطلق «الكتاب الأبيض»: خطة إنمائية اقتصادية لطرابلس
برعاية الرئيس نجيب ميقاتي وبحضورٍ رئيس غرفة طرابلس ولبنان الشمالي توفيق دبوسي وفاعليات طرابلسية وشمالية ورؤساء واعضاء مجالس بلدية وهيئات وتجمعات إقتصادية وناشطين في المجالات الأهلية والمدنية وأكاديميين وناشطين وحشد من المهتمين بقضايا الانماء والنهوض الإقتصادي والتقدم الإجتماعي، شهدت غرفة طرابلس ولبنان الشمالي انعقاد ندوة تمحورت حول مضامين «الكتاب الأبيض / أو الخطة الإنمائية الإقتصادية لمدينة طرابلس»، الذي اعدته «جامعة العزم» بالتعاون مع مجموعة من الباحثين بإشراف الدكتور عامر فيض الله وهو يتضمن نواة جامعة للخطة الإنمائية والإستثمارية لطرابلس ويوثق الدراسات الأولية التي تطلبها الجهات المانحة من دول ومنظمات وصناديق لتمويل مشاريع المدينة على شكل هبات او قروض ميسرة لآجال طويلة وبفوائد متدنية».
البداية كانت مع النشيد الوطني اللبناني وعرض للفيلم الوثائقي المتعلق بمبادرة «طرابلس عاصمة لبنان الإقتصادية».
دبوسي
اما كلمة إفتتاح الندوة فكانت لرئيس غرفة طرابلس ولبنان الشمالي توفيق دبوسي فإستهلها بالترحيب بالرئيس نجيب ميقاتي وبالشخصيات السياسية والإدارية والثقافية والإقتصادية والإجتماعية مؤكدا أنه يرحب بهم جميعا في غرفة طرابلس ولبنان الشمالي التي هي منهم واليهم».
وقال: «إن مدينة طرابلس تمتلك قدرات بشرية كبيرة وخيرة رجالاتها الرئيس نجيب ميقاتي الذي يرعى هذه القدرات ويعد من أعمدة الإنماء في عاصمة الشمال. عندما اعددنا مبادرة طرابلس عاصمة اقتصادية اتصلت بالرئيس ميقاتي واطلعته عليها فقال لي: ان هذه المبادرة مباركة وانا ادعمها وسآتي الى مقر الغرفة لاعلان هذا الدعم. وبالفعل فإن دولة الرئيس ميقاتي، هذه الشخصية القيادية، الريادية والرحمانية، شرفنا في غرفة التجارة واطلع عليها وبالتأكيد ان مثل هذا المشروع الذي هو بحجم وطن، سيدرجه الرئيس ميقاتي في برنامجه».
وشدد على «ضرورة إبراز مقومات القوة في مدينة طرابلس كونها تحتضن شعبا طموحا مارس العولمة قبل كثيرين من الناس في الدول المحيطة».
وقال: «لبنان يحتاج مقومات طرابلس ومرافقها الاقتصادية وهي جاهزة لتكون عاصمة لبنان الاقتصادية وترفض أن تكون حلقة ضعيفة في التركيبة اللبنانية»، مؤكدا أن «سفراء معظم الدول الكبرى كفرنسا والصين وغيرهم أكدوا أن مدينة طرابلس تستحق أن يكون لها دور ضمن مشروع طريق الحرير العالمي».
فيض الله
ومن ثم كانت للدكتور عامر فيض اللـه مداخلة مفصلة تناول فيها «الكتاب الأبيض»، قائلاً إنّه «يتضمن مرتكزات الخطة الإنمائية الإقتصادية لمدينة طرابلس ويقف على واقع المدينة وحاجاتها.
وتتناول هذه الخطة قطاعات البنى التحتية وقطاع النقل العام والطرق وقطاع مياه الشرب والكهرباء والنفايات والاتصالات والصرف الصحي.
وفي موضوع التنمية البشرية المستدامة تناول الكتاب قطاع التربية والصحة العامة وقطاع المهن الحرة.
وفي مجال التنمية الاقتصادية المستدامة حدد كيفية دعم قطاع الصناعات المتوسطة وقطاع الصيد البحري وقطاع السياحة. وركز الكتاب على كيفية الاهتمام بالمرافق الاقتصادية الكبرى: المرفأ والمعرض والمنطقة الاقتصادية الخاصة وسكة القطار ومصفاة النفط ومطار رينيه معوض. وهذه الخطة تشكِّل المحور الأساسي للكتاب وسنتابع تطوير كافة المشاريع الإنمائية ليتعزز دور ومكانة طرابلس في عملية الإنماء والنمو والنهوض الإقتصادي الشامل».
ميقاتي
إستهل الرئيس ميقاتي كلمته مشيراً الى أنه كتب في مقدمة «الكتاب الأبيض» أن «طرابلس تستحق ومن حقها ان تستعيد مجدها ومكانتها وحضورها وهي مدينة العز والإنفتاح والتسامح والعيش المشترك وهي مدينة العلم والمعرفة والرقي وهي تستحق لانها مدينة الاوادم والوطنيين الشرفاء الذين لم يتخلوا يوما عن مبادئهم.
والكتاب بصراحة وضع لنقول من خلاله ان لا احد بامكانه مصادرة قرارها ونحن قادرون على اثبات وجودنا وهناك فارق بين من يريد ان يخدم طرابلس وان يستخدمها».
وإذ شدد ميقاتي على «أن طرابلس هي غايتنا، وسوانا يعتبرها وسيلة لامور اخرى»، قال: «إن الفيحاء تستحق جزءا مما يصرف في مواقع اخرى والمبالغ المقدرة لتنفيذ المشاريع الانمائية الضرورية لطرابلس لا تتجاوز المبلغ الذي يدفع لسد عجز الكهرباء لسنة».
وشدد على أن «موضوع ادارة النفايات الصلبة هو الهم الاكبر لدينا في طرابلس وهو بند اساسي على برنامج عمل «لائحة العزم»، مؤكدا أنه «في الوقت الذي كان يفترض ان تعبق الفيحاء برائحة زهر الليمون فإننا نشم رائحة النفايات»، لافتا الى أن «الخطة الشاملة التي اعدتها الدكتورة ميرفت الهوز لمعالجة هذه الازمة ستكون مسؤوليتنا جميعا لمتابعتها وتنفيذها».
وقال الرئيس ميقاتي: «نملك جميعا العزم على السير في درب التنمية لنؤمن لأبناء طرابلس والشمال الراحة والرفاهية والبحبوحة وفرص العمل. وفي كل ما نقوم به لن نحيد عن الثابتة الاساسية لدينا وهي أن طرابلس كانت وستبقى متمسكة بالدولة ومؤسساتها، وأن كل محاولات تشويه صورتها لن تغير من قناعات أبناء المدينة من مختلف الشرائح، خصوصا هذه الايام التي يكثر فيها الصخب السياسي والتشويه المتعمد لثنيكم عما عقدتم العزم عليه».
المعايير المتبعة في إعداد الخطة
إنشاء قاعدة معلومات عن الوضع الحالي لمدينة طرابلس في جميع مجالات البنى التحتية والخدماتية والاقتصادية والاجتماعية.
مقارنة الوضع الحالي للبنى التحتية والخدماتية والانمائية مع ما هومتوجب وجوده وفقاً للمعايير الدولية، لكي تُؤدى الخدمات بشكل صحيح وسليم الى أهلها. إن هذه المقارنة من شأنها أن تخرج بسلة مشاريع من شقين:
- برنامج التأهيل العاجل: يتضمن رزمة من المشاريع التأهيلية العاجلة والملحة التي من شأنها أن تجعل البنى التحتية والخدماتية الموجودة حالياً تؤدي الخدمات المناطة بها للمواطن بالشكل الصحيح. يمتد تنفيذ هذه المشاريع خلال سنة من بدء تنفيذ الخطة.
- برنامج تطويري لهذه الخدمات:
- برنامج قصير الامد يتضمن رزمة من المشاريع التطويرية ترفع هذه الخدمات الى المستوى المطلوب حسب المعايير الدولية لتحقيق الحاجات الآنية بما يتناسب مع عدد السكان الحالي. تمتد هذه المرحلة على 5 سنوات.
- برنامج طويل الأمد يتضمن رزمة من المشاريع التطويرية للمدينة، مع الأخذ بعين الاعتبار النمو السكاني لمدة الخمس وعشرين سنة المقبلة. تمتد هذه المرحلة على 10 سنوات.
إن الخطة المقترحة سوف تتطرق لجميع قطاعات البنى التحتية والخدماتية ومجالات التنمية المستدامة التالية:
- البنى التحتية: طرقات ونقل عام – كهرباء – اتصالات – مياه – صرف صحي – جمع ومعالجة النفايات الصلبة.
- التنمية المستدامة: والتي يدخل تحتها التنمية البشرية المستدامة ، والتنمية الاقتصادية المستدامة.
- التنمية البشرية المستدامة: تربية – تعليم – صحة – بناء قدرات
- التنمية الاقتصادية المستدامة: دعم الشركات الصناعية – قطاع الصيد البحري – التنمية السياحية – المرافق الكبرى (المرفأ – المعرض – المنطقة الرقمية – المنطقة الإقتصادية الخاصة – مطار القليعات – سكة القطار – مصفاة طرابلس).
تتلخص الطريقة المعتمدة لإعداد هذه الخطة بالقيام بالمهام التالية:
- إجراء الاحصاءات اللازمة.
- جمع المعلومات من المؤسسات والوزارات بهدف تكوين قاعدة معلومات.
- اعداد خرائط أولية للمشاريع المقترحة.
- تنفيذ دراسات جدوى أولية للمشاريع المقترحة.
- تقييم أولي لكلفة المشاريع المقترحة.
- تصنيف المشاريع ضمن خطة تنفيذ تتضمن البرامج التالية : تأهيل عاجل – تطوير قصير الامد – تطوير طويل الامد.
- إعداد بطاقة تعريف عن كل مشروع، تتضمن المعلومات الاولية بهدف عرضها على الممولين المحليين والدوليين.
الاهداف المرجوة من خلال تنفيذ الخطة الانمائية الاقتصادية المقترحة:
- تحسين مستوى البنى التحتية للمدينة لتتلاءم مع حاجات المواطن الطرابلسي في معيشته اليومية.
- رفع مستوى الخدمات العامة لتجعل المدينة قابلة لاجتذاب واحتضان الاستثمارات الداخلية والخارجية.
- تحسين الواقع التربوي والتعليمي خصوصاً في المناطق الداخلية وذلك للحد من تردي مستوى التعليم، ومعالجة مشكلة التسرب المدرسي، وبناء القدرات للشباب العاطل عن العمل.
- تحسين الوضع الصحي من خلال تأمين الاستشفاء الآمن والمدعوم من قبل الحكومة.
- تحسين معدلات النمو الاقتصادي لايجاد فرص عمل وخصوصاً للفئة الشبابية وذلك من خلال دعم القطاعات الانتاجية، ومن خلال خلق بيئة حاضنة للاستثمارات الداخلية والخارجية.
لأن مدينة طرابلس تستحق
لأن مدينة طرابلس تستحق، ولأنها عاصمة لبنان الثانية، ولأنها كانت وما زالت المدينة التي تتمتع بكل المواصفات والمقاييس وعلى كل المستويات التي تجعل منها عاصمة ثانية مميزة، فهي تتمتع بموقع جيو- استراتيجي على الساحل الشرقي للبحر المتوسط، ولها حضور ثقافي وحضاري في قلب لبنان والعالم العربي والإسلامي، ولها مرفأها المميز المحمي طبيعياً من العواصف العاتية، ولها موقعها المميز الذي يشكل الممر الطبيعي السهل من العمق العربي واليه دون أية عوائق جبلية أو تضاريس صعبة، ولها تنظيمها المدني المميز، بشقيه التاريخي والحديث، حيث أنها تحتفظ حتى الآن بمدينتها التاريخية المتكاملة ولها مداخلها التي تأخذك الى وسطها لتتفرع بعدها الى الاحياء التي تحيط بها بشكل منتظم، فكل حيّ يشكل مدينة مستقلة بكتله السكنية واسواقه التجارية. وكل هذه الاحياء ترتبط بقلب المدينة النابض بالحياة، ولها قلعتها التاريخية الشامخة على تلّتها التي تشرف على قلب المدينة وأحيائها وكأنها تقول: أنا التاريخ والمستقبل لي، فمن ليس له تاريخ فمستقبله تذروه الرياح.
ولأن مدينة طرابلس تستحق، فمن الجدير أن يُرفع عنها الحرمان الانمائي المستمر حتى الآن، فبُناها التحتية تعاني سوء التخطيط وندرة التأهيل والصيانة، ومرافقها الحيوية تعاني الشلل والركود، وإداراتها الرسمية مصابة بالترهل والفساد، وخدماتها الصحية والتربوية الرسمية تشكو الامرّين، ومعرضها الدولي في سُبات عميق، ومرفأ طرابلس المؤهل والمزوّد بتجهيزاته الحديثة يُحرم من العمل.
ولأن مدينة طرابلس تستحق، وينقصها الكثير، فهي ترفض ما يخصص لها من قليل الإنماء والبنى التحتية بشكل عشوائي وغير مدروس، فقد رأينا أن يكون لها خطة إنمائية وتطويرية شاملة تضمن تأهيل مرافقها الخدماتية وبناها التحتية بشكل عاجل وتطوير هذه البنى والمرافق لتلبي حاجات المدينة بشكل لائق على المديين القريب والبعيد، وبما يتناسب مع النمو السكاني المطّرد.
ولأن مدينة طرابلس تستحق، فإننا نرى أن تلعب دورها الجيو استراتيجي الحيوي وتكون حاضنة للاستثمارات المحلية والاقليمية والدولية، فوضَعْنا رؤية استراتيجية جديدة تتماشى مع حاجات الاقتصاد الاقليمي والعالمي، وتجعل منها نقطة جذب محورية لكل الطامحين في تطوير استثماراتهم. كما أن هذه الرؤية تهيئ مدينة طرابلس لتكون منصة انطلاق لتلعب دوراً رئيساً في إعادة اعمار ما خلّفته الحروب الجائرة والعبثية في البلدان العربية الشقيقة المجاورة.
ولأن مدينة طرابلس تستحق، كان هذا الكتاب الابيض الذي يتضمن نواة جامعة لخطتيها الإنمائية والإستثمارية، والذي نأمل أن يكون بإرادة أهلها وتكاتف سياسييها مرشداً لكل ادارات الدولة اللبنانية التي تريد ان تصحح مسار الانماء المتوازن في المدينة فتباشر بتنفيذ ما جاء فيه من مشاريع، كما أن هذا الكتاب سيكون دليلاً أبيض ناصعاً لكل الصناديق الدولية والمستثمرين المحليين والاقليميين والدوليين الذين يطمحون في تأمين استثماراتهم.
نجيب ميقاتي
محتويات الدراسة
- تقديم
- تمهيد
- تعريف بمدينة طرابلس
- البنى التحتية
قطاع الطرق والنقل العام
قطاع مياه الشرب
قطاع الكهرباء
قطاع الاتصالات
قطاع إدارة النفايات الصلبة
قطاع الصرف الصحي
- التنمية البشرية المستدامة
قطاع التربية
قطاع الصحة في طرابلس
قطاعات المهن الحرة
- التنمية الاقتصادية المستدامة
دعم قطاع الصناعات المتوسطة
قطاع الصيد البحري
قطاع السياحة
منشآت عامة
- المرافق الاقتصادية الكبرى:
المرفق الاول : مرفأ طرابلس التجاري
المرفق الثاني: معرض رشيد كرامي الدولي
المرفق الثالث: المنطقة الاقتصادية الخاصة
المرفق الرابع : سكة القطار
المرفق الخامس: مطار رينه معوض
المرفق السادس: مصفاة النفط
- خطة التنفيذ والتمويل


