«مركز الدروس الجامعية في لبنان الشمالي»: 40 سنة من العطاء والتميز

إحتفل «مركز الدروس الجامعية في لبنان الشمالي» (جامعة القديس يوسف) بالعيد الأربعين لإطلاقه في الشمال من مدينة طرابلس تحديداً، وكانت سنوات من التطور والتوسع وقصص نجاح, على مدار أربعة عقود, تحدثت عنها إلى «التمدن» مديرة المركز فاديا علم الجميل.
علم ذكرت «أن الجامعة اليسوعية (القديس يوسف) هي أول جامعة خاصة تفتتح فرعاً في الشمال، كان ذلك في كانون الثاني 1977، في أوائل الحرب اللبنانية، إذ لم يكن باستطاعة الطلاب الشماليين الذهاب إلى الجامعات في بيروت بسبب ظروف الحرب. وبما ان الآباء اليسوعيين يحرصون على التواجد في أماكن يحتاج الناس فيها لوجودهم، ولأنهم لا يقبلون التقوقع في بيروت، لذلك كانوا أول من أسس مراكز جامعية في طرابلس وصيدا وزحلة كي لا يُحرم الطالب من نوعية التعليم وجودته، وكانت البداية مع «مركز الدروس الجامعية في لبنان الشمالي».
كانت البداية في بناية مسكونة في شارع المنلا، وبعد أن هدأت الأوضاع قرروا البقاء في المناطق، وبعدها أقيمت مباني المركز الحالي ودشنت سنة 1995. في طرابلس كان المركز يضم: إدارة الأعمال، الآداب، الحقوق، الهندسة.
الجامعة اليسوعية قاومت الحرب وقطع الطرقات وإنحدار مستوى التعليم وأتاحت الخيارات أمام الطلاب، ويبلغ عمر الجامعة في لبنان 142 سنة».
أضافت: «الاختصاصات المتوفرة حالياً تلبي حاجة سوق العمل، ولذلك نحرص على تخريج يد عاملة تبقى في الشمال، وزيادة عدد الموارد البشرية الكفوءة في طرابلس تحديداً، والاختصاصات هي: إدارة أعمال، علم الحياة والأرض، أدب فرنسي، تربية، وتربية ذوي الحاجات الخاصة.. وكل الخريجين يعملون في القطاعين العام والخاص. ومن يرغب بمتابعة الدراسات العليا يستطيع في بيروت أو الخارج، إذ من عوامل قوة الجامعة أن شهادتها معترف بها في كل العالم، الجامعة لا تؤمن فرص عمل، ولكن من خلال علاقاتنا بالمجتمع المحلي والمؤسسات التي يُجري فيها الطلاب تدريبهم العملي، يسهل عليهم الحصول على عمل بعد التخرج».
وعن الإبقاء على تسميته «مركز الدروس الجامعية» وليس فرع جامعة القديس يوسف قالت: «هذه التسمية تطلق عندما لا تكون كافة الاختصاصات موجودة في الفرع فيسمّى «مركز دروس جامعية»، أي الجامعة تكون «الأم»».
وأوضحت «أن عدد خريجي المركز حوالي ألفين خلال الأربعين سنة الماضية»، موضحة «ان الجامعة كانت الأولى في إنشاء «مكتب خدمة إجتماعية»، إذ عندما يكون الطالب غير قادر على تحمل الأقساط ولديه الرغبة بالالتحاق بالجامعة، عندها يضع المكتب برنامجاً مناسباً له بحسب قدرة أهله على الدفع شهرياً، إذ لا يمكن ان نقف عائقاً أمامه. ندرس طلبه بعد النجاح في إمتحان اللغة، فإذا لم يكن دخله محدداً يطلب الطالب «منحة إجتماعية دون فوائد» يسددها بعد تخرجه وإلتحاقه بسوق العمل، وهكذا يكون قد علّم نفسه بنفسه، وعلّمناه تحمل المسؤولية وهو على مقاعد الدراسة».
أضافت: «كما تقدم الجامعة منح تفوق تقسم إلى نوعين:
الأول، للطالب الذي يحل في المرتبة من الأولى حتى السادسة في لبنان، في شهادة الثانوية العامة، وللطالب في المرتبة من الأولى حتى الثالثة في الشمال.
الثاني لطلاب المدارس التي ترسل أكثر عدد من طلابها إلى المركز بحسب مراتبهم فيها ولدينا منح إمتياز للمتفوقين في الجامعة».
أما عن النشاطات اللاصفية فقالت: «سنوياً تُجرى إنتخابات «مجلس الطلبة»، وهذا المجلس الذي يُنتخب على أساس النسبية وبطريقة ممكننة ترصد له الجامعة مبلغاً من المال يخصص للنشاطات التي يقررها المجلس، ومنها: رحلات، رياضة، موائد طعام…».
وأكدت «ان رئيس الجامعة الأب سليم دكاش اليسوعي منفتح كثيراً ويعرف النمط اللبناني ويدعم المركز كثيراً، وقد أقمنا عدة نشاطات في الذكرى الأربعين للتأسيس، الآباء اليسوعيون هم أول المستشرقين، ولذلك سوف نفتتح «قاعة سابا زريق الثقافية» والتي تضم 2000 عمل عربي (فلسفة، تاريخ، أدب، شعر، قواعد…) ستوضع بتصرف كل من يحتاج إلى مرجع عربي. والهدف من القاعة إعادة تعليم الكتاب وإعادة قيمة اللغة العربية وآدابها، خاصة أننا في مجتمع عربي، وستكون القاعة مكاناً للقاءات والدراسات التي تختص باللغة العربية».
وختمت: «لسنا بصدد إفتتاح كليات جديدة بسبب الوضع السائد. أقمنا مختبراً كلفته 100 ألف دولار. وفي السنة الدراسية المقبلة لدينا العديد من النشاطات الأكاديمية والثقافية».