طرابلس لبنان - سياسية مستقلة

قطاعات ثلاثة في خدمة المواطن التنمية الاجتماعية، الزراعية والتربوية من أسس «مؤسسة الصفدي»

لا يمكن الحديث عن تنمية المواطن بأشكالها كافة من دون التوقف عند «مؤسسة الصفدي» التي وضعت خلال ثلاثين عاما من عملها هذا الهدف نصب عينيها وسعت وتسعى في شكل مستمر إلى تحقيقه عبر القطاعات الثلاثة التي تشكّل صلب وجودها، ألا وهي التنمية الاجتماعية، التنمية الزراعية والتعليم والتدريب متعاونة بذلك مع السلطات والمجتمعات المحلية من جهة والمنظمات الدولية من جهة ثانية .

إن التنمية الإجتماعية لكافة اطياف المجتمع من نساء، رجال، شبان وشابات و أطفال شكّل العنوان الاساسي  لقطاع تشهد مسيرة نشاطاته ومشاريعه وبرامجه الكثيرة والمتنوعة منذ نشأته حتى اليوم على سعيه الدؤوب لتحويل اهدافه واقعاً ملموسا في مجتمع في امسّ الحاجة إليها.

من البيئة وأهمية المحافظة عليها، مرورا بتعزيز ممارسات المواطنة الفعالة، إلى تعزيز القدرات المهنية، الاقتصادية والتنمية الشخصية لمواجهة أي نوع من أنواع النزاعات وصولا إلى تأسيس مركز شبابنا الذي يعنى بفئة الشباب كمرحلة عمرية وسبل تطوير طاقاتها وقدراتها, تمحورت حولها برامج القطاع خلال السنوات العشر الماضية نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: الشرطي البيئي، الحياة أمامنا، بيت المواطن بمرحلتيه الأولى والثانية، فريق شبابنا لكرة القدم الذي يثبت تفوقه يوما تلو الآخر وغيرهما اكثر واكثر من البرامج. منها ما انتهى ومنها ما هو مستمرّ حتى اليوم.

أما المرأة فكانت ولازالت جزءا لا يتجزأ من أهداف القطاع الإجتماعي، إذ في قراءة اولية لعشرات المشاريع والبرامج التي نفّذها وينفّذها القطاع خلال السنوات العديدة الماضية، لا بدّ من ملاحظة المرأة وسبل تمكينها على الأصعدة كافة, سواء الاجتماعية أو الاقتصادية، لما يحققّه ذلك من توازن إجتماعي بين الأجناس وما يساعد المراة على فرض وجودها وتكوين شخصيتها في مجتمع تنكّر لها ولدورها الفعال لفترة زمنية طويلة.

ومن ابرز هذه المشاريع مركز «أكاديمية المرأة» الذي يستقطب النساء والشابات المهمّشات اللواتي يعانين من أوضاع صعبة ويعمل معهن على رفع مستوى قدراتهن المهنية، الإدارية والشخصية من خلال تدريبات متخصصة، ومن خلال ربطهن بسوق العمل.

ومن الأكاديمية ولد «مشغل طارة وخيط» المشغل الحرفي الذي يدرّب سيدات على الحياكة والتطريز واشكال مختلفة من الخياطة يسوّق في الوفت عينه لمنتجات السيدات العاملات لديه بحيث اصبح اسمه متدوالا في هذا المجال.

ومن أحدث البرامج في هذا الإطار، إنطلق العام الماضي مشروع الدعم الاقتصادي للنساء والشابات في المجتمعات اللبنانية المضيفة وتعزيز حمايتهن من انواع العنف كافة بالتعاون مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة.

برهن هذا المشروع على المدى القصير أهمية التمكين الاقتصادي الاجتماعي للنساء اذ أنّ 150 منهن حصلن على فرص تدريب ميداني في القطاع الخاص وعدد منهنّ حصلن على وظائف فيه. بالاضافة الى عدد كبير من النساء والشابات اللواتي بدأن العمل في منازلهن وضمن بيئتهن المحيطة خاصة بعد حصولهن على حقائب للمعدات الاساسية التي قدمها المشروع لكل المتدربات المتخرجات.

أما القطاع الثاني أيّ الزراعي فله سلسلة تطورات هدفت بمجملها إلى تحسين نوعية الحياة في المناطق الريفية من خلال مساعدة المجتمع الزراعي بما في ذلك الفئات المهمشة عبر تعزيز اعتماد التقنيات الزراعية الحديثة وتطبيق المعايير العالمية وكفاءة إستخدام الموارد المتجددة التي تضمن حماية البيئة. ويسعى هذا القطاع إلى بناء وتعزيز القدرات الزراعية للمزارعين وعائلاتهم، وخلق فرص اقتصادية لهم  للحدّ بالتالي من الهجرة من الريف وضمان الجودة في سلاسل الانتاج، كما أنها تمكّن من الوصول إلى الأسواق المحلية والدولية.

وفي سبيل الوصول إلى غايته، أنشأت مؤسسة الصفدي مركزاً للتنمية الزراعية في دير دلوم في منطقة  عكار توفر من خلاله خدمات أساسية للمزارعين والتعاونيات. كذلك المرأة شكلّت جزءا من اهتمامات هذا القطاع تمثلت في ابرز المشاريع الحالية نذكر منها وأحدثها مشروع نساء ناشطات في تنمية الإقتصاد الريفي WARED  وهو من ضمن برنامج افكار ٣ بإدارة مكتب وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية بالتعاون مع  بلدية القبيات وإتحادي بلديات الجومة وجرد القيطع» في عكار. ويهدف هذا البرنامح إلى تعزيز دور المرأة كعنصر فعّال في الإنماء الإقتصادي المتوازن والمستدام في عكار عبر عدد من الدورات التدريبية سواء في مجال الممارسات الزراعية ،هيكلية وإدارة التعاونيات، استخراج المياه والزيوت العطرية، وسبل إنشاء وحدات النباتات العطرية.

التعليم والتدريب من القطاعات البارزة ايضاً التي خرّجت خلال السنوات العديدة عشرات الآلاف من المواطنين في مجالي الّلغة الانكليزية والكمبيوتروالانترنت. تمحورت أبرز أهداف القطاع في محو الأمية المعلوماتية من جهة وتقوية اللغة الإنجليزية ومهارات المحادثة من جهة ثانية من خلال إنشاء في الشمال وتحديدا في عاصمته طرابلس مراكز متخصصة استقطبت اللبنانيين من مختلف الفئات العمرية الراغبين في التطور والتقدّم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.