سارة منقارة: (ETI) التمكين من خلال الدمج
إختيرت من بين «شخصيات فوربس» الـ 30 في مجال العمل الاجتماعي، هي مؤسسة ورئيسة ETI (التمكين من خلال الدمج) والتي تُعنى بالدمج بين المكفوفين وغير المكفوفين، إنها سارة منقارة التي كانت ضيفة «التمدن» في الحوار التالي:
ما الذي أدى إلى فقدانكِ بصركِ في السابعة من العمر؟
– «أنا وأختي نعاني من مرض وراثي يؤدي إلى فقدان البصر بطريقة تدريجية وهذا ما حصل، فلقد خسرت من بصري حتى أصبحت أعدّ مكفوفة قانونياً في السابعة من العمر، من ثم إستمر بصري بالتدني حتى خسرته كلياً».
بماذا تخصصتِ في دراستكِ الجامعية، وهل واجهتِ صعوبات بسبب إعاقتكِ؟
– «لقد تخصصت بالرياضيات والاقتصاد ولطالما أحببت الرياضيات، ولكن عندما بدأت مبادرة الـ Empowerment Through Integration أو الـ ETI أثارت اهتمامي في مجال السياسة العامة فتابعت دراستي العليا في هذا المجال.
بالطبع هناك صعوبات واجهتها خلال دراستي الجامعية بالرغم من وجود قوانين وأنظمة في الولايات المتحدة تحمي ذوي الاحتياجات الخاصة. فالأنظمة والقوانين ليست خالية من الثغرات ولكنها توفر الفرصة للمرء بأن يطالب بحقوقه، ويجب على المواطن معرفة حقوقه كي يتمكن من المطالبة بها والحصول عليها».
كيف نشأت فكرة الــ ETI ومتى؟
– «عندما كنت طالبة في الجامعة بدأت الفكرة كمشروع، بالتعاون مع زميلتي ميساء مراد، بإنشاء مخيمٍ صيفي يجمع أطفالاً مكفوفين مع آخرين مبصرين في عدة نشاطات في لبنان. الهدف من هذه المبادرة كان الدمج في سبيل التعلم والتقبل لبعضهم البعض.
الفكرة كانت سائدة أن التعامل مع دمج ذوي الاحتياجات الخاصة كان دائماً يتم من قبل من ليس لديهم إعاقات فأردنا أن يكون بين ذوي الاحتياجات الخاصة والذين يعانون منها من أجل دمج أفضل.
وعندما قدمنا مشروعنا، حصلنا على منحة من الـ Clinton Foundation لتغطية أول مخيم أقيم في طرابلس في عام 2009، ثم إستُدعينا إلى المبادرة الجامعية العامة التي تقيمها الـ Clinton Foundation لطلاب الجامعات الذين لديهم مشاريع إنمائية اجتماعية. في هذا التجمع الكبير لأصحاب الأفكار وجدت نفسي ملهمة لإنشاء الـ ETI كجمعية وليس فقط كمشروع جامعي ومن هنا إنطلقت الفكرة».
الفكرة بدأ تطبيقها في لبنان؟
– «نعم، بدأت المخيمات الصيفية في لبنان ولكن الجمعية تم تسجيلها في الولايات المتحدة».
ما هي الأعمال والنشاطات التي تقوم بها الجمعية في لبنان والولايات المتحدة؟
– «نحن نعمل مع الأطفال والشباب في بيروت وطرابلس في المخيمات الصيفية، (مخيمات «رفيقي»)، هناك مناهج نتبعها وقد تم وضعها من قبل فريق من الإخصائيين وتهدف إلى الدمج بين المكفوفين والمبصرين وفي المخيمات يقوم المشاركون بعدة نشاطات ترفيهية.
قبل بدء المخيم، ينخرط الأطفال والشباب المكفوفون في برنامج تنمية مهارات حياتية حيث يكتسبون خبرات في مجالات مثل: التنقل والوجه، الطبخ والتكنولوجيا.
كما نقيم أيضاً دورات لأهالي المكفوفين شهرياً، بعدها ينخرطون في مخيمات «رفيقي» حيث يتم الدمج.
بعد المخيم الصيفي، يشارك الأطفال والشباب في برنامج مدته 3-6 أشهر وهو برنامج المشروع الاجتماعي ويهدف إلى التعاون مع جمعيات محلية لتطبيق مشاريع تفيد المجتمع وتنبثق من الفلسفة المكتسبة في المخيم.
بالإضافة إلى الشق المتعلق بالشباب نقيم دورات لجمعيات محلية وأفراد من القطاع التربوي والحكومات المحلية والقطاع الخاص كي ننشر رؤية الـ ETI ونعرفهم إلى فلسفتنا، مما يمكنهم من أخذها ونشرها في مؤسساتهم.
كما نوفر أيضاً التدريب على برامجنا ونموذج الـ ETI لمنظمات تقوم لاحقاً بنقلها إلى أعضائها ومستفيديها، ولدينا أيضاً منظمات طلابية في الجامعات.
هذا في لبنان، أما في الولايات المتحدة الأميركية، فإننا نحث الشركاء في القطاعات العامة والخاصة والتربوية والحكومية على إعتماد الدمج والمساعدة على مشاركة ذوي الاحتياجات الخاصة في الحياة العملية كحافز لكسر الحواجز وللاستفادة من الطاقات وتحفيز ذوي الاحتياجات الخاصة على الاكتفاء الذاتي.
وأيضاً ننظم نشاطات يشارك فيها الراغبون معصوبي الأعين وتتاح لهم الفرصة في أنشطة ونقاشات تتولى مواضيع مثل العنصرية والتفرقة».
كم لديكم من الموظفين والمتطوعين في الجمعية؟
– «لدينا 38 شخصاً يعدون الفريق النواة وهم من الموظفين والمتطوعين في لبنان والولايات المتحدة بالإضافة إلى ذلك، لدينا كل سنة 12 متطوعاً موسمياً في لبنان».
هل يحظى الموظفون والمتطوعون على تدريبات وتحفيزات؟
– «إنهم يخوضون دورات تدريبية مكثفة في الدمج وكيفية نقل ما يتعلمونه إلى التطبيق في حياتهم اليومية والمهنية».
ما هي أهداف الجمعية في لبنان والولايات المتحدة؟
– «الهدف الأكبر لدينا هو بتغيير النظرة والرواية حول الإعاقة. نحن نهدف إلى إحداث نقلة نوعية في التعامل مع الاحتياجات الخاصة من مقاربة نابعة من الصدقة أو الشفقة إلى اعتماد مبدأ »مشاركة الجميع يفيد الجميع». ونتطلع ونطمع إلى تغيير نظرة الشباب ذوي الاحتياجات الخاصة إلى أنفسهم وحملهم على الإيمان بقدراتهم».
أخيراً لقد تم إختياركِ من بين شخصيات «فوربس» الـ 30 دون سن الـ 30 في مجال العمل الاجتماعي، لماذا تم اختياركِ وما الذي ميز الـ ETI عن باقي المبادرات؟
– «ألـ ETI تتطرق إلى موضوع الاحتياجات الخاصة من زاوية فريدة وجديدة وتحاول كسر الصورة التقليدية للإعاقة وكيفية التعامل معها في المجتمع.
وأظن أن بإمكان الجميع التعاطف أو تفهم الشعور بالعزل والتهميش، حتى ولو لم يكونوا يعانون من إعاقة. فمن منا ليست لديه تجربة بالتهميش في مكان ما أو في موقف ما؟ وهذا ما ميز الــ ETI عن باقي المبادرات برأيي».