زلفى الأيوبي صابونة وحكاية جزادين تحمل صور طرابلس
زلفى الأيوبي صابونة مهندسة ديكور وهندسة داخلية، كورانية الهوية، طرابلسية الهوى، تعشق الفيحاء مسقط رأس والدتها، متزوجة من صفوان صابونة (طرابلسي)، ناشطة إجتماعية، إبتدعت أفكاراً لمشروع دعائي عن الفيحاء ليست له أية خلفية تجارية.
في حديثها إلى «التمدن» تقول:
«لم أعش في طرابلس، لكن خالي المغترب في أميركا علمني حب المدينة، كان كلما جاء إلى لبنان يصطحبني في جولة على أسواق طرابلس ومختلف أرجائها، وهكذا نما حبي لها».
تابعت: «سنة 2002 أنشأت «أتولييه» خاصاً للأطفال، وبعد ان رُزقت إبنتَيَّ (نورا، هيا) صرت أعلّم الأطفال الأشغال اليدوية وأنظم لهم المعارض، واصطحبهم إلى أسواق المدينة وطرقاتها.
وعندما كبرت إبنتاي صرت اعلّم في «جامعة المنار» (هندسة داخلية ومعمارية)، وبدأت بنقل حبي لطرابلس إلى الطلاب، ومن ضمن المنهاج كنت اطلعهم على آثار المدينة والمساحات فيها والتفاعل مع الناس والحضارة وكيفية إنطباعها على الإنسان الذي يعيش فيها.
وبعدها، بالمشاركة مع «جمعية سنابل النور» نظمنا رحلة لأبناء عضوات الجمعية إلى قلعة طرابلس مع جولة في المدينة بهدف خلق إحتكاك بينهم وبين حضارة المدينة، وبعدها أعطيتهم قطع قماش ومستلزمات الرسم وطلبت منهم رسم مشاهداتهم (بإشراف شباب سنابل النور)، وكانت النتيجة مدهشة، حيث كانت الرسوم للقلعة والأسواق والبيوت والبساتين الطرابلسية».
وتابعت: «بناء على ما ذكرت وجدت أن أفضل طريقة لتسويق طرابلس تكون من خلال غرض «يتنقل، يسافر، يرجع» ويوضع في أجمل المناسبات، فكانت فكرة تحويل قطع القماش إلى جزادين، من أجل التذكير بالحضارة والعادات الطرابلسية.. ولأن شغل الأطفال بدائي، طلبت من ابنتي «هيا» ومن مصور محترف ان نقوم الثلاثة بالتقاط صور للمدينة لاختيار الأجمل والأكثر تعبيراً، وكانت صور «هيا» الأفضل والأكثر براءة وتعبيراً، وبالاستعانة بمخرج إشتغلنا عل الصور، وبدأت بطباعتها على الجزادين، 36 صورة توصل رسالة عن طرابلس مع وجود لمسات خاصة.
وبعدها نظمت أكثر من معرض كان الأول في «سانس» بالتعاون مع فدى حجة، حيث حولنا الحديقة إلى بستان صغير، عطرناه بماء الزهر، وعرضت تسجيلاً للأصوات في السوق كخلفية للعمل، مع عرض الجزادين إلى جانب صناديق برتقال وألفيات الزفير. كان الهدف من المشروع التذكير بعلاقة الأجداد والآباء بالسوق الطرابلسي الذي كان يحتضن الناس من مختلف المهن والطبقات، خاصة ان هوية طرابلس حالياً تتعرض للتغيير.
وأوضحت «ان الصور يتم طبعها على الجزادين وأغلفة الهواتف الخلوية (Covers) وسواها، والأسعار مختلفة تناسب مختلف طبقات وشرائح المجتمع.
هذا العمل وجد صدى واسعاً في طرابلس، وقد أقمت عدة معارض في: «جامعة المنار»، «شارع مينو»، معرض «أكيد فينا سوا»، وقد تلقيت دعوة من السفارة الأميركية للاشتراك في حدث عن لبنان.
هذا المشروع نابع من القلب، ليس تجارياً، بل يحمل رسالة بدأت تصل إلى الآخرين، أرغب بايصال صورة مختلفة كلياً عن السائدة حالياً، مع الحرص على التطوير الدائم ولكن في الإطار الطرابلسي».
وختمت: «أشكر نورا وهيا لأنهما دفعتاني لعشق طرابلس أكثر، وأحرص على خلق جو يستحقانه كما كل أهل المدينة».