رسام الغرافيتي محمد الأبرش: «التبانة ما بتموت»
محمد الأبرش شاب موهوب يعيش في التبانة إتخذ من الرسم قضية أو وسيلة للتعبير عما تعانيه منطقة سكنه من خلال رسومات «غرافيتي» على الجدران، والرسم بدأ معه كهواية اكسبته خبرة واسعة وأهلته ليعلم الآخرين، وبسبب الأوضاع المعيشية الصعبة إتخذ من هذا النوع من الرسم مهنة، ولاحقاً عاد ليكمل تعليمه.
يقول الأبرش، في حديث إلى «التمدن»:
«إشتغلت في لبنان والخارج حيث يتم الطلب مني الرسم إلاّ في طرابلس التي أشعر فيها ان لا أحد يهتم برسم الغرافيتي.
هذا الرسم هو عبارة عن رسوم بالكلمات على مساحات واسعة، ويمكن رسم شخصيات معروفة، ويمكن كتابة كلمة حولها رسومات لايصال فكرة أو قصة إلى المشاهدين، على سبيل المثال أقوم حالياً بالرسم على جدران بعض المدارس المشوهة والتي تحمل آثار الحروب وغيرها من الكتابات، هذه الفكرة لاقت قبولاً لدى إدارات بعض المدارس والبعض الآخر لم يكن متجاوباً بسبب عدم توفر الامكانيات المالية، ولست قادراً على تحمل التكاليف الكبيرة كوني طالباً جامعياً لدي إلتزامات مادية تجاه الجامعة، وبالمقابل لا يوجد إهتمام من السياسيين والبلدية».
أضاف: «بدأت الرسم على جدران التبانة، وكانت أول عبارة رسمتها: «التبانة ما بتموت» كتعبير عن رفض الحرب، وبعدها وصلت الرسومات إلى مناطق أخرى في المدينة «طرابلس الحلوة»، «طرابلس الجميلة». وقد رسمت لوحة لشخص منوّم مغناطيسياً تخرج من دماغه أفكار باللونين الأحمر والزهري تتجه نحو جمجمة، ما يعني انه يسير إلى الموت دون ان يدري، وهذا ما كان يحصل في طرابلس».
وقال: «في البداية كان الناس يعتبرون ان هذا الرسم يشوّه الجدران، ولكن عندما صارت الأفكار تصل إلى الناس أحبوه، وصرت أعلم الشباب والشابات هذا النوع من الفن، وهكذا تطورت الهواية إلى إحتراف حيث أقوم بمشاريع في العديد من المناطق اللبنانية والبلديات وحتى في الخارج».
وعبر الأبرش عن تفضيله مدينته طرابلس عن المناطق الأخرى، هذه المدينة التي يتهمها البعض بالارهاب، وهي ليست كذلك، أحب مدينتي وأعيش فيها، أرغب بخدمتها».
أضاف: «منذ العهود البلدية السابقة عرضت مرات عديدة فكرة الرسم على جدران المدينة ولكن دون جدوى، وقد عرضت الفكرة على رئيس البلدية الحالي وقد أعجبته، إلاّ أنني أنتظر الموافقة الرسمية منذ عدة أشهر، وهذا أمر غير جائز، وما زلت انتظر حتى الآن».