طرابلس لبنان - سياسية مستقلة

بعد تحقيق لوسيم ناغي نشرناه في شباط 2017 حذّر ونبّه.. ولكن…؟! إستمرار «مسلسل» إنهيار منشآت «معرض رشيد كرامي الدولي»؟!

أثار الانهيار الجديد في سقف صالة المعارض

في العدد 1546 الصادر بتاريخ 15/2/2017 نشرت «التمدن» تحقيقاً للمهندس وسيم عبدالرحمن ناغي بعنوان:

«أنقذوا معرض طرابلس».

كشف فيه عن إنهيارات طالت بعض منشآته، منبهاً إلى ان كافة المنشآت عرضة للانهيار، ودعا إلى معالجة شاملة وعاجلة.

بعد مرور سنة ونصف السنة على نشر التحقيق أكد ناغي في حديث جديد إلى «التمدن» ما كان قد ذكره سابقاً «أن منشآت «معرض رشيد كرامي الدولي» هي من الباطون المسلّح الذي لا يمكنه مقاومة العوامل المناخية في ظل غياب الصيانة اللازمة، وهذا الأمر ثابت علمياً وليس مجرد كلام للتهويل».

المنشآت بمواصفات عالية نادرة ولكن الزمن..

أضاف: «المنشآت نفذت بجودة ومواصفات عالية تعتبر نادرة في لبنان والمنطقة، إلاّ ان ذلك لا يمنع حصول أضرار مع مرور الزمن.

السقف على الأرض

علامات لم يهتم بها أحد

والانهيارات في بعض مباني المعرض لم تظهر فجأة بل كانت هناك علامات مثل:

– التشققات،

– التلف،

– الصدأ،

– إهتراء حديد التسليح،

وهذه العلامات لم يهتم بها أحد مع أنها تؤدي حكماً إلى انهيارات جزئية تليها انهيارات كاملة، فهل المطلوب ان تُدمر كل منشآت المعرض، التي يعتبرها الخبراء المعماريون في العالم تحفة معمارية ذات قيمة ثقافية عالية جداً يجب ان تكون مصنفة على لائحة «التراث العالمي للأونيسكو» شأنها شأن بعض المنشآت التي صممها المعمار العالمي البرازيلي «أوسكار نيماير» ومنها العاصمة البرازيلية «برازيليا» المصنفة، بأكملها، تراثاً عالمياً منذ عام 1987 وكان يومها «نيماير» لايزال على قيد الحياة».

المهندس وسيم عبدالرحمن ناغي متحدثاً الى التمدن

نحن

وتساءل ناغي: «لماذا نعتبر، نحن في طرابلس، ان هذه المباني ليست ذات قيمة؟

والدولة

ولماذا تعتبرها الدولة اللبنانية مجرد كمية من الباطون وكأنها تنتظر سقوطها كي يتم جرفها والتخلص من المعرض؟!

إذا كان هناك ضياع في كيفية إستثمار المعرض فهل يعني ذلك الحكم عليه بالإعدام؟».

اول إنهيار كان في 2016

وقال: «أول انهيار مفاجىء وهام حصل في نهاية عام 2016 شمل حوالي 155 متراً مربعاً من سقف المسرح المكشوف،

وقد نبهنا،

عبر «التمدن»،

إلى انها بدايات سيئة سوف تتبعها انهيارات في المنشآت التي بنيت في الفترة الزمنية ذاتها كونها وصلت إلى الحد الأقصى من التحمل دون صيانة وتأهيل».

في تموز هذه السنة الإنهيار الكبير

أضاف: «في النصف الأول من شهر تموز 2018 حصل إنهيار كبير جداً طال:

سقف قائمة المعارض (السطح الكبير).

وتحديداً في النصف الآخر الذي حولوه إلى غير مؤهل لإقامة معارض وفعاليات (كما في النصف الأول).

فماذا ننتظر في ظل غياب الرعاية والتأهيل خاصة لهذا السقف الكبير (عشرات آلاف الأمتار غير المحمية من مياه الأمطار التي تتجمع فوقه).

هذا واقع علمي وليس تبصيراً

السقف عمره أكثر من 55 سنة، وفي ظل الاهمال قد تحصل انهيارات أكبر وأخطر، وهذا ثابت علمياً وليس «تبصيراً» أو توقعات غيبية».

خوف على المسرح والقوس وبرج الخزانات

المهندس ناغي تابع:

«هناك خوف على «القبة الكبيرة» (المسرح الاختباري) و«القوس الكبير» عند مدخل المسرح المكشوف.

وبرج خزانات المياه الذي تعرض لانهيار مفاجىء في قسمه العلوي، حيث المظلة الرائعة المنفذة بالباطون المسلَّح، والتي تُعد تحفة نادرة من الإبداع في التصميم المستقبلي، وآية في دقة التنفيذ لناحية القالب الخشبي الذي أُعدَّ لصبها بأيدي نجارين مهرة من لبنان، في ستينيات القرن الماضي.

للأسف الشديد لم نرَ أي تحرك جدي، مع تقديرنا لجهود مجلس الإدارة الحالي (المكون من رئيس ونائبه حالياً بسبب تقاعد الخمسة أعضاء المكملين لمجلس الإدارة)، ولم تبادر الحكومة إلى تعيين مجلس إدارة جديد بدل المجلس الحالي الذي  انتهت ولايته منذ ما يزيد عن سنة ونصف السنة.

علماً بأن هناك قدرة مالية ضعيفة لا تسمح للمجلس بالتحرك.

وبظل قانون جائر يخضع مجلس الإدارة لوصاية مسبقة من وزارتي الاقتصاد والمال.

ومع غياب القرار السياسي والاقتصادي لتفعيل هذا المرفق الحيوي.

كل هذا يعني إصدار أحكام بالإعدام بحق المعرض، ويشير إلى «رغبة ما» بأن تصبح المنشآت ركاماً، ثم يعاد النظر بمستقبل «معرض رشيد كرامي الدولي»(!!!)

وإذا لم نتحرك بسرعة سوف نصحو في الأيام المقبلة على انهيارات أكثر خطورة وقد تهدد السلامة العامة، سيما ان هذا المرفق يقصده الطرابلسيون لممارسة رياضة المشي،

وندعو الله السلامة لزوار المعرض.

واللافتة المعلقة عند الجزء الذي انهار في الماضي وتفيد ان هذا الجزء غير آمن.

ويا خوفي ان تُعلق مستقبلاً عند المدخل الرئيسي للمعرض، لافتة تقول أن المعرض ككل غير آمن لأية زيارة أو أية فعالية لا سمح الله.

وندرك تماماً ان الدولة اللبنانية لن تعيد بناء المعرض إذا ما أنهار (لا سمح الله)، هذا إذا وُجد من يعيد بناؤه بنفس المواصفات، وهذا الأمر يأتي في سياق حلقة من مسلسل الغبن والاهمال الغارقة فيه كل مشاريع طرابلس»

رأي حول الحل

الرئيس السابق لمجلس إدارة المعرض منذر شعراني إعتبر في حديث مختصر إلى «التمدن» ان «الحل يبدأ في:

1- تشكيل مجلس إدارة (بالأصالة) يتمكن من إتخاذ القرارات المناسبة لتدارك المخاطر المحدقة بالمعرض.

2- إستقدام شركة مختصة تضع تقريراً عن أوضاع المنشآت وكيفية معالجتها.

3- بعدها إطلاق ورشة تأهيل المنشآت تليها حملة تشغيل المعرض الدولي الحصري في لبنان».

غلاف العدد 1546

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.