طرابلس لبنان - سياسية مستقلة

«المقاومة الوطنية الأحوازية» توجه ضربة موجعة للأمن الإيراني

تعرّضت المؤسسة الأمنية الإيرانية لـ «ضربة أحوازية» قاسية، بهجوم استهدف عرضاً عسكرياً للحرس الثوري الذي تستخدمه طهران عصا أساسية في سياسة التوسع الإقليمي والتدخل في الشؤون الداخلية لدول الجوار، مما أدى إلى مقتل 29 شخصاً منهم 12 من أفراد الحرس.

ما أفقدها رشدها فعلاً فسارعت وقبل أن تنتهي من إحصاء القتلى والجرحى، إلى توزيع الاتهامات في اتجاهات عدة، نحو دول خليجية وواشنطن التي نصحتها بأن «تنظر في المرآة» لتدرك حجم مشكلاتها الداخلية والاحتجاجات الشعبية، في وقت تتجه فيه إلى أيام اقتصادية أصعب تُنذر بها موجة عقوبات أميركية جديدة خانقة.

مهاجمة إستعراض عسكري

وأطلق المهاجمون الأربعة النار على استعراض عسكري للحرس الثوري في مدينة «الأحواز» في جنوب غرب البلاد، وكذلك على المنصة الرئيسية حيث كان يحتشد مسؤولون إيرانيون لمتابعة حدث سنوي بمناسبة ذكرى بدء الحرب العراقية – الإيرانية التي دارت بين عامي 1980 و1988.

وأعلنت حركة معارضة من أصول عربية في إيران، وتدعى «منظمة المقاومة الوطنية الأحوازية»، مسؤوليتها عن الهجوم. وتسعى المنظمة لتأسيس دولة مستقلة في الإقليم العربي المحتل الغني بالنفط.

إتهامات عشوائية

وصدرت تصريحات غاضبة من كبار المسؤولين الإيرانيين بمن فيهم الرئيس حسن روحاني منذ وقوع الهجوم، استهدفوا فيها الولايات المتحدة ودول الخليج العربية وألقوا اللوم عليها في إراقة الدماء وهددوا برد عنيف.

كذلك حمّل وزير الخارجية محمد جواد ظريف الولايات المتحدة وإسرائيل المسؤولية عن الهجوم.

ورفضت المندوبة الأميركية لدى «الأمم المتحدة» «نيكي هايلي» اتهامات روحاني قائلة إنها مجرد كلمات رنانة.

وقالت لشبكة «سي.إن.إن» التلفزيونية: «الشعب الإيراني يحتج، وكل المال الذي يذهب إلى إيران يوجه للجيش. لقد قمع «روحاني» شعبه لفترة طويلة ويحتاج إلى النظر إلى قاعدته لمعرفة من أين يأتي هذا».

الانتقام من الأحوازيين

وقال ثلاثة نشطاء عرب «إن قوات الأمن وبخاصة فرع المخابرات التابع للحرس الثوري، احتجزت مزيداً من النشطاء في الأحواز».

وأوضح حسين بوعزار وهو عضو في «مركز الأحواز لحقوق الإنسان» «هناك العديد من نقاط التفتيش في شوارع الأحواز وتقوم قوات الأمن بتفتيش السيارات. يشعر كثيرون بالخوف».

«الجبهة الأحوازية» تنفي

وكانت قناة «إيران انترناشونال» الفضائية بثت إعلان تبنٍ باسم «الجبهة الديموقراطية الشعبية الأحوازية»، لكن هذه المجموعة التي تُطالب «بحق تقرير المصير والحرية والاستقلال»، نفت في بيان على موقعها الإلكتروني أي تورط في الهجوم، واتهمت سلطات طهران بالسعي إلى شغل الناس عن الدعم الذي تقدمه إلى «ميليشيات في المنطقة».

من فعل السلطات الإيرانية

وقالت إن «السلطات الإيرانية الإرهابية تقف خلف عملية الهجوم على الاستعراض العسكري في الأحواز لتبرئة نفسها من الإرهاب وتمويل الإرهابيين من دواعش وميليشيات في الإقليم والعالم، ولتتباكى أمام الرأي العالم الدولي في الوضع الحساس الراهن».

وتجاهلت طهران هذا النفي، وأبلغت الخارجية الإيرانية القائم بالأعمال البريطاني أنه «من غير المقبول السماح لمتحدث باسم (هذه المجموعة الانفصالية) تبني هذا العمل الإرهابي عبر محطة تلفزيونية مقرها لندن».

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.