طرابلس لبنان - سياسية مستقلة

العميد عبدالله مواس: فوج الإطفاء في طرابلس بحاجة إلى العديد والعدة لمواجهة الكوارث

سيارة سلم الاطفاء المطلوب توفرها في طرابلس

كشفت جريمة تفجير مسجدي «التقوى» و«السلام» في طرابلس في العام 2013 مدى الحاجة إلى جهاز إطفاء فاعل ومجهز بالمعدات والآليات اللازمة، فعناصر سرية إطفاء «إتحاد بلديات الفيحاء» كافحوا الحرائق الناجمة عن الانفجارين وساهموا في نقل المصابين وإنقاذ الناس بامكانيات بسيطة وهم كانوا أشبه بمن «يقاتل باللحم الحي».

وفي أعقاب الجريمة النكراء كثر الحديث عن تعزيز سرية الإطفاء والدفاع المدني عديداً وعتاداً:

عُقدت مؤتمرات،

قُدمت مشاريع….

ولكن لم يرَ الطرابلسيون شيئاً يُنفذ على الأرض، بالرغم من تزايد الحاجة إلى جهاز تتوفر لديه كل الإمكانيات، أضف إلى ذلك أهمية الجهاز إذا وقعت كارثة ما لا سمح الله!

مواس متحدثاً الى «التمدن»

العميد عبدالله مواس

«التمدن» أجرت حواراً مع الرئيس السابق لفوج الإطفاء في «إتحاد بلديات الفيحاء» العميد المتقاعد عبدالله مواس حول أوضاع الفوج وحاجاته وكيفية الاستعداد للحالات الطارئة.

الموجود 40 عنصر والواجب 400 لمدن الإتحاد

مواس قال رداً على سؤال عما كان عليه وضع سرية الإطفاء قبل تسليمه قيادتها وبعد ذلك: «يعرف الكل كيف كان وضع سرية إطفاء الاتحاد قبل تسلمي قيادته وكيف أصبح لاحقاً،

فقد تحولت السرية إلى فوج، وصار عناصره ينالون حقوقهم دون عوائق إدارية،

كما أفسحنا المجال للتطوع في الفوج، خاصة ان العنصر البشري هو الأساس في مكافحة الحرائق،

فوجود 40 عنصراً لهذه المهمة يشكل صعوبة بالغة في مدن الاتحاد الأربع التي تضم أكثر من 800 ألف نسمة،

والقاعدة العالمية المعتمدة تفيد بأن كل ألفي نسمة يحق لها رجل إطفاء، يعني ذلك اننا بحاجة إلى 400 إطفائي عدا عن السائقين والإداريين».

وُعدنا بثلاث آليات ولكنها لم تصل للآن

أضاف: «المؤكد اننا  في عجز حقيقي لجهة مكافحة الحرائق،

عدا عن ذلك هناك نقص في عدد الآليات المحدود جداً والذي يستحيل ان يغطي الاتحاد، وقد وعدنا من زمن بعيد بثلاث آليات لكنها لم تصل حتى الآن».

وعن الأوضاع بعد تركه قيادة الفوج قال: «بعد تركي جهاز الاطفاء إزداد الوضع تراجعاً، فكل ما قمنا به من تأهيل للعناصر بدنياً عبر دورات إنقاذ بحري وجبلي من الواجب عدم توقيفه بل تفعيله بتدريب متواصل للمحافظة على القدرات اللازمة لعناصر الاطفاء لحمايتهم من مخاطر الحرائق، وكذلك الآليات.

نحن بحاجة لنشر توعية حول هذه القضايا التي تعني المدينة وليس شخصاً ما».

العميد مواس أوضح «أن السرية تحولت إلى فوج ولكن عديد الإطفائيين مع السائقين حوالي 54 فرداً، ويجب ان لا يقل العدد عن 130 فرداً كبداية لانطلاقة الفوج كي تُغطى طرابلس بعد التمدد السكاني، على سبيل المثال تعتبر «أبي سمراء» من المناطق المكتظة بالسكان والوصول إليها من مركز الإطفاء دونه صعوبات بسبب زحمة السير ما يحول دون إطفاء أي حريق في الوقت القياسي اللازم».

كيف يمكن حماية طرابلس ومدن الإتحاد؟

وعن كيفية حماية طرابلس ومدن الاتحاد من تداعيات أية كوارث قد تحصل، قال مواس:

«تحويل السرية إلى فوج كان بمثابة المدماك الأول للانطلاق نحو حماية المدينة، فعندما نزيد عدد الاطفائيين وتوفر الآليات يمكن تطوير الفوج وفتح مراكز في عدة مناطق، عندها  يمكن التدخل المباشر عند وقوع أية كارثة (لا سمح الله)، يضاف إلى ذلك مطلوب نشر ثقافة التوعية على مخاطر الحرائق وكيفية تجنب وقوعها».

دور «الفوج» الإنقاذ أيضاً

وأشار إلى «أن الفوج لا يقتصر عمله على إطفاء الحرائق بل يشمل الانقاذ.

لذا هناك حاجة لإنشاء قسم للانقاذ البحري والجبلي والبري إضافة إلى فوج الإطفاء».

ودعا إلى «ضرورة إنشاء غرفة للبحث والانقاذ في مرفأ طرابلس الذي يشهد تطوراً ونمواً كبيرين، وهذه الغرفة تغنينا عن الاستعانة بمنقذين من خارج الاتحاد».

وأكد «ان فوج الاتحاد بحاجة إلى آلية السلالم الخاصة بمكافحة الحرائق في الأبنية العالية ولا يتوفر منها حالياً إلاّ آلية واحدة لكل لبنان وهي موجودة في بيروت، وهناك صعوبة كبيرة في استقدامها من هناك لأن ذلك قد يستغرق وصولها عدة ساعات، والحريق لن ينتظر وصولها.

هذه الآلية سعرها يبدأ من 400 ألف دلار وما فوق ولا يوجد في لبنان سوى واحدة منها كما سبق وذكرت، وقد حاولنا تغطية الحاجة، أو سد الفراغ، من خلال مجموعة مختصة بالانقاذ الجبلي تم تدريبها لهذه الغاية، مع أن هذا الإجراء ليس حلاً جذرياً».

غرفة الكوارث..؟

وعن غرفة إدارة الكوارث التي أُعلن عن إنشائها في سراي طرابلس منذ حوالي سنتين قال مواس:

«بعض تجهيزات الغرفة التي كانت في مقر الاطفاء نُقلت إلى مقر محافظة الشمال، أما المركز المقر في السراي فإن اللجنة لم تجتمع سوى ثلاث مرات، ولا توجد غرفة مجهزة لهذه الغاية».

صرخة

وختم: «هذا بمثابة نداء أطلقه حرصاً على المدينة ومدن الاتحاد التي تعني الجميع دون استثناء، علينا ان نكون على أتم الاستعداد لتدارك تداعيات مخاطر الحرائق والكوارث والحوادث قبل وقوعها».

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.