«سنابل النور»: حملة فرز النفايات «تتبقى مدينتنا أحلى»
في وقت تعاني فيه طرابلس من أزمة نفايات، وبينما تعقد المؤتمرات وورش العمل لايجاد حلول ناجعة، أطلقت جمعية «سنابل النور» مشروع فرز النفايات من المصدر متخذة حيزاً جغرافياً معيناً من المدينة كنموذج مبدئي.
رئيسة الجمعية رضا صيادي دعت كل الأهالي القاطنين في المنطقة المستهدفة من مشروع الفرز للتعاون مع الجمعية. وقالت:«»هناك زيادة متواصلة في عدد البيوت التي تتفاعل مع المشروع، وسوف نجري دراسة شهرية حول البيوت والمباني المتعاونة، وننشر النتائج عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وعندما نصل إلى نسبة مشاركة 80 بالمائة وما فوق في طريق الميناء، على سبيل المثال، سوف ننتقل إلى منطقة أخرى».
أضافت: «حالياً نتشارك في حملة فرز النفايات مع «جمعية الكشاف المسلم» و«معاً للضم والفرز»، مع الانفتاح مستقبلاً على كافة الجمعيات، لأن «سنابل النور» ستكون، مستقبلاً، المراقبة على تنفيذ المشروع. وسوف نعلن عن أسماء العائلات المشاركة معنا من أجل تحفيز وتشجيع الآخرين على المشاركة».
كما أجرت «التمدن» حواراً مع السيدتين ناديا حلاب وهناء صيادي، حول تفاصيل المشروع وما حققه حتى اليوم.
السيدة حلاب أوضحت «ان المشروع أطلق منذ حوالي ثلاثة أشهر، وقد كان ردة فعل طبيعية على مشكلة جبل النفايات المستعصية على الحل، وبدل الشكوى كان علينا ان نبدأ العمل على الأرض، وكانت البداية في شارع عشير الداية حيث تنتشر المؤسسات بكثرة، وقد كان التجاوب كبيراً من أصحاب المؤسسات مما شجعنا على التوجه إلى سكان المباني، وبالتزامن ازدياد عدد السيدات المتطوعات في المشروع.
الأمر الآخر كان إستبدال أكياس النايلون المستخدمة بأكياس من القماش، وبالتوازي أطلقنا خطة توعوية في المنطقة المستهدفة (الضم والفرز) وإعتمدنا منطقة «مسجد الوفاء» نموذجية، كما تسلمنا من حملة «معاً للضم والفرز» منطقتي «المئتين» و«الملعب البلدي»، وتشمل المنطقة مدارس: «روضة الفيحاء»، «عبرين»، «خيريميان».
وأكدت على «التجاوب الواسع من قبل المؤسسات من بينها «نقابة الأطباء» التي رحبت ووعدت بالدعم المادي، والبلدية التي أصبحنا شركاء معها رقابياً لوضع مستوعبات كبيرة في منطقة عملنا، ونأمل ان يُعمم المشروع في كل طرابلس »كي تبقى مدينتنا أحلى»».
السيدة هناء صيادي قالت: «كلفنا شخصاً للقيام بجمع البلاستيك والمعادن والكرتون ضمن برنامج زمني محدد، مع تلبية طلبات الأهالي عند الضرورة، ويتم تجميعها في مستودع خاص، وبعدها بيعها أو تقديمها مجاناً لشركات تُعنى بإعادة تدويرها، وهدفنا ليس الكسب المادي وإنما الحؤول دون إعادة رميها في جبل النفايات. وهذه المواد نقوم بفرزها بعد إستلامها مختلطة».
وأوضحت السيدة حلاب «أن المواطن لا يبادر بل بحاجة إلى من يبادر عنه، لذلك قمنا بتوفير المستوعبات للمطاعم والمقاهي، المهم أن يبدأوا بعملية الفرز أولاً، وهذه خطوة هامة في إنجاح المشروع».
السيدة صيادي أضافت: «هذا المشروع مكلف، ولا يوجد ممول، لذلك لجأنا إلى تنفيذ نشاطات صغيرة مثل دورة لغة انكليزية لقاء مساهمة مالية، والإيراد سيكون مخصصاً لمشروع التدوير ونسعى لايجاد ممولين لتغطية المصاريف».
وحول ضمانة إستمرار المشروع قالت السيدة حلاب: «المشاركة مع البلدية هي الضمانة، فنحن شركاء معها، ولن نتوقف عن تنفيذ المشروع الذي يجب إستمراره لأنه يعني صحة وسلامة أولادنا. كما ان تجاوب الناس ضمانة للاستمرار، ومستقبلاً سنحاول تعميم المشروع على كافة مناطق طرابلس. كما سبق ان شاركنا في »يوم المنشية« وعملنا على توعية الناس على أهمية الفرز من المصدر».
وختمت السيدة حلاب بالإشارة إلى أن «الحملة تضم حوالي 40 متطوعة»، ودعت إلى «تشكيل لجان مماثلة في المناطق الطرابلسية الأخرى».