التكنولوجيا المتناهية الصغر (4/11)
في حزيران 2014، في دعوى بين مواطن أميركي وولاية «كاليفورنيا» حكمت المحكمة العليا الأميركية ان من حق رجل الشرطة حين توقيف مشتبه به وتفتيشه ان ينظر ويتصفح هاتفه الخليوي دون الرجوع إلى مذكرة أو إنابة من القضاء، وجاء في حيثيات الحكم ان الهاتف الخليوي أصبح جزءاً لا يتجزأ من كيان الإنسان وحياته اليومية، حتى لو ان كائناً من المريخ هبط على الأرض لاعتقد ان الهاتف الخليوي عضو من جسم الإنسان!!! قانوناً في أهم وأقوى بلد في العالم أصبح الخليوي، أي الحاسوب، قطعة من جسمنا وإمتداداً لدماغنا بحسب أهم سلطة قضائية!
بعد هذه الواقعة الحقيقية، نذكر ان الهاتف الخليوي الذي كنا نحمله حين اخترع منذ عدة سنوات أكثر تطوراً من مجموعة الحواسيب التي استعملتها «وكالة الفضاء الأميركية» (ناسا) لإرسال إنسان إلى سطح القمر في مهمة «أبولو» في 1969.
هذا التطور العلمي في صناعة التكنولوجيا، أحد أهم مزاياه التصغير المتناهي، فقبل إختراع «المعالج المتناهي الصغر» (Micro Processor) كنا كي نصنع كومبيوتر يُحاكي دماغ الإنسان بحاجة إلى حجم حي من مدينة يضم عدة حارات واليوم لكي نصنع نفس الكومبيوتر نحن بحاجة إلى حجم يساوي، أو أصغر، من حجم دماغ الإنسان.
وهذه التكنولوجيا المتناهية الصغر التي يُطلق عليها اسم «تقنية النانو» (Nano Technologie) هي التي ستشكل الثورة المقبلة والمرتقبة في 2040 والتي يُطلق عليها «Singularité» وهي تجمع بين تقدم العلوم السريع وامكانية تراكم الأدوات التكنولوجية في مضمار متناهي الصغر خفيف الوزن سهل التحكم به في كل المجالات، مما يجعل الأداء يفوق التصور في الطب وزرع الأعضاء والإتصالات والمعلوماتية وتقنيات الحياة والتعليم والبحث العلمي الخ…
يتبع