طرابلس لبنان - سياسية مستقلة

شارع كوستي بندلي في الميناء

القاضي طارق زيادة

بقلم القاضي طارق زيادة
نائب رئيس المجلس الدستوري

حسناً فعلت بلدية الميناء العامرة، رئيساً ومجلساً وإدارة، بإطلاق إسم الراحل د. كوستي بندلي على أحد شوارع الثغر الباسم،
كتبتُ إسم المعلم والمربي والقدوة د. كوستي بندلي في «سجل المودات» معتزاً ومفتخراً أنني أحد تلامذته الذين استفادوا من إخلاصه وصدقه ودقته ورفعة سلوكه ومنهجه في الحياة الخاصة والعامة، مما ترك في شخصي وشخص سائر تلامذته آثاراً لا تُمحى على مر الزمن.
يبقى ذكرك مخلداً، أيها المعلم، في صفوف قادريك الكُثُر، وكيف لا يكون الأمر كذلك وأنت الأمين والصادق الذي ترجم تقواه رجلاً يمشي على الأرض ولا تحس بوقع خطواته وهو العابر المؤمن من دنيا الفناء إلى رحاب الخلود.

بندلي

كنت، صبيحة الميلاد والفصح، أقصد بيت المعلم مهنئاً، فأقع على عائلة طاهرة، تتوسد الأم صدر البيت بسكينة وهدوء وإلى جانبها:
ولدُها الآخر الذي سيصبح، وهو العلماني، المطران المستحق، على لغة أهل المذهب القويم،
والطبيبة المتفانية التي تذوب إحساساً،
وفي الوسط صاحب الابتسامة الدائمة أستاذنا ومعلمنا وقدوتنا.
لا يعدو الأمر نصابه إذ تُطلق «بلدية الثغر الضاحك» إسم كوستي بندلي على أحد شوارعها النيرة، فيزيدها ذلك تألقاً ونضرةً، تاركة للأجيال الطالعة ان تتساءل عن هوية واسم صاحب الشارع، ولا تلبث حين تعرف من هو أن تدرك أبعاد التسمية، وكأن كوستي بندلي يؤكد على أن يبقى وفياً لرسالته، حتى في مماته، مصراً على إشعاعه الذي لا يُحد.
ليبقى ذكرك مخلداً،
أيها المعلم،
نم قرير العين في عليائك،
أنت حاضر دوماً في ضمير تلامذتك وأصدقائك وقادريك،
سلام الله عليك، حياً وميتاً.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.