طرابلس لبنان - سياسية مستقلة

أستاذ وطلاب من «كلية الفنون – اللبنانية»: هذا العمل «أغورا» سياسية بامتياز «وفي النهاية لم يعد لنا بل للناس»

أثناء تنفيذ العمل الفني

في الوسطية الواقعة ما بين «ساحة النور» و«طريق المعرض» حيث عشرات الخيم، تلفت الانتباه ورشة تركيب وتجميع عصي خشبية ما يثير الفضول لمعرفة الأمر، فيتبين أن مجموعة تضم أستاذاً وطلاب وطالبات من «كلية الفنون» (الجامعة اللبنانية – الفرع الثالث) تقوم بتنفيذ، مشروعٍ ما، ضمن فعاليات «الثورة» الشعبية.
الأستاذ والطالب سعيد السويسي
تسأل «التمدن» الأستاذ فيطلب التحدث أولاً مع أحد طلابه، وكأنه يمتحنه، يقول الطالب سعيد سويسي (ماستر – سنة ثانية) الذي قال جواباً على سؤالنا:
«هذا العمل الفني هو عبارة عن تجهيز لرمزية ثورية، ونعمل على فكر بنّاء، نحاول تشبيه العصي بالثورة، والعمل التركيبي يبين الذهاب إلى العصيان في كافة الاتجاهات».
«وهي تماثل الحراك العفوي التلقائي وتماثل الشارع أيضاً. هذا العمل التجهيزي يأخذنا إلى رمزية «الثورة». عندما تسأل عن الشكل النهائي للحراك الشعبي لا تعرف الإجابة، فكل يوم هناك تجدد، وهكذا هو العمل الذي نقوم بتنفيذه، على مراحل، نقوم بالتركيب، ندع مساحات للتلاميذ. ليس شكلاً محدداً ولكنه يماثل الأرض القائم عليها».
د. جاكو يستكيان
الأستاذ في كلية الفنون – الفرع الثالث د. جاكو يستكيان قال جواباً على سؤالنا:
«طلاب الفنون (ماستر وليسانس فنون تشكيلية) رغبوا بالمشاركة في «الثورة»، دردشنا وتناولنا عدة أفكار، تناولنا مسألة «ساحة الثورة» وكيفيتها، وقد توافقنا على تطورها تدريجياً:
نُصبت الخيام،
تواجدت عربات البيع،
المقاهي،
النرجيلة…
وتحولت الساحة
يمكن القول ان من في الساحة ناس قد يمتلكون المكان لفترة محدودة، ويعلمون أنهم سيذهبون إلى بيوتهم في النهاية، لكن لهذا الامتلاك معنى آخر، فقد تحولت الساحة إلى مكان عام بالمفهوم الإغريقي «أغورا» ، مكان سياسي بامتياز، يتلاقى فيه الناس من مختلف الأطياف».
عشوائية وتنظيم في آن
«وقررنا الدخول إلى الساحة، وجدنا مادة الخشب التي تخلق أشكالاً هندسية مثل كل شيء تَشَكَّلَ في الساحة، وهذا العمل نقوم بتركيبه تباعاً لأنه لا يخلص، كما تتشكل الساحة بموجوداتها، وهي تتراكم بشكل عشوائي ومنظم في الوقت نفسه».
من شاء من الناس… التدخل… التركيب
د. جاكو يستكيان أضاف:
«هذا النمط من العمل نسميه «تجهيز»، أي يأخذ بالاعتبار كيف يتصرف الناس بالمكان، كيف يستخدمونه،
كما يأخذ العمل نِسب المكان، وهو لا يدعي مشهدية بصرية كبيرة، انه للناس ومنهم، وكل من يأتي إلى هنا يستطيع التدخل وتركيب ما يشاء أو الكتابة عليه، لأنه هو جزء من هذا المكان الآني، نأمل ان يشكل «أغورا»، أي مكان سياسي يقصده الناس، يفكرون، يطرحون آراءهم بكل مزاجهم وأدواتهم المعرفية».
نحن في ساحة إنتفاضة وعلينا التفكير
وقال: «هذا العمل قابل للنقاش وللشرح والتوضيح. أعتقد ان الأشياء البسيطة لا تدفعنا للتفكير، نحن اليوم في ساحة إنتفاضة علينا التفكير كثيراً».
العمل لم يعد لنا بل للناس
«هذا العمل لا يدعي الوصاية ولا يُعلّم الناس بل يتحاور معهم، هو لا يقول أفكاراً أكثر من الناس، وهو لم يعد لنا بل للناس الذين باستطاعتهم التعبير عن أرائهم به».

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.