طرابلس لبنان - سياسية مستقلة

عضو مجلس بلدية الميناء يحيى غازي: لم يكن بالإمكان السكوت عن انهيار سقف المبنى وما نجم عنه من سقوط ضحايا

تلاوة البيان
  • المجلس البلدي وضع إستقالته بتصرف الأهالي ويُصر على إستقالة علم الدين
  • طرابلس أحق برئاسة «اتحاد بلديات الفيحاء»
  • نحذر من تكرار تسليم رئاسة البلدية إلى محافظ الشمال

مصرع الشقيقين الشابين «عبدالرحمن وراما كاخية» بسبب سقوط سقف المنزل الذي يقطنانه مع أسرتهما في الميناء كان بمثابة الشرارة التي فجرت العلاقات ما بين رئيس بلدية الميناء عبدالقادر علم الدين وأعضاء المجلس البلدي.
إستقالة 19 عضواً
فقد تقدم 19 عضواً باستقالة وضعوها «بتصرف أهل الميناء»، وقد سبقهم أحد الأعضاء بالاستقالة أمام الناس، وهكذا لم يبقَ سوى علم الدين وحيداً، بينما طالب الأعضاء باستقالته في بيان جاء فيه:
بيان من الأعضاء المستقيلين
«يطلب أعضاء مجلس بلدية الميناء، إستقالة عبدالقادر علم الدين من رئاسة بلدية الميناء ورئاسة «إتحاد بلديات الفيحاء» حتى تأخذ العدالة مجراها».
المحافظ نهرا مرفوض
«كما نلفت نظر أهالي الميناء، ان إستلام المحافظ إدارة البلدية أمر مرفوض، لأنه شخصية غير مقبولة ومرفوضة من أهالي الميناء وطرابلس و«الثورة على السواء».
بعد مرور اسبوع على تقديم أعضاء المجلس إستقالتهم «إلى أهل الميناء» التي ربطوا العودة عنها باستقالة رئيس البلدية،
وقبيل تقديم علم الدين إستقالته من رئاسة «إتحاد بلديات الفيحاء» أجرت «التمدن» حواراً مع عضو المجلس البلدي يحيى غازي الذي تحدث عن الظروف والأسباب المباشرة وغير المباشرة لتقديم الاستقالة وملابساتها وآخر المستجدات في هذا المجال.

يحيى غازي

يحيى غازي
عضو المجلس البلدي يحيى غازي قال:
«إنهيار المبنى السكني وما نجم عنه ليس أمراً سهلاً ولم يكن بالامكان ان يقف المجلس البلدي صامتاً أمام هذه الحادثة، فهناك مسؤولية أدبية وأخلاقية مباشرة وغير مباشرة، وهناك شعور بالمسؤولية بالمطلق ولو لم يكن رئيس البلدية مسؤولاً بشكل مباشر عما حدث.
الإستقالة أقل ما يجب
ما قرره المجلس البلدي (الإستقالة) هو أقل ما يجب بوجه من يبرر التقصير بعدم وجود أي طلب أو كتاب موجه إلى البلدية، قبل الانهيار، ولكن أين الشعور بالمسؤولية أمام الحالة المتدهورة للأبنية في الميناء القديمة.
الحادثة صدمت الجميع
لقد صُدمنا بالحادثة وحجمها الكبير ليس على مستوى الميناء وطرابلس فقط بل في كل لبنان، وهذا ما دفع المجلس البلدي إلى اتخاذ هذا القرار بالاجماع.
وأن لا تراجع عنه أمام غياب رئيس البلدية عن الظهور وربما بهدف الإستفادة من عامل الوقت في حين أن الكل يجمع على ان رئاسة علم الدين للبلدية إنتهت».
هل لرئاسته للإتحاد علاقة بما قرره الأعضاء؟
وعن تأثير قضية رئاسة «إتحاد بلديات الفيحاء» وإذا ما كانت عاملاً أساسياً في اتخاذ هذا القرار أوضح العضو البلدي يحيى غازي:
«أن ترشحه (عبدالقادر علم الدين) لرئاسة الاتحاد،
كان قراراً شخصياً منه،
ولم يستشر أحداً من المجلس،
ومن كانوا على علم بذلك أبلغوه ان هذه الخطوة خاطئة،
وليست مناسبة لبلدية الميناء والوحدة داخل الاتحاد،
ولا في العلاقة بين طرابلس والميناء.
وأعتبر ما حصل بمثابة «خطف» للرئاسة، فلو كان انتخابه توافقياً لكان الأمر عادياً، ولكن «سلب» هذا المنصب أمر غير مناسب.
إذ ان بلدية طرابلس هي الأولى برئاسة الاتحاد: عرفاً وحجماً وإمكانيات، فهي الخيمة التي تظلل الكل، عدا عن ان مؤسسات الاتحاد تقع ضمن طرابلس إلى جانب مساهمات بلديتها في مختلف المجالات، كما ان العرف يصبح أقوى من القانون بمرور الزمن».
نصحته
أضاف: «شخصياً نصحته عدة مرات، منذ توليه رئاسة الاتحاد بالإنابة، بالابتعاد عن هذا المركز لأنه غير مناسب وسوف ينعكس سلباً على الجميع وقد ينتقل الأمر إلى الشارع بشكل سلبي، ولكنه لم يستمع لنصيحة أحد».
ماذا عن القرار الجماعي؟
وعن هذا الاجماع الفريد من نوعه في تاريخ بلدية الميناء على موقف موحد قال:
«المصيبة تجمع، والحادثة أدت إلى إجماع في كل الميناء، وأعضاء المجلس البلدي هم من أبناء الميناء يتفاعلون مع مشكلات المدينة وهذا واجبهم».
أضاف: «ان الاختلاف في وجهات النظر في الظروف الطبيعية أمر عادي وصحي، ولكن في الظروف الاستثنائية على الأعضاء ان يكونوا كتلة واحدة، ونأمل ان تؤسس هذه التجربة لتوافق مستقبلاً من أجل الميناء».
لماذا الإستقالة لأهل الميناء لا عبر المحافظ نهرا؟
وعن أسباب وضع الاستقالة بتصرف أهل الميناء قال:
«طالبنا رئيس البلدية بالاستقالة وتحمل المسؤولية أمام ما حصل، كما أوضحنا في البيان ان ما أقدمنا عليه هو لحماية إدارة البلدية من أن توضع بتصرف محافظ الشمال الذي سبق أن جربته الميناء في هذا المنصب، بالإضافة إلى أن «الثورة الشعبية» تؤكد ان المحافظ رمزي نهرا شخصية غير مرغوب بها، وهو غير قادر على قيادة البلدية بشكل سليم وإعطاء الحقوق لأصحابها، لذلك كانت الاستقالة لأهل الميناء الذين نخضع لرغبتهم وقرارهم».
وجهنا كتباً إلى رئاسة الوزراء ووزارة الداخلية
وأضاف: «وجهنا كتاباً إلى رئيس مجلس الوزراء وإلى وزيرة الداخلية شرحنا فيه ما حصل وموقف المجلس البلدي المطالب باستقالة علم الدين وعدم تسليم الرئاسة لمحافظ الشمال. واعتقد أن «التحالف السياسي» الذي دعم وصول علم الدين إلى رئاسة البلدية في انتخابات 2016 يُفترض ان يضغط عليه للاستقالة صوناً لمصالح أهالي الميناء وبلديتهم وحُسن سير العمل».
مقر البلدية مغلق تماماً
عضو مجلس بلدية الميناء يحيى غازي تابع:
«مقر بلدية الميناء شبه مغلق منذ الأيام الأولى لاندلاع «الثورة»، وبعد الحادثة أصبح مغلقاً بالكامل.
ونتخوف من وقوع حوادث مشابهة بوجود عدد كبير من الأبنية الأثرية والتراثية الآيلة للانهيار في أية لحظة خاصة أننا في فصل الشتاء».
«الكرة أضحت في ساحة علم الدين الذي يجب أن ينسجم مع نفسه وبيئته ومحيطه وأن يتخذ القرار المناسب شعوراً منه بالمسؤولية التي تقع على المسؤول ولو لم يكن له دخل مباشر بحدث ما، ولنا في الخليفة عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) خير مثال عندما قال:
«لو تعثرت دابة في العراق لسُئل عنها عمر يوم القيامة: لماذا لم تعبِّد لها الطريق».
هذا هو فقه المسؤولية الذي علينا ان نقتدي به في إتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب».

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.