طرابلس لبنان - سياسية مستقلة

القانون الانتخابي «الابليسي» ولوائح «الحيص بيص»

لامع ميقاتي…

يُنعَت لبنان بأنه بلد طائفي…وطائفي.

أما الطائفي (النعت رقم 1) فسببه يعود الى وجود اكثر من ثماني عشرة طائفة… تجمع اللبنانيين.

 وأما الطائفي (النعت رقم 2) فيعود الى «اتفاق الطائف» الذي يجتمع حوله اللبنانيون، ليختلفوا، حسب النعت رقم 1، على التمسك به او تعديله او حتى الغائه!!

 لنفترض ان اللبناني ذاته قد فصم نفسه الى شخصين، ليصبح لدينا لبنانيان:  L1و .L2

ثم قرر كل واحد من هذين «الشخصين» تشكيل حزب سياسي لإرساء الديمقراطية وخدمة المواطنين وإسعادهم في هذه الدنيا… وربما في الآخرة بعد عمر طويل.

اعتقد أن النتيجة سوف تكون ثلاثة أحزاب تتنافس، كي لا نقول تتحارب:

حزب يضم

L1حزب يضم

L2 حزب يضم L1+L2، ونسميه: 2)+

.L(1وهكذا يستطيع الدماغ اللبناني الخلاق ان يجعل من: واحد + واحد = ثلاثة. اللهم نجِّنا.

بعد هذه المقدمة ندخل في المعركة الانتخابية.

هناك قوانين عديدة في الدول الديمقراطية لتمثيل مصدر السلطات، اي الشعب، ومنها القانون النسبي، الذي تطبقه أعرق الديمقراطيات، والذي يسمح لكل الاتجاهات في الامة ان تجتمع وتتحاور في مجلس النواب.

لكن، كيف يمكن تطبيقه او تطبيق غيره، في بلد تسوده «الطائفية» (رقم 1) و «الطائفية» (رقم 2).

هنا يدخل ابليس على الخط، عن طريق «اللائحية التفضيلية»، وهذه خطة سيره وعمله… وانتصاره لعنة الله عليه.

 – اولاً: إن وجود لوائح مغلقة جعل من الزعماء الذين كانوا في قانون الستين يشكلون مجتمعين لائحة محدلية واحدة يسودها التآخي المالي والوئام السياسي، جعل منهم أعداءً «متفرطعين»، كل واحد منهم يشكل لائحة يترأسها، ومعه من اختارهم من المحبين والمحبوبين من الشعب… ومن المتمولين.

– ثانياً: لو كان الامر ينتهي هنا لوقف إبليس عند باب كل لائحة يقرعه، كي يقوم بعمله المفسد والمفتن، ولكن ابليس، لعنه الله، ليس بحاجة الى من يفتح له من الداخل، إذ ان معه مفتاحا سحرياً اسمه الصوت التفضيلي، الذي يجعل اي توافق او انسجام ضمن اللائحة الواحدة في غاية الصعوبة، ان لم نقل من رابع المستحيلات!

لنضع أنفسنا مكان رئيس اللائحة أو توأمه المموّل:

كي يحصل على عدد محترم من الاصوات للائحة، عليه أن يختار عضواً محبوباً شعبياً كي يكسب.

لكن ماذا لو حصل هذا العضو المحبوب على الصوت التفضيلي المرجح؟

هنا تتأرجح اللائحة.

وهكذا يبدو أننا أصبحنا في خضم معادلة : «بدي منّو وتفوه عليه».

هذه الأرجحية، وهذا التأرجح، يشكلان هاجس كل المرشحين.

فهم يعيشون اولاً حالة التنافس بين اللوائح، ثم حالة الخشية والحسد المبيّت من الشريك في اللائحة الواحدة.

كل هذا يدلّ الى أنه «ربّ ضارّة نافعة»، فهذه المرة ربما ستتكسّر الاطارات التي اغلقت علينا فيها الطائفية، وذلك بفضل المفتاح السحري لإبليس.

وقد لا يبقى عندها الا من هم أصلاً وتاريخياً من المخلصين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.