العميد عبدالله المواس: فوج إطفاء «إتحاد بلديات الفيحاء» بين الماضي والواقع والمرتجى

«فوج إطفاء طرابلس» («إتحاد بلديات الفيحاء») الذي يضم إلى جانب طرابلس: الميناء، البداوي، القلمون)، هو من الأجهزة الهامة في الحياة اليومية والذي لا يقتصر دوره على إطفاء الحرائق بل يتعداه إلى الإنقاذ ومداواة المحروقين…
العميد عبدالله موّاس
لتسليط الضوء على واقع الفوج الحالي، إمكانياته البشرية واللوجستية، مراحل تطويره، حاجاته وخططه المستقبلية، أجرت «التمدن» حواراً مع قائد الفوج العميد عبدالله المواس الذي قال جواباً على سؤال «التمدن»:
«تسلمت قيادة الفوج في نهاية العام 2016 حيث كانت كل الآليات معطلة.
وإنطلاقاً من خبرتي العسكرية والقدرة على التصرف،
استطعنا تصليح سبع آليات خلال اسبوع ما نزال نحافظ على إستمرار عملها.
لم يكن لدى السرية سيارة صهريج كبيرة، فالآليات المتوفرة صغيرة قادرة على دخول شوراع وطرقات مدن الاتحاد الضيقة.
الآليات المتوفرة
والآليات المتوفرة لدينا هي:
– «إيفيكو» إيطالية، موديل 2008، سعة 2000 ليتر.
– «إيفيكو» بيروت (موضوعة لدينا بالأمانة من فوج إطفاء بيروت)، سعة 6000 ليتر.
– صهريج موديل 2016، سعة 6000 ليتر.
– «إيسوزو» موديل 1989، سعة 1000 ليتر.
– «نيسان سفاري» موديل 1992، لسحب المياه.
– «نيسان يابانية» موديل 1993، سعة 1000 ليتر، وللانقاذ.
– «لاندروفر» موديل 2011، سعة 300 ليتر.
– سيارة إسعاف قدمها، مؤخراً، رئيس بلدية طرابلس للفوج».
تحويل السرية إلى فوج
أضاف: «كانت التسمية سابقاً «سرية إطفاء» يُفترض ان يكون عديدها الأقصى 120 عنصراً.
مع العلم أنه ومنذ 80 سنة طُرحت مسألة تحويلها إلى فوج كي يتوفر له العديد والعدة الأكثر.
وقد استطعنا تحويل السرية إلى فوج، وهذا بحد ذاته إنجاز كبير، وصار بالإمكان زيادة العديد والعدد».
خلال 3 أشهر نستلم 3 آليات جديدة
وقال: «علينا المحافظة على الآليات الموجودة.
كما ان رئيس الاتحاد وافق على شراء ثلاث آليات، وقد أجريت المناقصة، وخلال الأشهر الثلاثة المقبلة ستكون بحوزة الفوج».
الفوج 55 عنصراً
وبالنسبة لعديد الفوج قال:
«لدينا 55 عنصراً:
– ضابطان،
– 13 سائقاً،
– 40 عنصر إطفاء.
وهؤلاء يقسمون إلى ثلاث فصائل،
كل فصيلة تداوم 24 ساعة متواصلة،
ويكون الإطفائي جاهزاً خلال ثواني في حال وقع أي حريق، ويرتاح 48 ساعة.
ليس لدينا متطوعين
ليس لدينا متطوعين، ونتمنى ان نبدأ مطلع السنة المقبلة في إطلاق «أصدقاء الإطفائيين»، كما في بلدان العالم المتطورة».
رجل إطفاء واحد مقابل كل 20 ألف مواطن
وأوضح «أن المصطلح العالمي هو ان يكون مقابل كل ألفي مواطن رجل إطفاء واحد.
فإذا اعتبرنا عدد سكان مدن الفيحاء 850 ألف نسمة نكون بحاجة إلى 425 إطفائي، أي لدينا نقص كبير.
ولذلك سعينا لتحويل السرية إلى فوج كي نستطيع إدخال عناصر جدد بالتوازي مع عدد الآليات المطلوب.
نواقص تجهيزات
ولدينا نواقص في تجهيزات عناصر الإطفاء، مثلاً لدينا أجهزة تنفس تكفي 15 عنصراً فقط، والبدلات قديمة».
ليس بإستطاعتنا إنشاء فروع
وبالنسبة لإمكانية إقامة عدة مراكز للفوج قال:
«لدينا المركز الرئيسي فقط، وليس باستطاعتنا فتح مراكز أخرى بسبب عدد العناصر والآليات.
مع أنه يجب إقامة مراكز أخرى نظراً لصعوبة الانتقال من المركز الرئيسي إلى بعض المناطق عند وقوع حرائق، وخاصة إلى أبي سمراء والقبة.
الوقت هو العدو الأول
ونلفت إلى ان عامل الوقت هو العدو الأول، لأن أي تأخير في الوصول يحول دون النجاح في إطفاء الحرائق.
ومن ضمن تطلعاتنا المستقبلية فتح مركز في أبي سمراء».
بالنسبة للطوابق العليا
– وعن توفر الامكانيات للتعامل مع الحرائق التي قد تقع – لا سمح الله -في الطوابق العليا من الأبنية المرتفعة قال المواس:
– «للتعاطي مع هذا الأمر نظمنا دورة «إنقاذ حبلي» تمكن عناصر الإطفاء من الوصول إلى الطوابق المرتفعة بواسطة الحبال.
ولو كانت لدينا آليات مزودة بسلالم متحركة فإن الأمر يكون أكثر سهولة ويسر، ولذلك فإن الفوج بحاجة ماسة إلى هكذا آلية».
تنسيق مع الدفاع المدني
وأكد «وجود تنسيق مع «الدفاع المدني» خاصة في الحرائق الكبيرة والتعاون قائم بين الطرفين، وقد شاركنا في إطفاء العديد من الحرائق خارج مدن الاتحاد».
«غرفة الكوارث»
ورداً على سؤال حول «غرفة العمليات – الكوراث» التي كانت قائمة بتمويل إيطالي قال العميد المواس:
«عندما تسلمت مهماتي لم تكن موجودة، وعلمت ان الجهازين اللذين كانا فيها تم نقلهما إلى مركز محافظة الشمال بعد صدور قرار حكومي باستحداث مراكز لمكافحة الكوارث في المحافظات.
و«غرفة الكوارث» عقدت اجتماعين منذ تأسيسها وبعدها لم نُدعَ إلى أي اجتماع».
بعد جريمة تفجير المسجدين صدرت وعود بآليات وتجهيزات وتفريغ عناصر.. ولكن لا شيء نُفذ!!!
وحول ما طُرح، بعد جريمة تفجير مسجدي «التقوى» و«السلام» (2013)، من تعزيز دور الإطفاء واستحداث غرف عمليات قال:
«عُقدت اجتماعات مكثفة ومؤتمرات في ذلك الحين،
وحُكي عن:
– آليات جديدة،
– وتفريغ عناصر،
– وتجهيزات تصل قيمتها إلى مليوني دولار، لكنني عندما تسلمت منصبي لم أجد شيئاً من هذا القبيل، ولا أعرف الأسباب.
كنا نتمنى لو تُرجمت هذه الوعود على أرض الواقع لأننا بحاجة ماسة إليها».
من يُطمئن الناس
وإذا ما كان باستطاعته تطمين سكان مدن الفيحاء إلى إمكانية التعاطي الناجح مع أية حرائق أو كوارث قد تحصل قال:
«يد واحدة لا تصفق، ولكن ان نضيء شمعة خير من ان نلعن الظلام.
لا يجوز الحديث عن عدم توفر الامكانيات، بل يجب البدء بالقدرات الذاتية والعمل الحثيث وطلب تعاون الناس معنا لأننا نكمل بعضنا البعض، ويكون بإمكان قائد الفوج النجاح في عمله».
ما تحقق
أضاف: «مثلاً: عندما تسلمت منصبي كان مبنى الفوج بحاجة إلى تأهيل وصيانة، وقد استطعنا:
– إعادة الحياة إلى المبنى خلال شهر ونصف الشهر، وبكلفة سبعة ملايين ونصف المليون ليرة، علماً ان مهندساً درس وضعه وخلص إلى انه يكلف خمسين مليوناً.
– أعدنا صيانة الأجهزة اللاسكية.
– وضعنا خزائن لملابس الحريق للعناصر.
– حصلنا على أربعة أجهزة تنفس (هبة).
– وننتظر الحصول على أربعة أو خمسة أجهزة أخرى (هبة أيضاً).
– وبذلك يشعر الإطفائي بالأمان عندما يدخل إلى الحريق.
علماً ان العناصر كانوا يندفعون لإطفاء الحرائق دون وجود وسائل الحماية اللازمة»؟!
أول السنة: قروض لشراء مساكن
أضاف: «كما قمنا بتأمين قروض سكنية لعناصر الإطفاء توازي قروض عناصر الجيش وقوى الأمن الداخلي، بفائدة متدنية جداً (6.1 بالمائة)، كي يشعر العنصر انه ليس متروكاً وهناك من يساعده في تأمين أوضاعه المعيشية، وسيتم توقيع العقد أول السنة الجديدة.
كما نعمل على صدور قانون إعفائه من رسم تسجيل بيته.
بالتعاون مع «مؤسسة مياه الشمال»
وبالتعاون مع «مؤسسة مياه لبنان الشمالي» أعيد تأهيل مآخذ المياه المهملة منذ 40 سنة، حيث أجرينا بحثاً تبين بنتيجته ان معظمها مسروق أو يُستعمل بطريقة غير مشروعة،
تم تركيب صناديق معدنية،
وأعدنا صيانة المآخذ (52 مأخذاً)، وهي حالياً صالحة للاستعمال من قبل فوج الإطفاء فقط لا غير وهذا العمل تطلب منا جهداً جباراً جداً.
مركز مجاني لمعالجة الحروق للمواطنين
وشعوراً بحاجة الناس أنشأنا مركزاً لمعالجة الحروق البسيطة والمتوسطة في مقر الفوج، يستقبل المحروقين على مدار الساعة طيلة الاسبوع، وتُقدم الخدمات مجاناً، وقد لاقى الأمر استحساناً كبيراً.
كما خضع العاملون في هذا المجال لدورة متخصصة في العاصمة.
دورات غطس وإنقاذ بحري
ونظمنا:
– دورة إنقاذ بحري.
– ودورة غطس بالتعاون مع الجيش.
– ودورة بالتعاون مع وزارة الصحة و«منظمة الصحة العالمية» للتعامل مع الكوراث البيئية (توقفت في آخر لحظة بسبب الأوضاع في لبنان).
– وأجرينا دورات للمؤسسات العامة والخاصة عبر «مكتب السلامة العامة» بالتعاون مع «الصليب الأحمر اللبناني».
– ودورات مع الجامعات والمدارس والمؤسسات والجمعيات والمعاهد بهدف نشر الوعي وثقافة الحد من مخاطر الحرائق (دورات مستمرة).
وعدة دورات في «مرفأ طرابلس».
وسجن القبة،
وشاركنا في دورات لتأمين الحدود البرية والبحرية والجوية في المرفأ مع العديد من المؤسسات العسكرية».
وماذا عن المستقبل؟
وعن رؤيته المستقبلية قال العميد المواس:
«أسعى لجعل الفوج أكثر فاعلية نظراً للتطور العمراني، وبعد التطور الذي شهده مرفأ طرابلس.
وأعمل على إيصال عدد الفوج إلى 120 عنصراً.
– فتح مركز في أبي سمراء.
– مركز بحث وإنقاذ في المرفأ.
– الحصول على العتاد والأجهزة اللازمة بما يتناسب مع عديد الفوج.
– تجهيز فريق الإنقاذ الجبلي والمدني بالأعتدة الخاصة به.
– تطوير مركز معالجة الحروق.
– وبذلك تكون طرابلس ومدن الإتحاد:
منارة مستقبلية،
في عمل رجال الإطفاء،
وحماية السكان والممتلكات والمرافق».
وقال: «في الختام أشكر كل من عاونني على هذه الإنجازات التي قمت بها وأخص بالشكر رئيس «إتحاد بلديات الفيحاء» المهندس أحمد قمرالدين، وكذلك كافة المسؤولين الرسميين والسياسيين في المدينة الغيورين على المصلحة العامة. وكما أتوجه بالشكر إلى الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، وإلى الجندي المجهول عناصر فوج الإطفاء الذين لولاهم لما تحققت هذه الإنجازات».