طرابلس لبنان - سياسية مستقلة

كيف يبدو المشهد في الدائرة الثانية شمالاً؟ مِن «عسر» الترشيحات إلى «يسر» اللوائح

أقفلت بورصة الترشيحات في دائرة الشمال الثانية الإنتخابية على 144 مرشحاً، حيث يتوزعون بحسب الدوائر الصغرى على الشكل التالي: دائرة المنية: 23 مرشحاً، دائرة الضنية 23 مرشحاً، ودائرة طرابلس 98 مرشحاً.

في الترشيحات على مستوى الدائرة:

من الأرقام الأساسية التي يجب النظر إليها على مستوى عدد المرشحين هو عدد المرشحين في دائرة المنية بحيث يتوجب على كل لائحة أن تضم مرشحاً من كل دائرة صغرى. بلغ عدد مرشحي دائرة المنية 23 مرشحاً، بالتالي من المؤكد أنَّ عدد اللوائح لن يصل إلى عدد مرشحي المنية وسيخسر عدد من المرشحين ترشيحاتهم، مع التذكير بأنَّ رسم الترشُح لا يُسترد (بالرغم من أنَّ القانون الإنتخابي الأخير لم يتطرق لهذه النقطة، وصدرت كفتوى شخصية من وزارة الداخلية، مثلها مثل عدد كبير من الأمور التي غفل عنها مضمون القانون الإنتخابي).

في دائرة الضنية، قد تكون عقبة تشكيل بعض اللوائح هي عدم وجود العدد الكافي من المرشحين في الدائرة لإكمال جميع اللوائح في حال إنتظام مرشَحَين من الدائرة في كل لائحة وسحب تيار المستقبل لبعض المرشحين، مما قد يشكل عائقاً أمام بعض رؤساء اللوائح في تشكيل لائحتهم.

أما في طرابلس، فالمرشحون السُنة كُثر وقد ينتظم أغلبهم في لوائح مكتملة أو غير مكتملة. ويظهر ترشُح عدد كبير من العلويين الذين سيتنافسون على مقعد واحد، بالتالي سيخرج عدد منهم من المنافسة قبل دخولها نظرًا لعدم وجود لوائح تأخذهم. كذلك الحال بالنسبة لبعض المرشحين الموارنة والروم الأرثوذكس.

النسبة المتوقعة في مشاركة المقترعين:

بلغ إجمالي الناخبين في دائرة الشمال الثانية 350147 ناخباً. نسبة المقترعين المتوقعة في دائرة طرابلس تدور حول ال50٪ نظرًا لكثرة المرشحين وتوزعهم على مختلف العائلات، أي ما يعادل 118669 مقترعاً. كذلك الأمر في الضنية والمنية، ستكون المشاركة مرتفعة نظرًا لدخول العائلية المعركة وإرتفاع عدد المرشحين، وبحدها الأدنى ستكون 60٪، أي ما يعادل 41022 مقترعاً في الضنية و26663 مقترعاً في المنية.

اللوائح الأساسية المتوقعة في دائرة الشمال الثانية:

مع وصول عدد المرشحين إلى 144 في دائرة الشمال الثانية، تلوح في الأفق قرابة ال 10 لوائح هذه الدائرة. أما اللوائح الأساسية التي تأكد العمل في المطابخ السياسية على تشكيلها فهي 6 لوائح، ولكن عدد المرشحين يدل على أنَّ العدد سيصل حكمًا إلى عشر.

أما اللوائح التي بدأ العمل على تشكيلها، فهي : لائحة تيار العزم يترأسها الرئيس نجيب ميقاتي، لائحة تيار المستقبل يترأسها الوزير السابق سمير الجسر، لائحة تجمع قوى 8 آذار يترأسها الوزير السابق فيصل كرامي، لائحة أشرف ريفي، لائحة التجمع الدستوري يترأسها الدكتور محمد سلهب.

من المتوقع وصول عدد المقترعين في دائرة الشمال الثانية إلى 186354 مُقترعاً أوراقهم صحيحة (غير ملغاة)، بحيث يكون الحاصل الإنتخابي 16941 صوتاً. إنطلاقًا منه، كل لائحة لا تحصل على الحاصل الإنتخابي ستخرج من المنافسة ليُصار بعدها إلى إحتساب حاصل إنتخابي جديد وهو الحاصل الإنتخابي الذي على أساسه ستتوزع المقاعد على اللوائح. أما بالنسبة للوائح التي يُعمل على تركيبها حتى الساعة والموجودة أعلاه، فهي التالية:

لائحة تيار العزم:

تُعتبر لائحة تيار العزم اللائحة الأقوى في الدائرة بسبب وجود الرئيس نجيب ميقاتي على رأسها، وهو يُعتبر الأبرز في لائحته وبين جميع المرشحين في دائرة الشمال الثانية، بحيث يُعتبر من الأسماء النادرة التي لم تغب عن الساحة منذ قدومه إليها، ويملك المؤسسة الإجتماعية-الصحية الأبرز في شمال لبنان. كما يبرز في اللائحة الوزير السابق جان عبيد وتوفيق سلطان، بالإضافة إلى اسم الوزير السابق نقولا نحاس، ومحمد الفاضل كأحد الذين سبق وترشحوا إلى الإنتخابات النيابية عدة مرات، كذلك الدكتور محمد نديم الجسر كمرشح سابق، وتتضمن اللائحة عددًا من الأسماء المعروفة بالرغم من عدم ممارستها الشأن العام سابقًا، مثل الدكتور رشيد مقدم والدكتور جهاد يوسف والدكتورة مرفت الهوز. يُعتبر الخط السياسي الوسطي أهم ما يُميز هذه اللائحة، التي ستخوض الإنتخابات معتمدةً على ثقل تيار العزم وما يمثله من جهة، بالإضافة إلى المشروع السياسي الوسطي والذي يحمل الكثير من الحلول كمشروع سياسي واضح من جهةٍ أُخرى.

لائحة تيار المستقبل:

يخوض تيار المستقبل الإنتخابات في هذه الدائرة معتمدًا على وجوه شبابية بحسب ما أظهرت التطورات الأخيرة، بحيث برز ترشُح نجل الوزير السابق أحمد فتفت عن مقعد الضنية، ونجل الوزير محمد كبارة عند المقعد السني في طرابلس. كما يبرز إسم ممثل تيار المستقبل في طرابلس الوزير السابق سمير الجسر، وإسم النائب كاظم الخير عن دائرة المنية، والنائب قاسم عبدالعزيز عن دائرة الضنية. ستتأثر لائحة تيار المستقبل بدرجة كبيرة في هذه الدائرة نظرًا لوجود أكثر من طرف يمكنه العمل على إجتذاب جزء ممن كانوا يصوتون سابقًا للتيار كالوزير السابق أشرف ريفي، جزء كبير من الناشطين السابقين في التيار والذين إلتحقوا بالمجتمع المدني، الجزء المعتدل من التيارات الإسلامية التي تتجه نحو تشكيل تحالف إسلامي، الأمر الذي سيُشكل أزمة للتيار في طرابلس، لن يكون الحل البديل لها إلا عبر جمهور الوزير محمد كبارة بالإضافة إلى الدعم الذي سيلقاه من ماكينة الصفدي الإنتخابية من أجل النهوض باللائحة. أما في الضنية والمنية، سيتأثر التيار بمواجهة عدد كبير من المرشحين الذين كانوا مناصرين سابقين له وباتوا اليوم على لوائح مناهضة، الأمر الذي سيشتت جمهور تيار المستقبل إلى قرابة 5 أجزاء على أقل تقدير. يُعتبر كثرة اللوائح وتشتت أصوات تيار المستقبل بالعامل السلبي الكبير والذي سيسبب أزمة كبيرة داخل التيار، وسيُفقده الكثير من الحظوظ بأن ينال حصة مهمة، لا بل العكس بحيث سيكون عدد المقاعد التي ستنالها هذه اللائحة صادم للغاية وقد يصعب أن يصل إلى 3 مقاعد.

لائحة قوى 8 آذار:

بعد توجه الرئيس نجيب ميقاتي إلى خوض معركته ضمن لائحة لتيار العزم، إتجه الوزير فيصل كرامي لتشكيل لائحته التي لن تضم أي مرشح علوي منتسب إلى الحزب العربي بعد إعلان الحزب عدم ترشيحه لأيٍ من المحازبين. يبرز في هذه اللائحة النائب السابق جهاد الصمد، كمال الخير، الوزير فيصل كرامي وإلى جانبهم الدكتور طه ناجي ممثل جمعية المشاريع الخيرية. يشكل كل مرشح من هذه اللائحة بلوك خاص به، سيسمح لها بأن تتخطى الحاصل الإنتخابي وتدخل للمنافسة على أكثر من مقعد.

لائحة الوزير أشرف ريفي:

يخوض الوزير أشرف ريفي معركته الإنتخابية وفي رصيده الكثير من الإنكسارات الشعبية. من جهة، خسر الريفي المجتمع المدني الذي يعتبر بأنَّ الريفي قد سلبهم إنتصار البلدية، أما من جهةٍ أُخرى فهم يعتبرون الريفي المسبب الأكبر لأزمة بلدية طرابلس اليوم. كما سيصعب على الريفي خوض المعركة بالخطاب الذي إنتهجه منذ زمن من أجل شدّ عصب الشارع، خاصة وأنَّ معركته اليوم ليست مع تحالف سياسي مُعَيَّن، بل هناك قوى سياسية ومدنية قد تكون أكثر إقناعًا من الريفي. تجدر الإشارة أنَّ الجزء الأكبر من المجتمع المدني فك ارتباطه بالريفي، بالإضافة إلى عودة مفاتيح شعبية متعددة من مكتب الريفي بإتجاه الشيخ أحمد الحريري في تيار المستقبل. هذه الخسارات المتعددة ستجعل الريفي أمام مأزق كبير يتمثل في الحصول على حاصل إنتخابي.

لائحة التجمع الدستوري الديمقراطي:

بدأ الدكتور محمد سلهب رئيس التجمع الدستوري الديمقراطي بتشكيل لائحة تضم أعضاء من التجمع. وبرز إسم الدكتور سلهب في العديد من النشاطات المحلية على مستوى الشأن العام، كما من خلال الجامعة اللبنانية الفرنسية التي أسسها ويترأسها اليوم. يرتكز مشروع التجمع الدستوري على وثيقة دستورية وبرنامج عمل سياسي قدمه الدكتور سلهب في العديد من المقابلات السياسية المرئية والمسموعة والمكتوبة، بالإضافة إلى عددٍ من اللقاءات في المناطق. كما تجدر الإشارة أن إسم الدكتور سلهب كان الأبرز في بعض إستطلاعات الرأي على مواقع التواصل الإجتماعي. المعركة الأولى أمام لائحة التجمع الدستوري هي في الحصول على حاصل إنتخابي.

باقي اللوائح المتوقع أن تُبصر النور:

أما في باقي اللوائح، فمن المتوقع صدور أكثر من لائحة عن المجتمع المدني تتضمن عددًا من الناشطين بحيث بدأ الدكتور جمال البدوي تشكيل نواة لائحة مع عددٍ من الناشطين (جورج شبطيني، فادي الجمل، هبا نجا) كما يتوجه حزب سبعة إلى تشكيل لائحة مع آخرين (مالك مولوي، داني عثمان، خالد تدمري، فرح عيسى)، بالإضافة إلى عبد الحميد غندور وحزب «قاوم» اللذين يعملان على تشكيل لائحة أيضًا (عبد الحميد غندور، يحيى مولود، ديالا شحادة، سامر فتفت، علي الصمد)، وهناك كميل مراد الذي يسعى لتشكيل لائحة من المجتمع المدني، كما يُنتظر معرفة أين ستكون وجهة الجماعة الإسلامية والنائب السابق مصباح الأحدب. علماً ان البعض من هذه اللوائح تسعى للاندماج بعضها مع البعض الآخر الا ان التفاهمات فيما بينها تبدو صعبة.

ومن الجدير بالذكر أنَّ جميع هذه اللوائح يجب أن تعمل في بادئ الأمر على الحصول على حاصل إنتخابي لدخول المنافسة، كما بات من المؤكد أنَّ كثرة اللوائح سيؤدي إلى تخفيض الحاصل الإنتخابي إلى ما دون ال14500 صوت.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.