محمد عبدالفتاح شديد (المرعبي) مرشح «الجماعة الإسلامية» عن المقعد السني في عكار: الطبقة الموجودة في المشهد السياسي لم تكن منتجة كما يجب فإنجازاتها قليلة جداً بل معدومة مقارنة مع تطلعات واحتياجات ابن عكار

مرشح الجماعة الإسلامية السيد محمد عبدالفتاح شديد (المرعبي) عن المقعد السني في دائرة عكار، إلتقته «التمدن» في بزبينا وهي واحدة من أصل حوالي 300 قرية في محافظة عكار.
وكان هدف اللقاء تبيان وشرح سيرته الذاتية، إنجازاته المهنية ومساعداته خارج وداخل لبنان ومشروعه السياسي وقناعاته وطموحاته…
يبدأ محمد عبدالفتاح شديد (المرعبي) حديثه قائلاً: «ولدت في قريتي بزبينا في عكار سنة 1968. ترعرت ونشأت بين أهلي وأقاربي وأهل قريتي في ربوعها الحبيبة حتى بلغت سن الرشد 18 سنة…
هاجرت إلى البرازيل ساعياً وراء تحصيل العلم على الصعيد التعليمي، المهني والاجتماعي وبناء ذاتي…
والدي عبدالفتاح شديد (المرعبي) مدير مدرسة بزبينا الرسمية سابقاً لحين تقاعده. والدتي المربية روعة عبدالقادر (المرعبي). متأهل ولدي 5 أولاد. أجيد 3 لغات: العربية، الفرنسية والبرازيلية.
أنتمي فكرياً وسياساً لـ «الجماعة الإسلامية» حيث إنتميت إليها سنة 1992 إيماناً بفكرها وسياستها وقناعاتها المعتدلة والبناءة…».
∎ ما إنجازاتك المهنية والاجتماعية خارج وداخل لبنان؟
عند بلوغي سن الرشد، هاجرت إلى البرازيل للعمل والكفاح لإنجاز وتحقيق كل ما أستطيع إنجازه، ابتدأت من الصفر حيث كنت لا أملك سوى إرادتي القوية ورغبتي وطموحي للوصول إلى ما أصبو إليه.
عملت جاهداً مكرساً وقتي بدون كلل أو ملل وهوان متعرضاً لمشقات وصعوبات جمة لشق طريقي على جميع الأصعدة المهنية والاجتماعية.
وبفضل إرادتي وتصميمي وتحملي الدؤوب المتواصل إجتزت مراحل كثيرة للوصول لتحقيق جزء من طموحاتي المتعددة في تحقيق ذاتي وبلوغ إلى ما أنجزته اليوم… ومازلت أطمح بانجاز المزيد.
أنا رجل عصامي أسست نفس بنفسي. أنا اليوم رجل أعمال ناجح (بفضل من الله) أدير أعمالي شخصياً ومن خلال متابعتي ومثابرتي على عملي والنشاط التجاري، أسست مصنعاً لتصنيع الألبسة الجاهزة، خاصة «الجينز»، تحت إسم .Guitto Rio أعمل في المقاولات (بناء وبيع وشراء عقارات) في البرازيل ولبنان… خلال غربتي زاولت النشاط التجاري المدني والعمل الاجتماعي.
كنت مساهماً ومؤسساً لعدة روابط اجتماعية ومؤسسات خيرية في البرازيل. كنت أول من أسس هذه الجمعيات والروابط. أنا اليوم رئيس ومؤسس وعضو في «رابطة الشباب المسلم» في البرازيل… وأيضاً عضو ومؤسس في «رابطة الإتحاد الوطني للجمعيات الإسلامية» لغاية يومنا هذا…

∎ متى عدت إلى الوطن؟
عدت إلى الوطن سنة2010 وأنا في سن 41 كرجل أعمال أتنقل ما بين لبنان والبرازيل لمتابعة أعمالي التجارية ونشاطاتي الاجتماعية والمؤسساتية.
ما إنجازاتك ونشاطاتك في بلدتك بزبينا؟
أنا رئيس مجلس أمناء «وقف الجوهرة» الذي يضم مدرسة الجوهرة، ساهمت في بعض النشاطات الخيرية وساهمت في تمويل العديد من المساجد ومراكز الرعاية الصحية والجمعيات والمؤسسات الخيرية كافة مثل «جمعية العلم والإيمان» و«جمعية التعاون الإجتماعي والثقافي».
أنا إنسان عصامي، عملي، رجل أعمال ناجح بفضل الله وغير محتاج (شبعان).
وليس لدي خوف من إنجاز أي عمل بل على العكس فأنا لدي الطموح والإصرار، والإقدام على أي عمل استطيع أن أنجزه لتوفير ما يلزم المواطن العكاري خاصة واللبناني عامة
كما أنني داعمٌ ماديٌ قوي للجمعيات الخيرية التي تتواجد فيها تنمية بشرية بوجه خاص، كذلك أنا عضو مساهم في «صندوق الزكاة» فرع عكار.
كما أنني عضو في «المجلس الشرعي الأعلى» عن عكار، ولقد فزت بعضوية هذا المجلس عبر الاقتراع حاصلاً على 490 صوتاً والأول حصل على 550 صوتاً… كما أنني جهزت قاعة إستقبال كبيرة ومسرحاً كبيراً يتسع لأكثر من 300 شخص مجهز بأحدث التقنيات لأتيح لأهل قريتي الاستفادة وممارسة النشاطات التربوية والاجتماعية والثقافية والترفيهية أملاً في إنشاء جيل جديد مثقف ولديه الإمكانيات لممارسة أنشطته.
∎ متى انتسبت إلى «الجماعة الإسلامية»؟
انتسبت لـ «الجماعة الإسلامية» وأنا في العشرينات من عمري سنة 1992 لقناعتي بسياستها الداخلية والخارجية وفكرها الاجتماعي والسياسي.
∎ ما مشروعكم السياسي في «الجماعة الإسلامية»؟
بداية، وبشكل عام لدى «الجماعة الإسلامية» مشروع متكامل ومدروس على صعيد لبنان، وبعض البنود والأهداف في عكار خاصة. وهي تنبع من وجه أهل عكار ومتطلباتهم وإحتياجاتهم الأساسية اليومية، كمستشفيات، مستوصفات، معاهد، مدارس، جامعات، كهرباء، ماء الشفة، بنى تحتية، توظيفات ولا ننسى الأهم المطار والمرفأ.
إن أهل عكار يعيشون الحرمان منذ زمن بعيد، وهم خارج المعادلة وخارج الخريطة اللبنانية. بداية علينا أن نعمل ونسعى لإستكمال كافة المراسيم للمؤسسات الضرورية للمحافظة. نذكر منها التركيز على المستشفى الحكومي ومشاكله، والمعاناة التي يواجهها المواطن العكاري لدخوله وتلقي الطبابة والاستشفاء، علماً أن المستشفى اليوم لديه التجهيزات اللازمة ولكن ينقصه الطاقم الطبي.

نذكر أيضاً معاناة الطلاب في تحصيل دراستهم الجامعية، فهناك تقصير واضح وفادح على كل الأصعدة والتفاصيل أشد وأمر، إني أشعر بمعاناة شبابنا وشاباتنا ومراراتهم اليومية في كافة هذه المجالات.
مثلاً: إن أهلنا في وادي خالد وجبل أكروم وعكار العتيقة وفنيدق ومعظم قرى عكار مجبورون على التنقل لأكثر من ثلاث ساعات على الطرقات ليصلوا لأخذ مقعدهم الدراسي الجامعي مما يشكل عليهم عبءاً صحياً ومالياً. وهذه نبذة صغيرة على الصعيد التربوي.
لذلك سوف نعمل بجهد واستمرارية لكسب حق من حقوق أهلنا المحرومين وتأمين كل هذه الإحتياجات.
∎ ما برأيك كيفية تحصيل هذه الإحتياجات؟
أولاً أليست عكار محافظة؟ ألم يصدر قرار بإقرارها محافظة؟
أنا أقول: إن عكار محافظة، ولقد صدر مرسوم بإقرار عكار محافظة، وهذا هو الأساس، فلنتكلم على هذا الأساس ولنسأل أين كل هذه المرافق التابعة لها؟
وبما أن الأساس موجود فعلينا إستكمال كافة الدوائر، المراكز والمرافق فيها كمحافظة. وهذا أول مطلب أساسي بشكل عام دون التطرق إلى بقية المسائل. كالتربوية والصحية وغيرها، فنحن، نعول على الدولة لإستكمالها مع كل المقومات والمرافق التي يحتاجها المواطن يومياً.
كل محافظة لها مراكزها، دوائرها ومرافقها، من أمن عام ودوائر رسمية وصحية تابعة للدولة، بإستثناء عكار، فعندما نستكمل كل هذه المتطلبات نكون قد أوجدنا فرص عمل لأكثر من 3000 مواطن.
وهذا ما سنسعى لتحقيقه وإيجاد حلول لتحسين أوضاع ومعيشة الناس، وبإيجاد هذه الفرص والوظائف نكون قد ساعدنا أهلنا في قراهم في تخطي الصعوبات المعيشية التي يعانون منها منذ زمن ولا أحد يهتم. وبإيجاد الفرص والوظائف سوف نرى ونلمس تحسناً في أوضاع الناس من الناحية المالية والاقتصادية وجزءاً من الرفاهية المنشودة الغائبة عن أهلنا في عكار.
نحن كجماعة إسلامية سوف نستمر ونسعى ونعمل بدون ملل للوصول إلى هذه الأهداف وسوف نكافح جاهدين للإنجاز والإنتاج بعون الله.
∎ ما قناعاتك وانطباعاتك الشخصية؟
أنا إنسان عصامي، عملي، رجل أعمال ناجح بفضل الله وغير محتاج (شبعان). وليس لدي خوف من إنجاز أي عمل بل على العكس فأنا لدي طموح وإصرار، والإقدام على أي عمل استطيع أن أنجزه لتوفير ما يلزم المواطن العكاري خاصة واللبناني عامة. لقد بدأت من الصفر واستطعت التوفيق بين العمل المهني والجانب الاجتماعي، والله أكرمني وأعطاني من فضله، فأنا قادر على العمل والإنجاز ولدي قدراتي وقناعاتي وتطلعاتي وطموحاتي للإنتاج وإنجاز أي مشروع لصالح وطني ومنطقتي عكار.
الذي أريد أن أقوله وأشدد عليه بأن عكار بحاجة لشخص يعمل ولديه رؤية واضحة وطموح وإصرار وتصميم على العمل والإنجاز وليس الكلام فقط.
أرى عكار محرومة من أشياء كثيرة وبسيطة من مقومات الحياة، فيجب تنفيذ معظم المشاريع التي ذكرناها سابقاً وسوف نبدأ خطوة خطوة إن شاء الله حتى تحقيق مشاريعنا كلها.
للأسف، الطبقة التي كانت موجودة في المشهد السياسي حتى الآن لم تكن منتجة كما يجب. انتاجاتها وإنجازاتها قليلة جداً بل معدومة مقارنة مع تطلعات وإحتياجات إبن عكار.
∎ هل برأيك هذا التقصير في الانجازات نابع من فساد أو تقصير في المسؤولية من بعض المسؤولين أو عدم صحة إختيار المواطن للنائب؟
التقصير في الإنجازات عائد لعدة أسباب. من هذه الأسباب التسميات، المقصود هنا: إن معظم الإنتخابات النيابية تأتي بالتسميات للمرشحين التي تفرز ممثلين عن المناطق دون التطلع إلى مؤهلاتهم وقدراتهم، ولكن عندما يأتي شخص من قلب الشارع ونبض المجتمع ولديه الكفاءات فسيكون مؤهلاً ومتحمساً للعمل، فإنتاجاته تكون مؤكدة. التسميات تفرز أناساً غير قادرين على الإنتاجية بشكل عام. وبالنهاية نحن نريد أن نرى إنتاجيته وليس لي علاقة بتسمية فلان أو فلان. أنا أبحث وأهتم وأقيّم حسب الانتاجية والإنجازات المثمرة. مثلاً، النائب الذي يمثل المواطن لمدة أربع سنوات وبعد انقضاء مدته التمثيلية نسأل: كم خطوة أنجز؟ فإذا أنجز واحدة من أصل عشر، للأسف لمم ينجز شيئاً.
وإذا أنجز خمس خطوات من أصل عشر فما زالت غير كافية، لأنني أرى لغاية الآن بأن عكار محرومة وخارج الخريطة السياسية، ولم نرَ أي مشاريع جديدة كما يجب.
هناك نقص في الأمور الأساسية، فلنتكلم قليلاً عن الطائفة السنية على صعيد لبنان.
نسأل: أليست الطائفة السنية ثلث المجتمع؟
نحن نرى بأننا لم نحصل على عشرة بالمئة من هذا الثلث (هذا بالعربي الفصيح).
نحن نعيش في بلد المشاركة والمناصفة. ولدينا شركاء في الوطن، فنحن لا نطمح ولا نريد أكثر من غيرنا (مثلنا مثل غيرنا).
فكل ما نطلبه المناصفة والإنصاف. نحن لم نحصل على جزء من الذي حصل لغيرنا، فبعض الأحيان تشعر بأن هذا الحرمان إما متعمد وإما من فشل، وهذا غير طبيعي. الحرمان الذي نعانيه كطائفة غير مقبول وغير طبيعي.
أيعقل ان الجنوب الذي تعرض لأكثر من حرب ومعارك تجد بنيته التحتية أفضل من بنيتنا في عكار.
أؤكد بأن هذا أمر غير طبيعي ومرفوض، وأنا هنا أعطي مثلاً فقط ولكنني أحب وأريد التقدم والإزدهار لكل شبرٍ من وطننا الغالي من أقصى شماله لأقصى جنوبه.
أيعقل أيضاً ان المرافق الموجودة في بيروت وجبل لبنان غير موجودة في عكار!! لماذا؟ وما هو السبب؟
فإذا كانت عكار محافظة مثلها مثل محافظة الشمال مثلها مثل محافظة بيروت، مثلها مثل محافظة الجنوب مثلها مثل محافظة جبل لبنان، فإذاً يجب أن يكون لديها كل المرافق التابعة للدولة والدوائر الرسمية التابعة لوزارات كلها ممثلة بكافة المحافظات (وهذا الذي لم نره). طبعاً هذا هو عمل النائب المنتخب، فعليه واجبات تجاه منطقته وطائفته، وعليه ان يطالب ويتعب ويلاحق ويصمم ويركز حتى يستحصل على هذه المتطلبات.
وللأسف الشديد عندما تقيم النتائج تجدها غير مرضية وغير منصفة وشحيحة.
∎ ما إنجازات «الجماعة الإسلامية» سابقاً وما تقييمك؟
صراحة، نحن كجماعة كنا قبل سنة 2005 ممثلين في المجلس النيابي عبر الدكتور فتحي يكن (رحمه الله) والأخ أسعد هرموش والأخ زهير العبيدي في ظل الوصاية السورية. كلنا عايشنا ظروف تلك الفترة. بعد هذه الحقبة، وفي سنة 2005 عندما أستشهد الرئيس رفيق الحريري، إعتبرنا بأن حالة البلد من عدم استقرار وغليان هي مرحلة إنتقالية. فأردنا أن نخرج خارج المشهد السياسي الانتخابي، ونترك المجال لـ «تيار المستقبل» في حينه كوضع استثنائي. لم تكن لنا مشاركة نيابية في الشمال سنة 2009، لأننا رأينا الوضع في المنطقة غير مستقر كما هو الوضع الإقليمي فآثرنا أيضاً عدم المشاركة. فنحن داخل الطائفة السنية لا نريد خلق أي توتر أو إرتباك أو «شوشرة» فأردنا لمّ شمل الطائفة السنية وهذا من أولوياتنا. لكننا شاركنا في المجلس النيابي عبر ممثل واحد هو الدكتور عماد الحوت نائباً عن بيروت، واعتبرنا بأننا نشارك في السلطة التشريعية ولكن من موقع غير مؤثر لأننا لا
نملك كتلة نيابية وليس لدينا وزراء تابعون للجماعة. علماً بأنه يسعدني ويشرفني بأن أكون ممثلاً عبر الدكتور عماد الحوت. ففي بعض الأحيان كنت أسأل الجماعة عن إنجازاتهم مقارنة مع إنجازات التيارات الأخرى التي تتهمنا كجماعة بعدم الإنجاز؟ وهناك أمران أحلاهما أمر من الثاني.
أيعقل أن تسأل «الجماعة الإسلامية» عن إنجازاتها وهي ممثلة بنائب واحد على عكس بعض التيارات والأحزاب الأخرى الممثلة عبر 30 نائباً، خمسة أو ستة وزراء ورئيس وزراء… ونُسأل ماذا أنجزنا!!! هل هذا سؤال منطقي؟
وسؤالي الثاني: ما هو عمل النائب؟ ونحن نعلم بأن صفة النائب هو نائب تشريعي. فهو في موقع غير تنفيذي (كصفة الوزير) كالوزراء في الدولة…
فنحن نتطلع إلى الأفضل في تمثيل حقيقي لـ «الجماعة الإسلامية». وطبعاً عبر هذا التمثيل الحقيقي يستطيع النائب الإنجاز والإنتاج من موقع وزاري أو كتلة نيابية برلمانية. وهكذا نستطيع تقديم الأكثر فالأكثر فتزداد الشريحة من الناس الذين نستطيع ان نلبي إحتياجاتهم كما تزداد القدرة في تحقيق الإنجازات كجماعة إسلامية.
وأقول لكل من يسأل عن إنجازات «الجماعة الإسلامية» الموجودة منذ 70 سنة، عليه أن يبحث ويدقق ويفتش فسيجد أقاربه، أهل قريته، أحد أفراد عائلته أو ابنه، إما تتلمذوا في إحدى مدارس جمعيات «الجماعة الإسلامية»، أو عولجوا وتطببوا في أحد مراكزها الطبية. فنحن موجودون ولدينا خدماتنا على كافة الأصعدة المتوفرة لدينا لكل مواطن لبناني بغض النظر لأي جهة ينتمي من معتقد أو سياسة، فنحن نخدم الكل دون استثناء، وما زلنا نخدم في موضوع التربية، الصحة، وفي موضوع التنمية البشرية والعمل الاجتماعي.
نحن نعمل جاهدين للمساعدة في كافة المجالات.
∎ على من تعتمد «الجماعة الإسلامية» في انتخاباتها هذه الدورة؟
صحيح ان عدد المنتسبين إلى «الجماعة الإسلامية» عدد معين أو مقبول ولكنها لا تعتمد على نفسها فقط، بل هي تعتمد على الحاضنة الشعبية الكبيرة.
لا يوجد بيت في الطائفة السنية إلاّ ونجد فيه مريدين، على صعيد الوطن كله، ومن كل الشرائح.
فكر «الجماعة الإسلامية» هو فكر إسلامي وسطي تنموي، معتدل، موزون ونهضوي. وهذا الفكر موجود في ذهن كل الطائفة السنية.
في بعض الأحيان، نحن نندهش لوجود عائلات عريقة تؤيد فكرنا وقناعاتنا برغم عدم إنتسابها لنا.
نحن محبوبون من أناس كثر «ويلي بحبونا أكثر من يلي ينتمون إلينا» وهذا شيء نعيشه معظم الأحيان عند زيارتنا لأناس غير منتمين أو منتسبين للجماعة، وتبين لي أن هناك أناساً كثراً قلبهم وعقلهم جماعة إسلامية أكثر مني، وهذا ما يدفع السرور في قلبي كفرد من الجماعة.
«الجماعة الإسلامية» هي الإنسان المسلم السني المعتدل والمتعلم الذي يحاول النهوض في أمته ومساعدة وتطوير مجتمعه وبيئته.
∎ ما رأيكم في الصوت التفضيلي؟ وماذا عن التحالفات الثنائية؟
أنا أقول وبكل صراحة وجدية، إنَّ كل شخص مرشح عليه أن يراجع كفاءاته، إنجازاته على الأرض، قبل الانخراط في هذه الانتخابات بسبب وجود الصوت التفضيلي.
أيضاً، برأيي أنَّ تحالف بعض الأحزاب فيما بينها لا يعني اتفاقها على منهج واحد، هذا القانون لا يعني أنَّ تحالف سبعة أشخاص مع بعضهم البعض هو أساسي وضروري ليبقوا متحالفين بعد انتهاء الانتخابات على أساس وطني أو على أساس مطلببي، ربما يكون هذا التحالف هو انتخابي بحت، لتمرير الإنتخابات فقط.
وأنا أتوجه للناخب بمسؤوليته تجاه صوته لأن صوته أمانة، أطلب من كل ناخب أن يفكر ويدقق ويتطلع للأفضل وتسوية أحواله بالإقتراع الصحيح. عليه أن يسأل نفسه هل هذا المرشح أو ذاك يلبي طموحاتي؟ يحقق أهدافي؟ هل لديه مصداقية وإنجازات ملموسة على الأرض، على الناخب أيضاً ان يفكر ملياً ويتمحص، وأن لا ينجر وراء التسويف الدائم والسابق (سوف نعمل وسوف ننجز وسوف… وسوف…) عليه أن يُدرك تاريخ وإنجازات كل مرشح….).
وعلى الناخب أيضاً أن لا يضيع الفرصة بين يديه ويحاسب، ويبحث عن تاريخ وإنجازات ونتائج، فإذا أظهرت هذه النتائج إنجازات مسبقة لهذا المرشح عل الصعيد الشخصي فليأتمن بصوته لهذا المرشح، وليتابع وليتأكد بإعطائه فرصة أكبر للوصول ومجال أقوى ليكون ضمن الهيئة البرلمانية ليمكنه من الإنتاجية أكثر فأكثر لتعود بالنفع إليه ولقريته ولأهله.
على الناخب مسؤولية كبيرة تحمل كثير من الأماني والأحلام والوعود والحقوق المهدورة بالتصويت المدروس والنافع والمفيد في الإدلاء بصوته في المكان المناسب مع الشخص المناسب ومواصفات المرشح الفعال.
والناخب في هذا القانون الجديد (الصوت التفضيلي) مجبر على أن يختار مرشحاً واحداً لأنه لا يستطيع أن يختار مجموعة أو عدة أشخاص عبر التشطيب، إن هذا النوع من الإنتخابات أجده عنصراً متطوراً، لأنه بالنهاية سيفرز الشخص الذي يحمل صوته ويحقق طموحاته ويدافع ويلبي كل احتياجات الناخب، إني أؤكد وأصر على جدية إختيار الصوت المنقذ، ومحاسبة المتقاعسين السابقين.
أيها الناخب هذا يومك فإما أن يعلو صوتك أو لا، وتبقى كما أنت تعيش التسويف، سابقاً كان بالإمكان اختيار 7 مرشحين، اثنان منهم عن محبة، اثنان مجاملة، و3 كرمال هذا وذاك، وتأتي النتيجة الصادمة غير المعبرة عن الهدف الأساسي المطلوب، على عكس هذا القانون، فالناخب مجبر عل أن يختار إسماً واحداً بغض النظر لأي تحالف ينتمي المرشح.
∎ بماذا تعد الناخب العكاري إذا فزت بالانتخابات؟
أنا كنائب، سأحاول بكل طاقاتي وإمكانياتي أن أساعد أهل عكار وأحقق مطالبهم وإحتياجاتهم إن شاء الله.
كما أنني إذا فزت سأكون داعماً لأي جهة سواء صوتت لصالحي أم لم تصوت، لأنني سوف أكون نائباً عن عكار وليس فقط عن الذين انتخبوني، سأكون نائباً وداعماً لكل مواطن في عكار في كافة قراها وبلداتها.
الله أكرمني بشباب من «الجماعة الإسلامية» منتشرين في كافة قرى عكار وقد أفسحوا المجال لي لزيارة مناطق كثيرة وعائلات ومؤسسات حيث أطلعنا على معظم مشاكلهم وإحتياجاتهم. للأسف، حجم التمثيل لـ «لجماعة الإسلامية» غير منصف، فأنا أشعر بأننا مظلومون ومغبونون مقارنة مع تواجدنا وحضورنا في عكار خاصة ولبنان عامة منذ 70 سنة. فلنا وجود وحضور في كل المناطق وممثلون بنائب واحد فقط!!! أين المشاركة!!! هناك 27 نائباً عن الطائفة السنية ممثلة في البرلمان اللبناني، فهل يصح ويعقل ان تكون الجماعة ممثلة بنائب واحد!
∎ هل هذا تمثيل صحيح وطبيعي؟
أنا أقول وأكرر بأنه ليس تمثيلاً طبيعياً ومنصفاً، نحن تنازلنا وتركنا مجالاً لغيرنا في ظرف سياسي معين، ولكن هذا لا يعني على أن يبقى تمثيلنا كل حياتنا كما هو اليوم. إذا تركنا المشهد السياسي لمدة أربع سنوات فلا يعني بأننا سنترك 8 سنوات أو أكثر، يجب ان يكون وضعنا التمثيلي أفضل من السابق، وسوف نعمل على تصحيح الوضع بكل قوة وإصرار، على صعيد عكار رشحنا واحداً من أصل ثلاثة، نحن لسنا إلغائيين ولسنا إقصائيين، نحن نريد المشاركة، نحن نقول بأن الطائفة السنية مستهدفة في الصميم ووضعها غير مقبول، هناك ظلم في حق عكار، نحن نقول ونطلب العمل سوياً، ونطالب بأن لا يتحملوا وحدهم العبء بالنهوض بالطائفة السنية عبر المشاركة والتعاون، تمثيلنا في عكار عبر مرشح واحد تاركين المجال لمرشحين اثنين، نحن لا نطلب أكثر من المعقول مقارنة مع حجمنا على صعيد لبنان، في الوضع الحالي غير المنصف والعادل.
∎ ما نظرتك وقناعتك في حصر سلاح المقاومة الإسلامية بيد حزب الله؟
بداية، «الجماعة الإسلامية» هي من بدايات المقاومة سنة 1982، نحن أساس المقاومة الإسلامية، نحن أول من قدم الشهداء في الجنوب قبل غيرنا، هناك قوى وطنية كثيرة شاركت في العمل المقاوم حينها، وأؤكد على أن المقاومة الإسلامية التي كانت في بيروت وصيدا والجنوب تحديداً كجماعة إسلامية مازالت رموزها وشهداؤها لغاية اليوم معروفين بالأسماء، والتواريخ. حصرت المقاومة الإسلامية في فئة واحدة بعد فترة من الزمن.
نحن نؤيد لبنان كله بطوائفه المختلفة. وكل أطيافه المتنوعة، وأحزابه لها الحق وعليها واجب المقاومة ضد العدو الإسرائيلي، أنا أؤمن بحصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية ونحن كجماعة لا نؤمن بوجود دولة داخل الدولة. نحن نؤمن بأحقية وجود السلاح بيد الدولة وحصرية امتلاك السلاح، ونحن كلنا جنود في هذه الدولة عندما تطلب منا دولتنا مساعدتها للدفاع عن البلد، بالنسبة للعدو الاسرائيلي، اليوم منذ 70 سنة وقبلها بكثير نعتبر العدو الإسرائيلي هو العدو الأساسي والأول للبنان وللمسلمين وللعرب ولكافة الدول، هذا العدو الغاصب الذي احتل أرضاً ليست أرضه وشرد شعباً وانتهك حقوقه، من حق هذا الشعب أن يقاوم ويدافع لاسترداد وطنه وأرضه، نحن مع المظلوم ضد الظالم، نحن نؤمن بالمقاومة المتنوعة الشاملة ضمن رعاية الدولة اللبنانية ضد العدو الإسرائيلي الغاشم.
∎ هل هناك أي فعالية انتخابية لـ «الجماعة الإسلامية»؟
لدينا رؤية للوطن وتصور عن طبيعة علاقتنا بالآخر، نحن قادرون على أن نقدم لإخواننا وشركائنا في الوطن تصوراً واضحاً عن طبيعة العلاقة الموجودة في لبنان وتطلعاتنا وطروحاتنا.
ولدينا وثيقة للم شمل الطائفة السنية.
عرضنا هذه الوثيقة على سماحة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان ورئيس الحكومة ورؤساء الحكومة السابقين، لدينا تطلعات وطروحات وأفكار ونحن نتشاور مع الجميع.
∎ ما علاقتكم مع «تيار المستقبل»؟
نحن في العمق مع فكر «تيار المستقبل» لما يمثله، نحن كالإخوة، نمثل الطائفة السنية، صحيح بأننا نتنافس على مقعد معين ولكن هدفنا واحد هو مصلحة الطائفة السنية بعيداً عن الخلاف مع بعضنا، وعندنا عمق سني مشترك.
لهم خدماتهم ولنا خدماتنا كلها تصب في مصلحة الطائفة السنية خاصة وعلى صعيد كل الوطن.