«ديك» في طرابلس و«مفتاح انتخابي» لباسيل في البترون

ضمن جولاته على قرى قضاء البترون، زار الوزير جبران باسيل بلدة بشتودار حيث نظم له لقاء في قاعة البلدة بحضور مختار البلدة سميح الحسن ومنسق «تيار المستقبل» في البترون وجبيل جورج بكاسيني، ومنسق «التيار الوطني الحر» في قضاء البترون طوني نصر وهيئة «التيار» فيه، وحشد من اهالي البلدة.
باسيل اعتبر ان الاتفاق بين «التيار الوطني الحر» و«تيار المستقبل» انتج انتخاب رئيس الجمهورية وقانون الانتخاب وهزيمة الارهاب، بالاضافة الى التضامن الوطني الذي اوصلنا الى مؤتمر «سيدر»، والى بناء المؤسسات والانتهاء من منظومة الفساد. من جهته شكر منسق «تيار المستقبل» جورج بكاسيني الوزير باسيل على زيارته، واكد ان باسيل عمل لكل الناس في وقت لم يلتفت حلفاء «تيار المستقبل» من نواب المنطقة الى اهلنا في بشتودار والى حاجاتهم. واعتبر ان العلاقة مع «التيار الوطني الحر» انتجت توازنا يحتاج اليه البلد واعاد صحة التمثيل، وسيبني شراكة وطنية.
حول هذا الموضوع، وحول السلوك الانتخابي لبكاسيني في طرابلس، كتبت «ملفات انتخابية» ما يلي:
«يجب التوقف عند السلوك الإنتخابي لبكاسيني وتقييمه في الميزان السياسي والأخلاقي.
يدخل بكاسيني طرابلس مرشحاً عن مقعدها الماروني، وبدل أن يعطي الإنطباع عن أدب التواصل وحُسنِ الخطاب، طاب له أن يحول نفسه «ديك» لائحة «المستقبل» ، فبدأ بإستهداف الرئيس ميقاتي، مع تنظيم «مظاهرة» لبضعة عشر شخصاً يطالبون ميقاتي بالخروج من مدينته.
حوّل بكاسيني نفسه رأس حربة في طرابلس، بإعتباره مرشحاً، لكنه في الآونة ذاتها، كان يحوّل نفسه إلى ما يشبه «المفتاح الإنتخابي» بين يدي الوزير جبران باسيل، في مفارقة عجيبة غريبة، أنتجتها إنتخابات النسبية ذات الصوت التفضيلي.
في طرابلس يرفع بكاسيني عقيرته ضد الخصوم محاولاً تعويض التقصير الذي يحيط بأداء لائحة المستقبل، موحياً بأنه هو الذي يشكّل رافعة اللائحة!
أما في البترون ، فإن بكاسيني ، الذي لا يستخدم صفته كمرشح عن طرابلس، بل يقدّم نفسه كمنسق لـ«تيار المستقبل» في القضاء ، ينقـّب عن الصوت التفضيلي لجبران باسيل في القرى المسلمة، وفي المناطق التي يوجد لتياره فيها حضور، وهو لا يكتفي بذلك، بل إنه يتصل ويضغط على بعض رؤساء البلديات والمختارين المحسوبين على حزب «القوات اللبنانية» لينحازوا إلى باسيل ، فضلاً عن سعيه لشق صفوف العائلات البترونية لتحصيل بعض التأييد لباسيل.
تتوالى محاولات بكاسيني من قرية إلى أخرى بوتيرة هستيرية ، أنتجت حتى الآن إنطباعاً عند أهالي القرى الإسلامية وكثير من المسيحيين المتمسكين بالوحدة الوطنية والعيش المشترك أن بكاسيني، وعلى طريق طلبه الدعم لباسيل يضرب نسيج نتاج التلاقي التاريخي (الإسلامي ـ المسيحي) الذي تحقّق في 14 آذار ، والذي لا تزال القواعد الشعبية متمسكة به، وغير مقتنعة بأن تحالفاً إنتخابياً عابراً كافٍ لإطاحة هذه الروح التي لم تدفن أهوال الحرب الأهلية فحسب، بل إنها أحيت الروح الوطنية لأجيال قادمة.
لا يقتنع السُـنـّة في البترون بدعايات بكاسيني عن «عظمة» جبران باسيل، وهم الذين سمعوه ويطلق الدعاية السوداء ضدهم، بينما وقف سمير جعجع مُدافعاً عن السُنة، في وجه حملات شيطنتهم ووصمهم بالإرهاب، فضلاً عن إهماله لهم إنمائياً على مدى العقود الماضية، وإتباع سياسة الإبتزاز معهم في كل الملفات التي تعنيهم.
كذلك لا يقتنع أبناء طرابلس بجدية هذا المرشح الذي ينفخ صدره وينفش ريشه في مدينتهم ، ويتحوّل «مفتاحاً إنتخابيا» يسعى بين يدي جبران باسيل في قرى وبلدات البترون.
وعندما أصدر الوزير جان عبيد بياناً رفض فيه الإساءة إلى جورج بكاسيني، واصفاً إياه بالصديق، وطالباً من مناصريه عدم الإنجرار إلى الإسفاف في الخطاب، كسب الجولة على بكاسيني من اللحظة الأولى وأسقطه بالضربة الأخلاقية القاضية، خاصة أنه تابع إستعراضاته الكلامية ولم يتلقف رسالة الوزير عبيد بما يليق به وبها من إحترام ولياقة.
أخيراً، يتساءل المتابعون: هل يريد الرئيس سعد الحريري فعلاً أن يكون خطاب مرشحيه بهذا المستوى من الإنفصال عن الواقع والعدائية للحلفاء الثابتين على الخط السيادي؟
وهل يعتقد أنه بالتهجم على جان عبيد بما يمثل من قيمة وطنية في طرابلس ولبنان ، يمكنه أن يحقّق تقدُّماً فعلياً في السباق الإنتخابي؟
في الإستنتاج نقول: إن من يرضى لنفسه أن يكون مجرّد مفتاحٍ إنتخابي لجبران باسيل في البترون، لا يصلح لتمثيل مدينة مثل طرابلس بعراقتها وعمقها الحضاري والوطني».