طرابلس لبنان - سياسية مستقلة

دراسة قبل أيام من الانتخاب النيابي في 6 أيار… هكذا يبدو المشهد في الدائرة الثانية شمالاً (طرابلس، الضنية، المنية)

قبل عشرة ايام من الانتخاب النيابي، في 6 ايار المقبل، تنشر «التمدن» أحدث دراسة في هذا الاطار أجرتها «المؤسسة الوطنية للدراسات والإحصاء».

هذه الدراسة الجديدة هي حول حجم القوة التي تملكها كل لائحة في دائرة الشمال الثانية (طرابلس، الضنية، المنية)، وتأثير ذلك على النتائج التي يُتوقع ان تحصل عليها كل واحدة من اللوائح الثماني التي تتنافس في هذه الدائرة الحساسة، والتي وُصفت المعركة فيها بأنها «أم المعارك»، و«معركة الزعامة الطرابلسية»، و«معركة رئاسة الحكومة».

ومن الجدير ذكره أنَّ الدراسات تختلف بمضمونها عن الإحصاءات، وهي تُعتبر أكثر دقة لأنها تعتمد العديد من المعايير، أهمها الشق السياسي، الذي قد تتخذه بعض القوى أو الأحزاب التي تملك قدرة تجييرية، ولكن لم ترشح أحدًا في الدائرة المعنية، إضافة الى إنتقال موازين القوى الشعبية من دفة إلى أُخرى خلال فترة الحملة الإنتخابية (ما يُسمى بتغيُّر مزاج الناخب خلال الحملات الإنتخابية بناءً لعددٍ من العوامل …).

لكن، من المهم الانتباه الى ان ما هو وارد في هذه الصفحة من «التمدن»، لا يتعدى كونه دراسة وضعها مركز علمي، وليس امراً محسوماً بأي شكل من الأشكال. ونحن نؤكد على هذا الامر، كي لا يلتبس الأمر على اي كان، خاصة في ظل قانون  الانتخاب العجائبي، الذي بسبب تعقيداته وتناقضاته قد يضلل الرأي العام، كأن يعتقد البعض  ان ما هو منشور في هذه الصفحة حقيقة نهائية، فيما هو مجرد قراءة استشرافية قد تأتي ظروف الاسبوع الاخير قبل اليوم الانتخابي لتغير معطياتها ونتائجها. لكن حتى 25-4-2018 يبدو المشهد في طرابلس- الضنية- المنية حسب الدراسة كما يلي:

في دخول المنافسة:

تدخل أربع لوائح المنافسة على المقاعد الـ 11 بعد تخطي نسبة الـ 9.09٪ والتي هي النسبة المئوية للحاصل الإنتخابي الذي يجب أن تحصل عليه كل لائحة من أجل دخول المنافسة.

اللوائح الأربع التي (حسب الدراسة) يُقدَّر ان تدخل المنافسة (كما يُظهر الرسم البياني في الاعلى) هي: «لائحة العزم»، «لائحة المستقبل للشمال»، «لائحة لبنان السيادة»، و«لائحة الكرامة الوطنية». و(حسب الدراسة) يُقدَّر ان تخرج من المنافسة اللوائح الأربع المتبقية.

ويظهر في الرسم البياني (في الاعلى)، ان الدراسة تقول إن «لائحة العزم» تحصل على النسبة المئوية الأعلى من الأصوات وذلك بنسبة 29.19٪ تليها «لائحة المستقبل للشمال» بنسبة 29.16٪ ثم «لائحة لبنان السيادة» بنسبة 12.34٪ و«لائحة الكرامة الوطنية» بنسبة 11.21٪.

حسب الدراسة، هذه النسب المئوية هي الأولية قبل الخروج   المفترض من المنافسة، للوائح التي لا تحصل في الدراسة على الحاصل الإنتخابي.

لذلك كما نرى في الرسم البياني الثاني (في الاسفل) تظهر النسب المئوية النهائية بعد إخراج اللوائح التي لم تحصل (في الدراسة) على الحاصل الإنتخابي والنسب هنا تبدو كالتالي: «لائحة العزم» 36.20٪، «لائحة المستقبل للشمال» 35.29٪، «لائحة لبنان السيادة» 14.93٪ ولائحة الكرامة الوطنية 13.57٪.

 هذه هي النسب  التي تحدد توزع المقاعد على مختلف اللوائح وأتى هنا، حسب افتراض الدراسة، على الشكل التالي:

4 مقاعد للائحة العزم، 4 مقاعد للائحة المستقبل، مقعدان للائحة لبنان السيادة ومقعد للائحة الكرامة الوطنية.

قبل الدخول في عملية توزع المقاعد على مختلف اللوائح لا بُدَّ والإضاءة على العوامل التي قد تدخل الساحة الإنتخابية والتي لم تحسم بعد، كقرار الصوت العلوي الذي لم يُحسم بعد ويترقب الجميع قرار «الحزب العربي الديمقراطي» الذي يشكل الثقل في الساحة العلوية. لذلك وحتى تاريخ هذه الدراسة، لا يمكن تحديد وجهة المقعد العلوي سوى كمقعد يتوزع بدون وجود وزن حقيقي يحتضنه، مثله مثل مقعد الروم الأرثوذكس.

كيف سيتم توزع المقاعد على مختلف اللوائح:

نظرًا لخصوصية القانون سندخل في عملية توزيع المقاعد إنطلاقًا من دائرة المنية والتي هي الأصغر، ثم الضنية دخولاً إلى طرابلس.

في المنية يتمتع مرشح «تيار المستقبل» بالأفضلية على مختلف المرشحين في هذه الدائرة مع تقارب ومنافسة كبيرة مع مرشح «العزم» كاظم الخير وكمال الخير.

في الضنية يتقدم المرشح جهاد الصمد لحجز مقعد له إلى جانب مقعد لتيار المستقبل الذي ينافسه على مقعده مرشح من لائحة «العزم» في حال صبت جميع أصوات المقترعين للائحة العزم عند مرشح واحد.

ويتضح مع تقدم المعركة أنَّ الصراع في الضنية بات داخل مكاتب «تيار المستقبل» أكثر من أن يكون مع اللوائح المتنافسة.

في طرابلس

تتوزع المقاعد السنية (حسب الدراسة) على الأسماء الأربعة الأبرز (نجيب ميقاتي، أشرف ريفي، محمد كبارة وسمير الجسر)، ويُفترض أن يدخل أحد الأسماء الجديدة المعركة في ظل غياب الحاصل الثاني عن «لائحة الكرامة الوطنية» حتى الساعة، وفي هكذا حالة قد يرسب الوزير السابق فيصل كرامي بسبب توقُّع عدم دخول لائحته المنافسة على المقعد الثاني.

عن المقعد الماروني يحتل الوزير السابق جان عبيد المقدمة في شارعه كما له حيثية في الشارع السني، وهو الأوفر حظًا لهذا المقعد.

أما مقعد الروم الأرثوذكس في طرابلس، فهو رهن حسابات خاصة بالقانون بحسب المعطيات الموجودة على الساحة الإنتخابية».

* مدير المؤسسة الوطنية للدراسات والإحصاء

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.