دائرة طرابلس – الضنية – المنية إلى ثلاث لوائح… و أكثر؟

أقر مجلس الوزراء قانون الانتخاب الجديد ، الذي تضمن ما يلي: لبنان 15 دائرة انتخابية على أساس النظام النسبي، عتبة نجاح اللائحة هي الحاصل الانتخابي: عدد المقترعين مقسوماً على عدد المقاعد، إعتماد الصوت التفضيلي على صعيد القضاء، لا مانع أن يكون هناك لائحة غير مكتملة ، شرط أن لا يقلّ عديدها عن 40% من عدد المقاعد، في طريقة الاحتساب: يُعتمد الكسر الأكبر، الفرز يتمّ باعتماد طريقة دمج اللوائح وترتيب المرشحين في الدائرة على اساس نسبة الصوت التفضيلي في القضاء، التمديد التقني لمجلس النواب الحالي حتى 21 أيار 2018، يجب إنجاز البطاقة الانتخابية الممغنطة والورقة الانتخابية المطبوعة سلفاً. ولم يتمّ الاتفاق على تخفيض سنّ الاقتراع الى 18 سنة ولا على «الكوتا» النيابية النسائية. وتمّ رفض نقل المقعد الإنجيلي من بيروت الثانية للاولى، أو أي مقعد نيابي آخر.

في ما يلي النص الحرفي لبعض البنود الهامة في القانون:
-تجري الانتخابات النيابية في يوم واحد لجميع الدوائر الانتخابية وذلك خلال الستين يوماً التي تسبق انتهاء ولاية مجلس النواب.
-يتوجب على المرشحين ان ينتظموا في لوائح قبل أربعين يوماً كحدٍ أقصى من موعد الانتخابات، على أن تضم كل لائحة كحدٍ أدنى 40% (أربعين بالماية) من عدد المقاعد في الدائرة الإنتخابية بما لا يقل عن 3 مقاعد وعلى أن تتضمن مقعدًا واحدًا على الأقل من كل دائرة صغرى في الدوائر المؤلفة من أكثر من قضاء واحد.
– تتضمن اوراق الاقتراع الرسمية اسماء جميع اللوائح واعضائها كما تتضمن المواصفات المحددة في الانموذج الذي تعده الوزارة لاسيما: لون اللائحة واسمها ومربع فارغ مخصص لكل واحدة منها ،الاسم الثلاثي لكل مرشح ومذهبه والدائرة الصغرى التي يترشح عنها. توضع الى جانب اسم كل مرشح صورة شمسية له والى جانبها مربع فارغ يخصص لممارسة الناخب حقه في الادلاء من ضمن اللائحة، بصوته التفضيلي وفقا لاحكام هذا القانون.

– لكل ناخب ان يقترع لائحة واحدة من بين اللوائح المتنافسة، ويحق له الاقتراع بصوتٍ تفضيليٍ واحد لمرشحٍ من دائرة الانتخابية الصغرى من ضمن اللائحة التي يكون قد اختارها.
– يتم تحديد عدد المقاعد العائدة لكل لائحة انطلاقا من الحاصل الانتخابي.
– لاجل تحديد الحاصل الانتخابي، يصار الى قسمة عدد المقترعين في كل دائرة انتخابية كبرى على عدد المقاعد فيها.
– بعد تحديد عدد المقاعد الذي نالته كل لائحة مؤهلة، يتم ترتيب أسماء المرشحين في قائمة واحدة من الاعلى الى الادنى وفقاً لما ناله كل مرشح من النسبة المئوية للأصوات التفضيلية في دائرته الصغرى.
دائرة الشمال الثانية
إذاً من المفترض أن تجري الانتخابات النيابية بعد 10 إلى 11 شهراً من الآن. والشمال تمّ تقسيمه إلى ثلاث دوائر: الدائرة الأولى تضم عكار فقط، فيما الدائرة الثانية تضم طرابلس والضنية والمنية، أما الدائرة الثالثة فتضم زغرتا والكورة والبترون وبشري.
في ما يتعلق بدائرة طرابلس – الضنية – المنية تبدو الأمور ذاهبة إلى معركة قاسية تخوضها ثلاث جهات سياسية متنافسة: تيار المستقبل والنائب محمد الصفدي وحلفاؤهما، والرئيس نجيب ميقاتي وحلفاؤه، والوزير السابق أشرف ريفي وحلفاؤه. لكن ذلك لا يعني انه لن تُشكَّل لوائح إضافية تضم قوى أخرى قد تجتمع لتسجيل الموقف أو جسّ النبض أو إثبات الوجود والشعبية المقبولة، أو لوائح تضم مستقلين أو أعضاء من المجتمع المدني يريدون التعبير عن خيارات أخرى بديلة.
وفي ما يتعلق بالامتداد الضناوي – المنياوي للوائح المفترضة قد تكون الأمور محسومة في بعض الجوانب عند بعض الأطراف أو قد يُظن انها محسومة ، لكن بالفعل لا شيء محسوماً بالمطلق عند أي كان في أي وقت قبل إعلان اللائحة. فماذا تعني زيارة الرئيس الحريري في الضنية لمنازل: النائب السابق قاسم عبدالعزيز، رجل الأعمال عبدالعزيز الصمد، منسق تيار المستقبل الدكتور هيثم الصمد، ثم بعد الإفطار زيارة منزل النائب أحمد فتفت، وأي إشارات تعطي هذه الزيارات المختلفة؟ كذلك الأمر على صعيد المنية ، فسحور المنية أقيم في منزل عضو المكتب السياسي لتيار «المستقبل» معتز زريقة والزيارات شملت آل علم الدين (للتعزية برحيل عميد العائلة الحاج عبداللطيف علم الدين) بالإضافة إلى زيارة منزل النائب كاظم الخير وافتتاح جامع الخير. وفيما يتعلق بالرئيس نجيب ميقاتي، يبدو طرابلسياً ان إمكانية تحالفه مع الوزير السابق فيصل كرامي تزداد حظوظها، إضافة إلى وجوه جدية وفاعلة من فريق ميقاتي مثل الدكتور خلدون الشريف الذي مازال حتى اليوم يُعتبر المدافع الأبرز إعلامياً عن نهج رئيس الحكومة السابق وأفكاره، وقد فعل ذلك في عز مرحلة الحكومة الميقاتية بين عامي 2011 و2014، ومازال حتى اليوم يقوم بمهمة البلورة الاعلامية لمواقف وخطوات ميقاتي وتياره، وهذا أمر يحتاجه كل فريق سياسي لتوضيح وتدعيم المواقف التي يتخذها (لاحظ طريقة عمل فريق النائب وليد جنبلاط). أما في الضنية فمن الممكن أن يتحالف ميقاتي مع النائب السابق جهاد الصمد في الضنية، إضافة إلى الدكتور محمد الفاضل، ومن الممكن ان يتطلع إلى وجوه جديدة تمثل خيارات مستقلة وجدية في المنطقة، كذلك الأمر بالنسبة إلى المنية.
أما الوزير السابق أشرف ريفي فليست واضحة حتى الآن خارطة تحالفاته بالكامل، فيما يبدو أنه حسم نهائياً خياره بالتحالف الانتخابي مع وليد معن كرامي، ومازالت حركة ريفي محدودة في المنية – الضنية بل قد يكون أكثر تأثيراً في عكار.
في كل الأحوال، يشير قانون الانتخاب إلى حتمية حدوث معارك بين ثلاث لوائح… وأكثر في دائرة طرابلس – المنية – الضنية، لكن هذا الأمر ليس قدراً محسوماً إذ قد تطرا ظروف تحتم على جهة ما ان تتحالف مع جهة أخرى ضد جهة ثالثة أو قد تشاء الظروف ان تتحالف الجهات الثلاث الأقوى بعضها مع بعضها الآخر.