45 سنةً… وتستمر حرةً (1973)
لا يترك رئيس الحكومة مناسبة إلاّ ويهوّل على اللبنانيين بغول التخريب والتهديم.
حتى كاد المواطنون يشكّون في أبصارهم وبصائرهم وهم يفتشون عن «الغول» ولا يجدونه!
فليس لبنان هيكلاً من كرتون، وليس شعبه رجالاً من ورق، حتى تستثير «زوبعة في فنجان» كل هذه الهواجس والمخاوف.
ما يخشاه اللبنانيون وما يقلق هواجسهم، فعلاً، هو الغول المتربص على حدودنا، يمد يده – كلما شاءت له طبيعته – إلى قلب لبنان ليغرز أظافره في الموضع الذي يختار دون ان يجد من يردعه.. ودماء النزيف في مخيمات «البارد والبداوي» لم تجف بعد.
أما «غول» الرئيس سلام فلا يخشاه أحد من اللبنانيين، لأنه غول من ورق، اللهم إلاّ وزراؤه وهم رجال اصطفاهم لنفسه، واصطنع لهم غولاً ليفزعوا إليه كلما دعت الحاجة.
غول الحكومة لا يخشاه المواطنون، وغول «الحدود» قد لا يراه ناس من ورق.
24/2/1973
أسلوب المواجهة والتحدي الذي اعتمدته الحكومة في تعاطيها مع الفئات السياسية والشعبية لم يكن يوماً الأسلوب الأصلح لاستقرار الأوضاع. والتطورات التي نتجت عن مواقف الحكومة. المسرحية أعطت البرهان القاطع على ان الانتصارات التي قد تحققها الحكومة – أي حكومة – بالأسلوب الذي اعتمدته الحكومة السلامية، هي انتصارات قصيرة الأمد، أي بمثابة مزالق تؤدي بها إلى فشل يحتم ذهابها السريع.
3/3/1973