طرابلس لبنان - سياسية مستقلة

45 سنةً… وتستمر حرةً (1974-1975)

عقدت جريدة «التمدن» حلقة ضمت عدداً من المهتمين بالقضايا الوطنية والفكرية في لبنان. وقد تمت مناقشة كتاب «موجز الفلسفة اللبنانية» الذي فُرض في كلية الآداب في «الجامعة اللبنانية»، وأثار ضجة في الأوساط الجامعية، نظراً لما تضمنه الكتاب من أكاذيب ومغالطات تاريخية وغايات سياسية مشبوهة ترمي إلى التفرقة وضرب الوحدة الوطنية التي يزول لبنان كله بزوالها. وبعد ان حدد المجتمعون النصوص التي تشكل خروجاً عن السياسة التربوية الوطنية، تقرر القيام بعدة خطوات كُلفت «التمدن» بملاحقتها واتخاذ الخطوات الكفيلة بمنع تدريس كتاب «موجز الفلسفة اللبنانية» ومصادرته.

هذا وقد يتبارد إلى أذهان البعض تساؤل، لماذا اهتمت «التمدن» بهذا الكتاب؟

فنجيب ان سبب ذلك هو كون هذا الكتاب يدرّس في «الجامعة اللبنانية» وغايتنا منع تدريسه لما يحتويه من أكاذيب ومغالطات تاريخية تسبب النعرات الطائفية وتسيء إلى الوحدة الوطنية. أما بقاء هذا الكتاب في الأسواق أو عدمه فهذا لا يهمنا مطلقاً إذ يوجد مثله العشرات من الكتب المضللة، الكاذبة، ذات الغايات السياسية المشبوهة المخطط لها والتي تمولها الرجعية العميلة والصهيونية.

26/11/1974

ملف «دولة المطلوبين»: وثيقة وُضعت بأمانة، عن الشهور السوداء التي عاشتها طرابلس، خلال عهد تعرض المدينة لنزيف يومي في اقتصادها وناسها وسمعتها الحضارية. وفي هذا المجال لا بد من التساؤل عن أسباب هذه الظاهرة:

1- هل كان «القدور» ومن قبله «شحيطه» و«الزعبي» وغيرهم «دخلاء» على المجتمع..؟

أم أنهم شكلوا ظاهرة طبيعية في وسط اجتماعي كالذي تعيشه طرابلس..؟

2- ما هي الضمانات التي تمنع ظهور «دولة مطلوبين» أخرى، قد تكون أشد شراسة من سابقتها، طالما ان السلطة تمارس سياسة التجويع بالحرمان وبالغلاء وبالاهمال وبتفشي البطالة والمرض والفقر..؟ كما تمارس سياسة تجهيل أبنائنا بعدم توفير المدارس الكافية..؟ «في التبانة مثلاً مدرستان فقط لـ 14 ألف طالب».

والسلطة هي المسؤول مباشرة عن تردي الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في مدينة لها وزنها السياسي الهام في لبنان ولأنها تمادت في اهمال طموح وتطلعات الجماهير في توفير الضمانات والخدمات الاجتماعية. ولأنها هي ذاتها  المقصودة بكل تحرك جماهيري رافض.

أما القوى الوطنية فاكتشفت ان «تنظيماتها» غير قادرة على توجيه التحرك المرسوم أو «العفوي» وفق ما يخدم مجرى العمل التقدمي! واكتفاؤها بالصمت كان دليلاً على فقدان قياداتها إمكانية التخطيط للأحداث «الملحوظة». وغير «الملحوظة»…!

26/2/1975

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.