طرابلس لبنان - سياسية مستقلة

45 سنةً… وتستمر حرةً (2009-2010)

مع الاسف، أصبح ممكناً جداً اجراء مراجعة تنتقد محتوى خطاب يلقيه أمين عام «حزب الله» السيد حسن نصرالله.

صار ممكناً رفض مضمون خطاب الرجل الذي كان دائماً آسراً لافئدة عشرات ملايين الناس، وموضع محبة جارفة من قبل هؤلاء.

لماذا ذهب السيد نصرالله الى هذا الحد باتجاه الوحول الداخلية اللبنانية، بعدما كان أعلى كثيراً من ذلك، وبعدما كانت طاقاته الشخصية الاستثنائية موجهة نحو الحدود الجنوبية، حيث كان يثير هلع محتلي فلسطين؟

ولماذا القى قبل عدة أيام خطاباً «ليس له»، فارتكب أخطاءً «ليست له» ايضاً؟

لماذا يصرّ السيّد على تغيير الصورة التي كانت محفوظة في قلوب الكثيرين، ممن آمنوا بمقاومته وجدواها وضرورتها؟

1 – في خطابه الاخير، ارتكب السيد نصرالله خطأً فادحاً عندما كاد يخوّن البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير، بسبب رأي الاخير في موضوع «الخوف على هوية لبنان العربية»، فاتهم السيّدُ البطريركَ بأنه «لم يتحدث عن تهديد الكيان خلال الحروب الاسرائيلية». والخطأ هو في مقارعة الرأي عبر التخوين، علماً ان صفير لم يتعرض يوماً لنصرالله وخطاباته.

2 – أخطأ عندما اعتبر ان من يناقش فكرة «ولاية الفقيه» يتجاوز القانون اللبناني الذي يفرض احترام الاديان، فيما مناقشة اي ترجمة سياسية للنص الديني هي حق مشروع لكل انسان، وكما يمكن مناقشة الترجمة السياسية الرسمية للنص الديني في ايران وبالتالي في لبنان، يمكن مناقشة الترجمة السياسية الرسمية للنص الديني في السعودية وبالتالي في لبنان.

3 – أخطأ عندما قال انه لن يدخل في موضوع الانتخابات الايرانية، ثم دخل عميقاً في هذا الشأن، فتعرض لحق الشعب الايراني في تقرير مصيره بنفسه، أياً يكن هذا المصير، ثم أخطأ عندما منعنا، نحن اللبنانيين، من الكلام على موضوع قال إننا «لا نفهم فيه»، وهذا تعرُّض لحقوقنا الانسانية والسياسية والفكرية.

4 – أخطأ عندما انتقل من مستوى مقارعة أميركا واسرائيل بنجاح كبير كان يثير الاعجاب، الى مستوى الحديث عن قلم اقتراع في هذه القرية وقلم اقتراع في تلك، وعن الذي فاز بالصوت الشيعي او السني او الارمني، وغير ذلك من خزعبلاتنا اللبنانية المتخلفة. ثم ذهب أبعد من ذلك، فطرح أرقاماً حصل عليها المرشحون الشيعة المنافسون لـ «حزب الله» في الجنوب وبعلبك وسخر منها.

في السابع من أيار 2008، خسرت المقاومة حضنها الشعبي، والالتفاف اللبناني الذي كان حولها، وقدسية سلاحها، والظروف الموضوعية التي كانت تؤمّن لها الاستمرار والحياة والنجاح، وتحوّلت الى قوة عسكرية «رسمية» عربية قمعية داخلية مهمتها «الدفاع عن نظامها». وقتها خسرنا المقاومة فيما ربح «حزب الله» الارض.

وفي 17 حزيران الجاري، يوم القى نصرالله خطابه، خسر السيّد وهجه الشخصي وصورته، وخسر الكثيرون، ممن كانوا معجبين به حتى الثمالة، الشوق الذي كان ينتابهم كلما أُعلن انه سوف يلقي خطاباً.

في 17 حزيران 2009 تحوّل السيّد الاستثنائي، الى مواطن لبناني طبيعي، مثله مثل باقي المواطنين، بيد ان الافظع هو ان يكون قد تجاوز هذه المرحلة، باتجاه التحوّل الى… سياسي لبناني طبيعي.

25/6/2009


فعلها النائب السابق عبدالمجيد الرافعي من جديد. قال «لا» لما سُمّي «التوافق» بين اطراف «السلطة السياسية» في طرابلس «بكل فئاتها في الموالاة والمعارضة»، وأعلن تشكيل «لائحة قرار طرابلس» غير المكتملة والمؤلفة من 15 عضواً.

وفيما قرر الرافعي مواجهة ما سُمّي «المحدلة»، يعرف صعوبة «المعركة» في ظل «اصطفاف سياسي كبير هو الاول من نوعه في تاريخ طرابلس»، كما قال توفيق سلطان. ويعرف ان قدرات اللائحة التي يدعمها لا يمكن ان تُقارَن بقدرات «لائحة وحدة طرابلس» أي لائحة «التوافق».

28/5/2010

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.