تحضير لوازم رمضان
تعمد ربة المنزل خلال الأيام العشرة الأخيرة من شعبان إلى القيام بجردة عامة على أدوات المطبخ ولوازم إعداد الطعام، الشابات تسجل متطلبات المائدة من صحون وأوعية وأكواب وأدوات غرف الأطعمة وأباريق وأغطية الطاولة وأدوات التنظيف ولباس غسيل الصحون – كل يوم الدور على فتاة – وتجديد فناجين الشاي والقهوة والركاوي، والمناشف وغيرها.
وتبدأ جولة جديدة لتفقد «المونة» وما تحتاجه من مواد أولية لشهر كامل تقريباً، ليكون في وسعها تحضير طبخة اليوم دون أن تحتاج سواء إلى اللحوم والبقول والخضراوات اليومية، فتطول قائمة المشتريات: سمن، زيت نباتي، أرز، برغل، عدس، سكر، حمص، وتشكيلة منوعة من البهارات.
ثم تجول ربة المنزل في غرف الاستقبال والجلوس والطعام لتتفقد ما تحتاجها من لوازم خاصة بها: مساند، أفرشة، أغطية كنبات…
ويرتفع صوت الأولاد مطالبين بشراء عباءات وطاقيات ونعلين (مشاية) لأنهم كبروا ويريدون الصلاة في المسجد جماعة أسوة برفاقهم ووالدهم، فيما الأخير يذكر زوجته بتحضير العباءة التي يحتفظ بها لمثل هذا الشهر.
وتتدخل الفتيات بالمطالبة بحقهن بثياب صلاة جديدة من أجل صلاة التراويح، وتتنحنح الجدة تؤكد حضورها وطلبها الوحيد: مصحف بأحرف كبيرة.
وتطول القائمة ورب الأسرة يبتسم: رمضان كريم، أهلاً به، اللهم بلغنا رمضان بخير وسلامة.
وتشهد الأسواق قبيل أيام من إطلالته ازدحاماً ملحوظاً من أجل شراء هذه اللوازم، فالضيف المقبل كبير القدر والمكانة في قلوب الطرابلسيين وينبغي أن نُعد له أفضل ما يستحق لاستقباله.
ولعل أبرز مظاهر الاحتفاء بقدوم هذا الضيف المحبب قيام ربة المنزل مع بناتها ومن تتطوع من القريبات والجارات بحفلة »تعزيل« البيت بدءاً من غسل البرادي وطلاء بعض الغرف وشطف كل جدرانه وزواياه وتجميع ما لا يلزم لتوزيعه أو إلقائه في مكب النفايات.