طرابلس لبنان - سياسية مستقلة

المسحر

هو الذي يتولى مهمة إيقاظ النائمين لتناول طعام السحور، وهو الرمز الثاني المحبب إلى نفوس الصائمين بعد مدفع الإفطار، ورغم تضاؤل دوره بسبب استمرار سهر الناس إلى ساعة متأخرة من الليل حيث يتناولون ما تيسر من طعام السحور قبل موعده، إلاّ أن له رونقه المميز دائماً، وخصوصاً في الأحياء الشعبية، وكل من يمتثل للحديث النبوي الشريف »تسحروا فإن السحور بركة«.

وكان للمسحر منذ عدة عقود »طنّة ورنّة«، وكان يتولى المهمة المتوارثة أحد عقلاء الحي وممن له معرفة وطيدة بسكان المنطقة التي يطوف فيها بطبلته مترنماً بما تيسر من المدائح النبوية وفضائل شهر الصوم أو بمقتطفات من السيرة النبوية، ويتوقف لحظات ينادي أصحاب الدار بأسمائهم مردفاً »قم يا نايم وحّد الله«.

وكان على المسحر أن يُبكر في مهمته حتى يتسنى للأهالي أن يطبخوا طعام السحور، إذ إن كثيراً من الذين يقومون بأعمال شاقة نهاراً لا يقوون على متابعة الصيام إلاّ بطبخة أرز أو برغل، ولا يقيم أودهم الأجبان والنواشف.

ومهمة التسحير كانت منوطة بعدة عائلات هي: الزاهد، الغندور، اللوزي، القدوسي، البيروتي، وغيرها، ويتوزعون على مناطق بعينها في المدينة ولا يتعدون حدود مناطق غيرهم وإلا حدثت مشاجرات فيما بينهم.

وكانت أناشيد المسحرين تعتمد قصائد أحمد شوقي أو المدائح النبوية الشهيرة، ولكن الجيل الجديد من المسحرين، ومعظمهم من الشباب، يبتكر مقطوعات خاصة ترافق تجواله مع طبله المدوي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.