احترام النصارى لمشاعر الصائمين
ومما يُشهد لنصارى هذه المدينة الطيبة ورقي مشاعرهم ونبل أحاسيهم فور قدوم شهر رمضان، حيث تقوم فاعلياتهم ورجال الدين بزيارات تهنئة للمراجع الإسلامية، الدينية والسياسية والاجتماعية والبلدية للتبريك بهذا الشهر الفضيل.
وهم يحرصون على احترام مشاعر الصائمين فيمتنعون عن التدخين جهاراً، أو تناول الطعام علانية، ولا يستقبلون الزبائن في مطاعمهم، أو يحجبون الرؤية بستائر، وهذا دأبهم طوال شهر رمضان فقط في مدينة طرابلس دون سائر المدن والمناطق اللبنانية مما يعزز هذه العلاقة الوطيدة بين أبناء المدينة على اختلاف طوائفهم.
وتزدحم دار الفتوى في طرابلس والشمال بالمهنئين من رجال الدين ومن الفاعليات المختلفة من سائر طوائف المدينة، ويحرص مطران الطائفة المارونية في المدينة جورج بو جودة على إقامة مأدبة إفطار تكريمية لمفتي طرابلس والشمال الدكتور الشيخ مالك الشعار في حضور حشد من القضاة والعلماء والشخصيات الطرابلسية، وتُخصص لهم غرفة خاصة لصلاة المغرب.
إنها طرابلس العيش المشترك والسماحة والملتزمة بحقيقة هذا الدين وعياً ورُقياً وانفتاحاً ووسطية، ولن يستطيع مغرض أو جاهل أو متحجر حرفها عن رؤيتها ومفاهيمها.