دعوة إلى الإفطار
هناك عادة أخرى لا يتخلى عنها الطرابلسيون في شهر رمضان، وهي الدعوات المتبادلة لتناول طعام الإفطار، إذ كثيراً ما يعرب رب الأسرة عن قلقه وغصّته لأنه لا يوجد على مائدته قريب أو جار أو ضيف يشاركه زاده، يحدوه إلى ذلك الحديث النبوي الشريف عن أجر من فطر صائماً في رمضان.
ويروي المخضرمون أن المار في أحياء طرابلس بُعيد العصر كثيراً ما كان يصادف رجالاً يقفون على أبواب منازلهم أو زوايا زقاقهم وحيّهم يتلفتون يمنة ويسرة علّهم يصادفون وافداً عزيزاً إلى مائدتهم.
إنها عادة متأصلة لما تنقرض بعد من الفيحاء، وهي تنم عن طيب الوفادة، وكرم الضيافة، ولطف المعشر، وحب الآخرين.